ينظم مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار غدا معرضا للطباعة ثلاثية الأبعاد يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط من خلال مشاركة واسعة لكبرى الشركات ومراكز البحث العالمية المتخصصة في هذه التقنية بالإضافة إلى العديد من المختبرات المتخصصة والخبراء.
ويفتتح المعرض – الذي يستمر حتى 11 ديسمبر المقبل – أبوابه أمام الزوار يومياً من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 8 مساءً في المقر الرئيسي لمجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار، وتعرض معظم النماذج المطبوعة في المنطقة الخارجية من المبنى بالإضافة الى مناطق داخلية للقطع الصغيرة والمتوسطة.
ومن أبرز الجهات المشاركة ” شركة بروتو 21 ، و جنريشن 3D، و 3d me ، و شركة الترا تيك، و 3d Hub، و اكسبلورر 3D، و كريت بوت، و سينتريكس، و شركة توين ديتيف، و شركة أكسيونا، و شركة سيكسكوا، و مختبرات أمينسا، و شركة جامبو، و شركة بيد ال ال سي ” .
ويأتي تنظيم هذا المعرض عملا بالتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في جعل البحث العلمي والابتكار ثقافة دائمة في إمارة الشارقة إذ يوفر المعرض صورة شاملة لهذه التكنولوجيا والصناعة الفريدة التي تحظى باهتمام عالمي لفرصها في القطاعات المتعددة حيث من المتوقع أن يؤدي تطبيق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى تغيير عملية الإنتاج في مختلف القطاعات في السنوات القادمة.
ويشهد المعرض تنظيم سلسلة من الندوات الافتراضية عبر الإنترنت تضم قادة صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد في منطقة الشرق الأوسط لبدء حوار بين القطاع الحكومي والصناعي والأوساط الأكاديمية بهدف تسريع التقدم والابتكار في هذه الصناعة في الشارقة.
وينظم مختبر الشارقة المفتوح للابتكار التابع للمجمع أيضًا ورشة عمل لمدة 8 أسابيع للطلبة حول الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث يمكنهم تعلم أساسيات هذه التقنية ليكونوا قادرين على طباعة ما توصلوا إليه من أفكار خاصة مع نهاية المعرض.
وأكد سعادة حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أهمية تنظم المعرض في هذا الوقت لما تشهده هذه التكنولوجيا والصناعات المرتبطة بها من تقدم وتطور متسارع مع زيادة اهتمام الشركات العالمية المتخصصة على التواجد في المنطقة حيث تسعى الشارقة لأن تكون مركزا رئيسياً وحاضنة لكبريات الشركات العالمية في الطباعة الثلاثية واختباراتها وذلك دعماً للمساعي الرامية إلى تعزيز ريادة الشارقة على خارطة الابتكار والتطوير والمعرفة عالمياً.
وبدأ المجمع في استقطاب شركات عاملة بقطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، مدعوماً بتوجهات واستراتيجيات إمارة الشارقة في هذا المجال، بهدف جعل الشارقة وجهة عالمية لهذه التكنولوجيا المتطورة التي تحمل فرصاً استثمارية مستقبلية واعدة حيث ترى الشركات العاملة في قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد في الإمارات بيئة استثمارية خصبة لتدشين استثماراتها بالقطاع، مستفيدة من توجهات الدولة في هذا المجال بالعديد من القطاعات أبرزها: الإنشاءات والصحة والتعليم، عبر بناء مصانع ومكاتب لها.
وأوضح المحمودي، أهمية المعرض كونه تتويجاً لنجاح سلسلة الورش البحثية في التعريف بـ “برنامج تحدّي الابتكار في قطاع البناء في الشارقة”، التي عقدت في وقت سابق وتمحور التحدي حول بحث السبل المثلى لتطبيق تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن قطاع الإنشاء محلياً وإقليمياً.
وقال : أثمر التعاون بين “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” و “جامعة أولو للعلوم التطبيقية” عن نتائج إيجابية على صعيد إثراء المعرفة ونقل الخبرات في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث نسعى لعمل مراكز بحثية بالتعاون مع مختلف الجامعات المحلية والعالمية وفي مقدمتها الجامعة الأمريكية في الشارقة.
وأضاف : نعمل في “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” مع شركاء لنا من كافة أرجاء العالم لنقل الخبرات في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي يتوقع أن تسهم في رفد الاقتصاد العالمي بـ 300 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2025، الأمر الذي يوفر الفرص المثيرة التي تنتظر كل المعنيين بالتكنولوجيا المتقدمة التي تقود صناعة التصنيع المضاف، ونتطلع من خلال شراكاتنا الدولية ومبادراتنا النوعية إلى إبراز دور الشارقة كمركز رائد للروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع الإنشاء وسنواصل توطيد قنوات التواصل الفعال مع مختلف مراكز البحث والشركات المتخصصة كجامعة أولو للعلوم التطبيقية، سعياً وراء تطوير نظام بيئي عالمي المستوى داعم للابتكار في مجالات البناء والطباعة ثلاثية الأبعاد على المستوى المحلي.
وأوضح أن الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون لها دور رئيسي في مستقبل العديد من القطاعات كالبناء والطب والطيران وغيرها، اذ تتم صناعة المنتجات عن طريق تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تغير عالمنا بسرعة، والاحتمالات لا تنتهي، ونتطلع في مجمع الشارقة للابتكار إلى تعزيز مفهوم الابتكار من خلال تزويد الشركات الصناعية وتمكينها من الوصول إلى مجموعة واسعة من تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدءًا من الطباعة المعدنية ثلاثية الأبعاد وغيرها من أنواع الطباعة من خلال “مركز الشرق الأوسط للتصنيع الذكي” التابع للمجمع.
وقال : على الرغم من أن فكرة التصنيع /المعروفة أيضاً بالطباعة ثلاثية الأبعاد/ واستخدامها عملياً، انطلقت منذ عدة عقود، فإن هذه التقنية بدأت حديثاً في اكتساب انتشار أوسع، بسبب التقدم المتسارع في التقنيات المكمّلة، وهكذا أصبحنا نرى خلال الأعوام الأخيرة أثرها في بناء الجسور والمباني متعددة الطوابق بالاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد حول العالم .. وتتبوأ دولة الإمارات مكانة مثالية لتصبح مركزاً رائداً لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد .
وأشار إلى أن أهم القطاعات المستفيدة من الطباعة ثلاثية الأبعاد، هي الإنشاء والتعمير والرعاية الصحية والرياضة والترفيه والطيران وصولًا حتى إلى إنتاج السلع التي تباع في متاجر التجزئة حيث يشهد سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في الإمارات حالياً تطوراً ونضجاً كبيراً بحيث أصبح يُقبل بصورة أكبر على تبني تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدامها في التصنيع.
وحول التعاون والتكامل مع الدوائر الحكومية الأخرى في رفد مشاريع المجمع ..قال المحمودي : نعمل في المجمع بشراكات استراتيجية مع عدد من الدوائر الحكومية في الشارقة منها بلدية الشارقة وهيئة كهرباء ومياه الشارقة في عدد من المشاريع البحثية وتطوير آليات مشتركة لدعم رواد الاعمال، داعيا رواد الأعمال والمستثمرين لزيارة المعرض والمجمع للاطلاع على هذا النوع من الاستثمارات الواعدة.