“جميعنا يُعايش أيام العمل الحالية التي تدفعنا فيها طاقة إيجابية هائلة بصورة تقود المملكة نحو مستقبلها الجديد.”
هذه المقالة هي جزء من سلسلة من المقابلات الشخصية التي يجريها مؤسس شركة ليرا ستراتيجي بارتنرز، ومديرها التنفيذي رافايلا كامباجنولي مع بعض أهم رجال الأعمال والمستثمرين في الشرق الأوسط. في هذا الإصدار من مجلة ستراتيجي بايت، تحدثت مع جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية التي يقع مقرها في المملكة العربية السعودية، حول كيفية قيادته لمشروع بقيمة 20 مليار دولار أمريكي لبناء وجهة سياحية ثقافية ونمطية جديدة تقع في منطقة الدرعية، بمدينة الرياض.
أخبرنا عن المؤسسة التي ترأسها وعن أهدافها ومساعيها.
“تأسست هيئة تطوير بوابة الدرعية بموجب مرسوم ملكي صادر في يوليو 2017 بغرض الحفاظ على منطقة الدرعية والاحتفال بها وتطويرها لتصبح واحدة من أعظم أماكن الالتقاء في العالم، ولكي تُصبح كذلك معلمًا عالميًا زائع الصيت يحتفي بالتاريخ والثقافة والتقاليد السعودية من خلال الفن، والموسيقى، والأزياء، والترفيه للضيوف من جميع الفئات العمرية. منطقة الطريف هي موقع تراث عالمي ترعاه منظمة اليونسكو، وهو مخصص للاحتفال وخدمة المجتمع المحلي في منطقة الدرعية من خلال العديد من المبادرات في إطار برنامج الثقافة الموحد، والذي يهدف إلى احتضان نظام بيئي غرضه إلهام وتمكين الشباب لكي يصبحوا قادة الغد. بميزانية معتمدة تبلغ 20 مليار دولار أمريكي، تعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية الآن على مرحلة تخطيط وتنفيذ رئيسية مكثفة من شأنها أن تجعل الأصول الأساسية جاهزة بحلول الربع الأخير من عام 2021″.
بوصفه مشروعًا في المملكة العربية السعودية، كيف تتبنى أنت ومشروعك رؤية 2030؟
نظرًا لتفعيل جميع المشاريع في المملكة، تتوافق هيئة تطوير بوابة الدرعية تمامًا مع رؤية 2030: من المخطط أن يجتذب موقع التراث الثقافي المذهل هذا قرابة 27 مليون زائرًا سنويًا، مع توفير تدفق سياحي مهم للمملكة وكذلك توفير 55000 وظيفة جديدة وطرح أصول كبيرة مثل إنشاء ستة جامعات، و30 فندقًا و100 مطعمًا وعدد من المعالم الثقافية البارزة، والتي ستحدث فارقًا كبيرًا للمملكة ولمدينة الرياض، حيث أنها تقع على بعد 15 دقيقة فقط. وفقًا لتوجيهات رؤية 2030، ستكون السياحة أحد المعالم البارزة لبرنامج التنوع الاقتصادي في المملكة، حيث سيتحول مقدارها من الناتج المحلي الإجمالي من 3٪ حاليًا إلى 10٪ بوصفها النسبة المستهدفة”.
ما هو أكثر شيء يثير إعجابك بشأن خطط المملكة العربية السعودية للمستقبل؟ كيف يمكن للشركات الانتفاع من هذه الرؤية الجديدة؟
“يبني المجتمع السعودي حقبة جديدة لبلاده ولكل الشركات المشاركة في عملية التحول هذه. ستتم مشاركة قصة النجاح مع الشركات والأشخاص الراغبين في المشاركة في تنفيذ رؤية 2030 التي تلهمنا بما يلي:
- التمتع بنظرة متفائلة وإيجابية للمستقبل
- مثال على أخلاقيات العمل من ولي عهدنا
- التعاطف الكبير من الشعب السعودي الذي تلقى تعليمًا عاليًا لتنفيذ رؤية ولي العهد
تشهد هيئة تطوير بوابة الدرعية رحلة مذهلة من خلال تمكين القيادة الجديدة للمملكة: بمشاركة أكثر من 500 موظفًا، يمثل السعوديون 81٪، و 36٪ من النساء السعوديات، ونسبة 13٪ منهم في مناصب إدارية. في الواقع، توضح هذه الأرقام التحول المذهل الذي تقدمه رؤية 2030: التمكين والتنوع والمساواة والتطلع إلى المستقبل. لقد تجاوزت هيئة تطوير بوابة الدرعية في الواقع أهدافها الخاصة بتوظيف المرأة في رؤية 2030 في مثل هذا المشروع الضخم النموذجي”.
ما هي التغييرات الرئيسية التي تراها عندما يتعلق الأمر بشكل الأعمال في المملكة العربية السعودية؟ هل الوقت الحالي هو الوقت المناسب للاستثمار في المملكة العربية السعودية؟
“المملكة العربية السعودية هي بالتأكيد واحدة من أكثر النماذج الفعلية في العالم في الوقت الحالي: التنويع لمصادر الدخل غير النفطية يحدث عبر صناعات مختلفة داخل بلد مستقر تحكمه نفس العائلة على مدار 120 عامًا الماضية. وضع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حجر الأساس لخلق اقتصاد مزدهر ومتنامي من خلال تعزيز الشفافية، وضمان تصنيفات ائتمانية عالية (تعتبر المملكة العربية السعودية الآن في الفئة الأعلى “AAA” في تقييم موديز) بالإضافة إلى كونها واحدة من دول العالم التي لديها أعلى الأرصدة النقدية.”
في منصبك الحالي، ما هي الأشياء التي تؤرقك في الليل؟ إضافة إلى ذلك، ما هو أكثر ما يثيرك بشأن ما تفعله؟
“نعيش جميعًا أيام عملنا التي تشوبها طاقة إيجابية هائلة بفضل توجه المملكة نحو مستقبلها الجديد. إلا أن التحدي الحقيقي الكبير الذي نحتاج إلى إدارته هو السرعة: لقد استغرقت سنغافورة 50 عامًا لتصبح نموذجًا مثاليًا للمجتمع الحديث، واستغرقت دبي 30 عامًا لتصبح المكان الرائع التي هي عليه الآن. إلا أننا نخطط لتحقيق هذا التحول الهائل لبلد يبلغ عدد سكانه 32 مليون نسمة في 10 سنوات فقط، داخل منطقة كبيرة ومتنوعة. إن إنشاء بنية تحتية قوية هو العنصر الأساسي الأول لدعم برامجنا. ولهذا السبب، فمن خلال التركيز على الأنشطة الأساسية فقط، مثل التدريب والتطوير وتمكين موظفينا، سنتمكن من مواجهة التغيير الكبير الذي نعمل على تحقيقه“.