الرياض – محمد راعي
مع أكثر من 27 مليون مستهلك للإنترنت في المملكة العربية السعودية ومع تفعيل دور العديد من الشركات العالمية، فإن المملكة العربية السعودية تمثل السوق الأكبر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، كما تحتل مرتبة مرموقة في ذات السياق بين دول العالم. لذا شرعت الحكومة السعودية بتطبيق خطة عشرينية تهدف لدعم التقنيات الواسعة الانتشار، التي تخدم التنمية المستدامة للمملكة على المدى الطويل .
روّاد الأعمال العربية التقت المهندس محمد العبادي، المدير العام لشركة سيسكو في المملكة العربية السعودية، الذي سلط الضوء بدوره على هدف سيسكو في طرح مفهوم حركة البيانات المتنقلة وانترنت الأشياء معرّفاً هذا المصطلح بأنه وسيلة لربط الأشخاص والعمليات والبيانات والأشياء في كافة قطاعات الحياة يتصدرها القطاع الصناعي .
ولكن ما هي المبادرات التي ستقدمها سيسكو في السوق السعودية لعام 2016 ؟
يقول العبادي:” يمكن الجزم بأن حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السعودية ينم عن نطاق تشغيلي ممتاز بحلول عام 2016، فضلاً عن المزايا التي يتمتع بها بفضل انتشار التكنولوجيا والوسائل التقنية إلى أكثر من 350 مليون متحدث باللغة العربية في المنطقة، ولأن المجتمع السعودي يتمتع بوجود نسبة عالية من الشباب فيه، إضافة إلى نموه السريع، فإن سوقه الاستهلاكية مرشحة بشدة كي تحتل الصدارة في تبني التكنولوجيا و المطالعة الرقمية. في حين تقول أحدث مؤشرات سيسكو للبيانات المتنقلة حول العالم بأن منطقة الخليج ستكون خلال الفترة الواقعة بين 2014 و 2019 واحدة من المناطق الأسرع نمواً في حركة البيانات المتنقلة بمعدل نمو سنوي مركب يعادل 62%. وسيشتمل نمو حركة البيانات المتنقلة على 5.2 مليار مستخدم للهاتف الجوال ( بعد أن كان العدد يبلغ 4.3 مليار في عام 2014″ .
ويوضح العبادي، ما لذي سيضيفه مفهوم ( إنترنت الاشياء ) في العشر سنين القادمة للمملكة ؟
ويقول: “إن مفهوم “إنترنت الاشياء”سيضيف 19 تريليون دولار كمصدر دخل جديد لكل من الأفراد والمؤسسات والدول، وستساعد سيسكو عملائها للاستفادة من هذا الأمر، كما أن المنظمات التي بدأت بإجراء تحولاتها الرقمية في عام 2013 ستكسب ما مقداره 500 مليار دولار. ومن أجل أن تتبنى العديد من المدن والبلدان والنظم الاقتصادية ذلك المفهوم فإنه يتوجب على كل مؤسسة أن تصبح رقمية بالكامل، وأن تقوم تلك التحولات الحديثة بربط الأشخاص والعمليات والبيانات والأشياء ضمن مجموعة من العوامل والقيم المضافة الخاصة بالعملاء والموظفين والمواطنين” .
عندما يتم ربط الأشخاص والأشياء والبيانات والعمليات من خلال شبكات الاتصالات الذكية، يتم حينها تحقيق مفهوم “انترنت الأشياء”بسبب جاهزية المؤسسات، ويمكن فيما بعد توفير خبرات جديدة خاصة بالعملاء والمواطنين، ويمكن أيضاً تحسين الكفاءة التشغيلية والوصول للابتكارات، وخلق نماذج اقتصادية جديدة كلياً من ناحية الخدمات التي توفرها ونسب النمو التي تحققها .
ويضيف العبادي إن مفهوم “إنترنت الأشياء”سيحقق دخلاً يقدر بحوالي 59.1 مليار ريال سعودي (ما يعادل 14.3 مليار دولار) ليكون بمثابة قيمة إضافية للقطاع العام في المملكة العربية السعودية خلال العقد المقبل، وبمقدور ذلك المفهوم أن يساعد الحكومة ايضا في المملكة العربية السعودية في إيجاد سبل جديدة لمصادر دخل إضافية” .
