دبي – خاص
تشهد الفترة بين يومي 16 و 22 نوفمبر من هذا العام الاحتفال بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال، مع اقتراب نهاية سنة مُرهقة للشركات الصغيرة والمتوسطة وموظفيها على حدّ سواء. ومع بدء تفكير روّاد الأعمال فيما يلي ذلك، تبرز زيادة الإنتاجية والنمو على جداول أعمالهم. ومن أهم المفاتيح لتحقيق تلك الزيادة والنمو؛ تعزيز مشاركة الموظفين.
وعلى الرغم مما يحمله مصطلح ‘مشاركة الموظفين’ من تعبير مؤسّسي جاف، إلا أن مشاركة الموظفين هامة جداً للشركات الصغيرة، كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الكبيرة تماماً. وينبغي عدم الخلط بين مشاركة الموظفين، وبين مفاهيم أخرى مثل رضا الموظفين أو السعادة في موقع العمل؛ حيث يمكن للموظفين أن يكونوا سعداء أو راضين بدون مشاركة فعلية.
كما يحمل مفهوم مشاركة الموظفين عمقاً أكبر من ذلك، فهو يرتبط بمستوى الاستثمار الذهني والنفسي لزملائك في العمل وأهدافه، والدور الذي يسهمون به في هذا الاستثمار. وعلى سبيل المثال، يبدأ الموظف الراضي عن عمله يومه في الساعة التاسعة، وينتهي في الساعة الخامسة، مع إنجازه للحدّ الأدنى من متطلبات العمل. أما الموظف الملتزم بالمشاركة، فهو حريص على بذل كل جهد ممكن لمساعدة الشركة والزملاء والعملاء من أجل تحقيق النجاح.
وفيما يلي يقدم لنا فيريش هاردوث، نائب الرئيس لأعمال الشركات الناشئة والصغيرة في سايج إفريقيا والشرق الأوسط بعض الأفكار الأساسية لتفعيل المشاركة الحقيقة في شركتك الصغيرة.
1. إعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين
تتميز الرعاية بمفهوم مزدوج، فهي لا تقتصر على إظهار الاهتمام بالسلامة الذهنية والجسدية للموظفين فحسب؛ تشمل أيضاً نموهم وسعادتهم التي ستسهم في تعزيز الجهود الرامية لتحفيزهم ومشاركتهم. ويمكن لمبادرات الشركة تجاه موظفيها بهذا الشأن أن تعمل على تعزيز طاقتهم وتنشيط تفاعلاتهم، مثل إتاحة وصولهم إلى طبيب نفسي في أوقات الأزمات، أو استضافة جلسات يوغا وأنشطة ترفيهية في الشركة، أو تزويد الموظفين بتدريبات مدفوعة الأجر، مثل قسام (Udemy)، أو حتى مجرد تهنئتهم في أعياد ميلادهم.
2. تقديم المكافآت والحوافز المناسبة
خلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتحدى الشركات الصغيرة للصمود فيها، عليك تقديم المكافآت والحوافز المناسبة كأمر أساسي إذا كنت تطمح أن يبذل موظفوك جهوداً إضافية. وليس من الضروري أن تكون الحوافز دائماً بصورة مكافآت مالية كبيرة؛ بل يمكنك مكافأة الموظفين الذين يبذلون جهوداً إضافية بعدة طرق أخرى، مثل تقديم رسالة شكر وعلبة شوكولا، أو إظهار التقدير لهم أمام الجميع، أو منحهم يوم إجازة كمكافأة، أو إتاحة استخدام موقف السيارات المجاني لمدة شهر، أو إعطائهم فرصة العمل على مشروع هام.
3. إتاحة الفرصة أمامهم لإسماع أصواتهم
سيشعر الموظفون بمزيد من المشاركة عند إحساسهم بأن أصواتهم مسموعة، كما سيشعرون بمزيد من الالتزام عند طلب آرائهم خلال تخطيط الأعمال وووضع الأهداف. وبالطبع، سيرغب الزملاء بأن تطلب منهم تقديم مقترحاتهم، سواء في العمليات الرسمية مثل مراجعة الأداء، أو عبر المحادثات غير الرسمية. ولا يمكنك بالطبع أن تطلب من فريقك تقديم آرائهم في كل القرارات، ولكن إحساسهم بأهمية أفكارهم ومقترحاتهم، وشعورك بمخاوفهم، سيؤدي إلى مشاركة أفضل.
4. تزويدهم بأدوات سهلة الاستخدام
يمكن للتكنولوجيا والأدوات المناسبة أن تسهم بإحداث فارق كبير في مشاركة الموظفين وتجاربهم. ومع إتاحة وصولهم إلى تطبيقات سهلة الاستخدام تُسهل عليهم القيام بأعمالهم، ستتاح لهم فرصة التركيز على الجوانب الهامة من مهماتهم، بدلاً من التركيز على الإجراءات الروتينية والبحث عن التكنولوجيا. واليوم، تتميز الحلول القائمة على السحابة بسلاستها وسهولة استخدامها، كما يمكنك الاعتماد أيضاً على الأدوات المستندة إلى السحابة لضمان مشاركة الموظفين وإبقائهم على اتصال خلال هذا الوقت، من خلال الخدمة الذاتية الرقمية واتصالات الموظفين.
مشاركة الموظفين… ميزة تنافسية
تحظى مؤسسة (Gallup) بقاعدة بيانات عالمية تقوم من خلالها بتحليل مشاركة 35 مليون موظف حول العالم ومستوى أدائهم. وتُظهر أبحاث الشركة أن الإنتاجية لدى فرق العمل عالية المشاركة تزيد بنسبة 14٪ عن إنتاجية الفرق الأقل مشاركة. كما تكشف الأبحاث أيضاً أيضاً أن ثلثي القوة العاملة العالمية تتّصف بعدم المشاركة.
تُسلط هذه الأرقام المذهلة الضوء على حجم الميزة التنافسية التي يمكن اكتسابها من خلال التفوق في الأداء فيما يتعلق بمشاركة الموظفين، والتي تسهم زيادتها في تحقيق إنتاجية أكبر، وخدمة عملاء أفضل، وضمان تحسين نتائج الأعمال من جميع النواحي. ولذا، تعتبر المشاركة هدفاً مثالياً يجب التركيز عليه أثناء إعادة بناء الأعمال بعد عام مرهق ومقلق للجميع.