**600 ألف دولار حجم الاستثمارات في الشركة.. و400 فيلم تم التعاقد عليهم
القاهرة: حنان سليمان
عادت منذ أيام بريهان أبو زيد من مهرجان “كان” الفرنسي وقد وقعت عقدي شراء حقوق عرض فيلمين عربيين عرضا بالمهرجان، فيما تستمر المحادثات مع وكلاء البيع لشراء حقوق عرض أربعة أفلام أخرى لعرضهم على منصة الأفلام العربية “موفي بيجز” Movie Pigs، التي أسستها الشابة المصرية في نيويورك العام الماضي وانطلق موقعها رسميا في فبراير/شباط الماضي.
لماذا يدفع العرب اشتراكا شهريا لمشاهدة أفلام أونلاين في حين أنهم ببعض البحث يمكنهم مشاهدتها مجانا؟ جودة العرض ونوع الأفلام هما الفارق بشكل أساسي فالأفلام المعروضة على المنصة تتنوع بين “أفلام مهرجانات” تتخذ طابعا مستقلا لها جمهورها الخاص وليست الأفلام الاستهلاكية المسماة بـ”أفلام السوق” بالإضافة إلى أفلام كلاسيكية ووثائقيات ومسرحيات تجذب فئة معينة من جمهور السينما ذات ذوق خاص. يختار المشترك من بين ثلاثة أنظمة للاشتراك الشهري أكبرهم بسعر 10,99 دولار بمميزات تتنوع بين جودة العرض والمشاهدة غير المحدودة وعدد شاشات العرض (موبايل، تابلت، لابتوب) لقرابة 400 فيلم متاحين على المنصة في الوقت الحالي. قيمة إضافية هي أن جميع الأفلام مترجمة للغة الإنجليزية أسفل العرض سواء للجمهور الرئيسي وهو العرب المقيمين بالخارج أو لغير العرب المهتمين بالسينما العربية.
“كان” وغيره من المهرجانات السينمائية الدولية هو فرصة لفريق “موفي بيجز” المتواجد بين الولايات المتحدة ومصر ودبي للتعرف على الأفلام العربية المستقلة الجديدة وشراء حقوق عرضها، كما أن المنصة تدخل أحيانا كراعٍ للمهرجان. في هذا الإطار، شاركت “موفي بيجز” في مهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو بأمريكا وهو الأكبر على الإطلاق وكانت أحد رعاته كما ذهبت إلى مهرجان الفيلم العربي في برلين ومهرجان مالمو للسينما العربي في السويد. وتعد الولايات المتحدة هي السوق الأكبر للأفلام العربية في الخارج حسب مؤشرات المنصة تليها بريطانيا وكندا. تضيف بريهان: “الظروف الحالية أظهرت كارهين للعرب والمسلمين لكنها أيضا أثارت الفضول عنهم لدى البعض بدليل أن نصف الجمهور في حفل افتتاح مهرجان الفيلم العربي في أمريكا الذي بلغ عدده 1500 شخص هم من غير العرب. في مهرجان كان أيضا، فيلم اشتباك أثار نقاشا واسعا. الأفلام هي أحسن طريقة للتعامل مع هذا الفضول والتعرف على ما يبدو غامضا”.
500 ستارت أبس تستثمر
في أقل من عامين، استطاعت الشركة الناشئة أن تجمع استثمارات بقيمة 600 ألف دولار من جهات مختلفة أكبرها صندوق الاستثمار ومسرّع النمو “500 ستارت أبس” الذي يقع مقره في وادي السيليكون بالولايات المتحدة ومستثمرين أفراد مثل هالة فاضل، رئيسة منتدى MIT لريادة الأعمال – العالم العربي، وأحمد سامي، المستثمر الملائكي الذي قاد فرع شركة “hp” في مصر سابقا بالإضافة لبعض الأصدقاء والأقارب. يعمل بالشركة حاليا 5 أشخاص بدوام كامل مع إيكال التسويق لوكالة خاصة outsourcing يختص فيها أربعة أشخاص بتسويق المنصة بشكل كامل. بريهان، المديرة التنفيذية للشركة، حاصلة على ماجيستير في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكانت من مؤسسي شركة “قبيلة” كما عملت قبل ذلك في شركة جوجل.
تتباين المواقف حول الاسم الذي تحمله المنصة وقد ينفر البعض منه معتبرينه “غير لائق” بينما يجده الآخرون مضحكا، فترجمته الحرفية هي “خنازير الأفلام”، ولكن كما يقول الأمريكيون في أمثالهم “كُل مثل الخنزير”، فكان المراد من المنصة أن تكون مأوى لكل “مشاهد للأفلام مثل الخنزير”. تقول بريهان: “الأفلام أكبر سلاح لتغيير الثقافات وتغيير المجتمعات. نحن ليس علينا أن نكره الخنزير فهو مخلوق من مخلوقات الله لكن أكله فقط هو المحرم علينا”.
من المقرر أن تبدأ حملة تسويقية للمنصة في السوق الأوروبي بالأساس بعد بضعة أشهر مستهدفة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والسويد بالإضافة للولايات المتحدة وكندا بالتعاون مع الجاليات العربية في هذه البلدان ومنظمات ومراكز مهتمة بالسينما العربية ومهرجانات سينمائية محلية. وتوضح بريهان: “نحن مهتمون بالسوق الخارجي وليس الداخلي العربي حيث هناك لاعبون كثيرون”. ثلاث توجهات تحكم تحركات المنصة في الفترة القادمة هي التوسع في أوروبا وتحديدا بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي ترى فيها بريهان أسواقا أكبر للأفلام العربية من الولايات المتحدة، العمل على إنتاج أعمال سينمائية مشتركة ونمو خدمات القيمة المضافة لـ”موفي بيجز” متمثلة في خدمات الترجمة؛ فالمنصة لديها خدمة ترجمة الأفلام السينمائية ومؤخرا تعاقدت على ترجمة فيلم “هيبتا” للإنجليزية ضمن اتفاق شراء حقوق عرضه على المنصة.