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك من خلال مسيرتك ألمهنية؟
إحدى أولى مسؤلياتي في مسيرتي مع سيسكو كان وضع وتطبيق خطة عمل استراتجية تهدف إلى تطوير ونمو
قنوات البيع في السعودية، في وقت كان الفكر الدارج هو الوكالات الحصرية. فكان هذا تحدياً كبيراً في تغيير هذا الفكر بالتعاون مع مجموعة من كبرى الشركات المحلية، ورؤية الفائدة من تنويع الحلول ومواكبة التغييرات المستدامة سواء من متطلبات العملاء وتغير التقنية وغيرها، وتطورات خارطة مقدمي المنتجات والخدمات عالميا وعلى المستوى المحلي .
ما هي آخر الإحصائيات والأبحاث التي تخص المملكة ؟
أظهرت الأبحاث الخاصة بشركة البيانات الدولية في سيسكو أن المملكة العربية السعودية تواجه التحدي الأكبر فيما يتعلق بوجود القوى العاملة المؤهلة للعمل في هذا القطاع، وذلك مع وجود فجوة حقيقة في نمو تلك المهارات تبلغ نسبتهاالإجمالية 73 %، في حين تبقى القضية الأساسية متمثلة بوجود الفجوة بين فرص العمل المتوفرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبين الأيدي العاملة المؤهلة لتغطية تلك الشواغر.
وعطفاً على ذلك فقد قامت سيسكو باطلاق أكادميتها في ذلك الوقت للبدء بالعمل على سد الاحتياج الذي يواجه سوق العمل بتوفير الخبرات والطاقات السعودية القادرة على التعامل مع هذا الطلب العالي. الأمر الذي كان بمثابة تحدي كبير لسد هذه الفجوة، والتي نجحت سيسكو بالتعاون مع عدد من المنظمات العامة والشركات الخاصة بتقليص هذه الفجوة سنة بعد سنة.
ما هي عوامل النجاح في أكاديمية سيسكو؟ وما أهم إنجازاتها ؟
تعمل أكاديمية “سيسكو للشبكات” على تجهيز برنامج لتعليم حوالي مليون طالب سنوياً حول العالم في 170 دولة، لكي يصبح الطالب قادراً على تصميم وبناء وصيانة وحماية شبكات الكمبيوتر. الأمر الذي يساعد على خلق فرص وظيفية أكثر للأفراد ومدّهم بالطاقات الإبداعية اللازمة لتألقهم في أعمالهم مستقبلاً
ومن ضمن أهم الإنجازات الخاصة بهذه الأكاديمية هو امتلاكنا لحوالي 100 أكاديمية للشبكات في المملكة، تقدم الدعم لأكثر من 16 ألف طالب، 33 بالمائة منهم من الإناث، وتعمل من خلال هذه الصناعة على تأمين الشهادات المعترف بها، وقد شارك في برنامج الأكاديمية منذ تأسيسه في المملكة عام 2004 وحتى اليوم حوالي 66 ألف طالب سعودي.
إنترنت الاشياء
يضيف العبادي ” إن حكومة المملكة العربية السعودية تسعى للاستفادة من تلك الاستثمارات والجهود المبذولة ليس فقط لتحسين المعرفة الخاصة بتكنولوجيا المعلومات في البلاد بل أيضاً لتشجيع الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير المهارات المطلوبة. وتلتزم سيسكو بالعمل يداً بيد مع حكومة المملكة والمنظمات العاملة فيها من أجل دعم خلق فرص العمل من خلال مساعدة المواهب وبناء المهارات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن تهيئة الفرص لاستخدام تلك المهارات “.
انجازات سيسكو
– أهم إنجازات أكاديمية سيسكو هو امتلاك وإطلاق حوالي 100 أكاديمية للشبكات في المملكة، تقدم الدعم لأكثر من 16 ألف طالب، 33 بالمائة منهم من الإناث، وتعمل من خلال برامجها على تأمين الشهادات المعترف بها، وشارك في برنامج الأكاديمية منذ تأسيسه في المملكة عام 2004 وحتى اليوم حوالي 66 ألف طالب سعودي.
– منطقة الخليج ستكون خلال الفترة الواقعة بين 2014 و 2019 واحدة من المناطق الأسرع نمواً في حركة البيانات المتنقلة بمعدل نمو سنوي مركب يعادل 62%
– المملكة العربية السعودية تواجه التحدي الأكبر فيما يتعلق بوجود القوى العاملة المؤهلة للعمل في هذا القطاع، وذلك مع وجود فجوة حقيقة في نمو تلك المهارات تبلغ نسبتها الإجمالية 73 %.