مترجم بتصرف: مقال لـ هانز كريستنسن
لنكن صادقين: مع بداية أزمة جائحة كورونا، كانت معظم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا سلبية وتفتقر إلى الوضوح في ممارساتها، حيث أطلقت صحيفة نيويورك تايمز في بداية نيسان (أبريل) 2020 على ذلك لقب “الاسترخاء العظيم”. ولكن، ومع استقرار الأمور، بدأنا ندرك مدى بُعد هذا التوقع. حيث تشهد اليوم العديد من المجالات التقنية ازدهاراً في أعمالها. وهنا أفضل خمس مجالات موصى بها للشركات التقنية الناشئة في الوقت الحالي:
- الذكاء الاصطناعي، والذي بات المسار الأمثل في وقتنا الحالي. فهو ليس قطاع بحد ذاته فحسب، بل هو تقنية تتجاوز وتتقدم على باقي التقنيات الأخرى. ومن المرجح أن تعتمد كافة المجالات التقنية التي سنتطرق إليها فيما يلي على الذكاء الاصطناعي.
وفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث “فورتشن بيزنس انسايت“، فقد بلغت قيمة السوق العالمية للذكاء الاصطناعي 27 مليار دولار أمريكي في عام 2019. ولم تؤثر جائحة كورونا بشكل كبير على التوقعات بأن قيمته السوقية سترتفع خلال سبع سنوات تقريبًا بنسبة 1,000٪ لتصل إلى 266 مليار دولار.
وتعد المراكز التقنية ذات أهمية كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، لأنها تربط بين أولئك الذين يمتلكون المعرفة بحلول الذكاء الاصطناعي مع أولئك الذين يمتلكون المعرفة بتحديات القطاع. ومثال على ذلك، شركة Prognica Labs التي تجمع بين الخبرة التقنية في الذكاء الاصطناعي والمعرفة الطبية المتعمقة بهدف مساعدة الأطباء على قراءة الصور الطبية بشكل أفضل وتحسين القدرة على اكتشاف سرطان الثدي.
إذاً، هل أنت مهتم بعالم الذكاء الاصطناعي؟ يجب أن تبقي على اطلاع دائم بكافة الفعاليات والمعارض السنوية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات. وموقع Eventbrite هو المكان الأمثل للبحث عن هذه الفعاليات والمعارض. كما ننصحك أيضاً بزيارة “منتدى ديتك” لرواد الأعمال. نفذنا بدورنا عدداً من الفعاليات الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي سابقاً، بما في ذلك منتدى التحرك نحو الذكاء الاصطناعي، والذي ساهم في نشر تقرير اعتماد استراتيجيات وتنفيذ الذكاء الاصطناعي لعام 2018.
- التكنولوجيا الصحية والتكنولوجيا الحيوية؛ إذا ما خرجنا من جائحة كورونا بأي شيء، فهو مدى أهمية وقيمة صحتنا وصحة من نحبهم. ولكن حتى قبل الوباء، كان هذا المجال يحظى بالفعل باهتمام متزايد من قبل كبار المستثمرين في دولة الإمارات، بما في ذلكcom و Cheffa و Yodawy.
يركز هذا المجال على ثلاثة أهداف أساسية هي: تحسين جودة الرعاية، وخفض التكاليف، وتحسين الوصول إلى الرعاية، حيث تشكل الأجهزة الصحية القابلة للارتداء مثالاً قوياً لكيفية الاستفادة من هذا المجال في الوقت الحالي.
ومع تزايد انتشار الأمراض المزمنة وتحسين نتائج التشخيص، ارتفع الاهتمام في مجال الأجهزة الطبية القابلة للارتداء في جميع أنحاء العالم. وفقًا لـ فورتشن بيزنس انسايت، فإن هذا السوق مهيأ لتحقيق نمو كبير خلال العقد القادم.
إذاً، هل أنت مهتم بعالم التكنولوجيا الصحية؟ يعد هذا المجال بعديد من فرص التمويل. فبحسب تقرير صدر حديثاً عن مختبر ومضة للأبحاث؛ فإن أكثر من نصف الشركات الناشئة التي شملها التقرير ضمن قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد نجحت في تلقي دعمٍ مهني مبكر، حيث أفاد حوالي الثلثين (62٪) من الشركات الناشئة التي شملها التقرير أنهم وجدوا تمويلًا من مسابقات خطة العمل، وحاضنات الأعمال، ومسرعات الأعمال، والحكومات وحتى الجامعات. لذلك، احرص على البقاء على اطلاع دائم بمثل هذه الفرص.
- تكنولوجيا الفضاء؛ من منا لم يتخيل نفسه رائد فضاء عند رؤية هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وهو يصل إلى الفضاء؟
يعد مجال تكنولوجيا الفضاء مجالاً سريع النمو والتطور، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذلك فهو مجال واعد ومثير للاهتمام بالنسبة للمشاريع الناشئة. وهناك العديد من الفرص للمشاركة في الأقمار الصناعية، وإزالة الحطام الفضائي، والتلسكوبات، وخدمات الإطلاق والمزيد.
وبلغت قيمة مشاريع الأقمار الصناعية الصغيرة وحدها حوالي 4.2 مليار دولار في عام 2018، مع توقع تقرير “ فورتشن بيزنس انسايت” لها أن تصل إلى 18.3 مليار دولار بحلول عام 2026. تأكد أنك ستجد هنا الإثارة والفرص ورأس المال – ماذا تنتظر أكثر؟
إذاً، الوصول إلى النجوم؟ وقتنا الحالي مهيأ بعديد من الفرص الاستثمارية في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث يمتلك مركز محمد بن راشد للفضاء موقعًا مخصصًا داخل مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال، ويوفر موقعًا للعمل والدعم للشركات ناشئة في مجال تكنولوجيا الفضاء. كما تعمل العديد من الأنظمة البيئية الناشئة في مجال التكنولوجيا أيضًا بنشاط على إنشاء برامج تدعم رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا الفضاء.
- تكنولوجيا التعليم؛ ذكر مقال صدر عام 2016 عن “TechCrunch” أن: “تكنولوجيا التعليم هي التكنولوجيا المالية التالية”، الأمر الذي لم يتحقق بعد. فمنذ الأزل، كانت أنظمة التعليم جامدة للغاية ومقاومة للتغيير. فما الذي يجعلنا نعتقد أن الأمور مختلفة الآن؟
كان إغلاق المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم إثر تداعيات جائحة كورونا واحداً من أكبر التأثيرات والتحديات التي فرضها الوباء على المجتمع، وأحيانًا ما تحتاجه القطاعات حقًا هو دفعة غير متوقعة لاستمرارها. وبالنسبة للعديد من رواد الأعمال، عززت جائحة كورونا من وجهة النظر القائلة بأن هذه منطقة في حاجة ماسة إلى انفتاح أكبر على التكنولوجيا.
توجد بالفعل بعض الأمثلة الرائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك برنامج ” Arabee”، وهو البرنامج التعليمي الحائز على عدد من الجوائز، ويعلم الشباب التحدث والقراءة والكتابة والاستماع إلى اللغة العربية، وبرنامج Schoolvoice، وهو يوفر حلول للتواصل بين المدرسة والآباء.
إذاً، هل أنت مهتم بإعادة تشكيل قطاع التعليم؟ رغم أن الفرص متوفرة بكثره هنا، إلا أننا نوصي بالتفكير جيداً فيما يمكنك تقديمه ضمن هذا القطاع. في بحثهم لعام 2007 حول هذا الموضوع، أشار K-12 Entrepreneurship: Slow Entry و Distant Exit و Larry Berger و David Stevenson إلى أن العائق الكبير أمام التكنولوجيا في قطاع التعليم هو التكلفة في وقت المعلم. وهي تكلفة تم تكبدها بالفعل ولا يمكن استردادها. يواصل الكثيرون محاولة التغلب على هذا الحاجز، ولكن هل ستكون الشركات الناشئة أكثر حكمة وتتجه نحو التركيز على البحث عن تحسينات في مكان آخر – مثل نتائج الطلاب؟
- التكنولوجيا المالية؛ تطبق عملية التحول الرقمي في الخدمات المالية بمعدلات غير مسبوقة. وفي عام 2019، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها استثمار 77 مليون دولار في التكنولوجيا المالية، حيث تمكنت دولة الإمارات من ترسيخ مكانتها كمركز دولي رائد لمثل هذه الشركات الناشئة، وهي تستضيف اليوم ثلث شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة. ولا تزال آفاق هذا القطاع واعدة، حيث يُتوقع أن تلعب جائحة كورونا دوراً مهماً في إلى زيادة وتيرة هذا التحول.
كثيرًا ما يُنظر إلى القطاع المالي على أنه ممل ومعقد للغاية، مما يوفر منصة مثالية للانفتاح أكثر على التكنولوجيا، حيث ساهمت الشركة الناشئة في مجال تكنولوجيا التأمين خلال السنوات القليلة الماضية بالتأثير على المشهد العام. على سبيل المثال، نجحت شركة يلا كومبير “Yallacompare ” – التي استثمرت فيها “ديتك فنتشرز” – في النمو من شركة تقنية ناشئة في عام 2011 لتصبح خلال تسع سنوات فقط موقع مقارنة التمويل الرائد في الشرق الأوسط.
كما رأت شركة بوينتتشيكآوت “” Pointcheckout ، – التي استثمرت فيها “ديتك فنتشرز” أيضاً- ، فرصة واعدة في مجال نقاط المكافآت. وفقًا لتقرير Bond Brand Loyalty لعام 2017، تذهب أكثر من 100 مليار دولار من نقاط المكافآت دون استرداد. تدخلت Pointcheckout وأنشأت منصة تتيح للمستخدمين الدفع بنقاط المكافآت والأميال لدى أكثر من 1,000 متجر عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تحولت الشركة الناشئة مؤخرًا إلى مدفوعات التجار المستندة إلى الرسائل.
كما تشمل مجالات التكنولوجيا المالية الرائجة الأخرى: الخدمات المصرفية المفتوحة، مع وجود شركات ناشئة مثل Dapi في الصدارة؛ وهي شركات التكنولوجيا المالية الخاصة بالتحويلات المالية، خاصة عبر جنوب شرق آسيا / دول مجلس التعاون الخليجي، و إدارة الثروات مع المستشارين الآليين مثل شركة “ثروة “. والشركات الناشئة في مجال الاستثمار العقاري مثل Smart Crowd.
إذاً، هل تبحث عن تمويل في مشروعك المختص في مجال التكنولوجيا المالية؟ حققت دولة الإمارات الكثير في هذا المجال وأصبحت في وقت قصير موقعًا محورياً للتكنولوجيا المالية، لذلك فإن الخيارات في هذا المجال عديدة. احرص على التعرف على الفرص المتاحة من قبل الصناديق الاستثمارية والبرامج الداعمة مثل: صندوق “مشاريع غداً” ، وصندوق محمد بن راشد للابتكار، وبرنامج منح الابتكار المؤثر للمبتدئين.
مجرد بداية
ربما بدا أن جائحة كورونا قد أضعف الشركات الناشئة خلال الربع الثاني من عام 2020 ، لكن العديد من رواد الأعمال يتأقلمون بالفعل مع التحديات المقبلة، حيث يؤكد هؤلاء على أن الفرص دائمًا ما تكون مقنعة على أنها مشاكل وبالنسبة للمجالات الخمس المذكورة أعلاه، فهي بالفعل بوابتك نحو المستقبل.