أعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، عن ثقته بأن الانتعاش الاقتصادي سيعود، وبأنه لا بديل عن السفر، مهما امتدت أزمة فيروس «كورونا» المستجد، متوقعاً أن يقبل الناس على السفر جواً للسياحة والأعمال بكثافة، مع بدء الانتعاش الاقتصادي، وفقاً لصحيفة البيان.
وقال سموه في حوار مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرته أمس: نفخر في «طيران الإمارات» بكوننا نمتلك سمعة ممتازة في أوساط التمويل العالمية، وقد دأبنا على استخدام كل الخيارات المتاحة لتمويل الطائرات وتوسيع عملياتنا، بما في ذلك القروض التجارية، والتأجير التشغيلي، والتأجير بغرض التملك، بالإضافة إلى الاستفادة من تسهيلات ضمان الصادرات في الولايات المتحدة وأوروبا، وإصدار السندات والصكوك الإسلامية وتمويلات المستثمرين الأفراد.
وأضاف: رغم أننا نعمل على أساس تجاري بحت، ولم يسبق لنا أن تلقينا أي دعم مالي حكومي، إلا أننا رحبنا بإعلان حكومة دبي (الجهة المالكة لنا) استعدادها لتوفير الدعم اللازم في هذه الظروف الصعبة، لافتاً إلى أن جميع الناقلات الجوية تلقت دعماً مالياً بمليارات الدولارات من حكوماتها للتعامل مع تأثيرات الجائحة، بما فيها الناقلات الأميركية والأوروبية والعالمية الكبرى.
فتح تدريجي
وقال إنه على الرغم من قيام العديد من دول العالم، بإعادة فتح حدودها تدريجياً، إلا أن حالة من عدم اليقين ما زالت سائدة، مع استمرار رفع القيود على السفر وإعادة فرضها، معتبراً أن العديد من الناقلات، ستبدو مختلفةً تماماً في عالم ما بعد «كوفيد 19».
ولفت إلى عودة الناقلة إلى خدمة ما يقارب 100 من الوجهات التي كانت تطير إليها قبل الجائحة، متوقعاً العودة إلى تسيير رحلاتها إلى الـ 143 مدينة في جميع قارات العالم، بحلول صيف العام المقبل.
هذا وأملت أزمة «كورونا»، على «طيران الإمارات»، تعديل حجم القوى العاملة، بما يتناسب مع التقلص الذي شهدته عملياتها، مع معاملة جميع من أُنهيت خدماتهم بعدالة واحترام، إذ حصلوا على جميع حقوقهم، كما وفرت للموظفين المتأثرين بهذا القرار، الذي لم يكن من السهل اتخاذه، كل دعم ممكن. ورأى أن عدد الرحلات إلى كل وجهة، لن يعود بالضرورة.
كما السابق، إذ سيتوقف الأمر كله على طلب الركاب، وعلى رفع قيود الدخول عبر الحدود في مختلف مطارات ودول العالم، مؤكداً التزام «طيران الإمارات» بخدمة عملائها، وقال: نأمل أن نتمكن من استئناف خدماتنا ووجهاتنا وأعداد رحلاتنا، لتعزيز قدراتنا على تحقيق التواصل بين مختلف مناطق العالم، بسرعة وأمان، وفق ما تسمح به الظروف، مع العمل على تحقيق الاستقرار، وعودة الطلب على السفر، وبدء مرحلة التعافي الاقتصادي.
شحن جوي
أما على صعيد الشحن لعبت «الإمارات للشحن الجوي» منذ مارس 2020، دوراً بارزاً على مستوى العالم خلال أزمة «كوفيد 19»، ونقلت مستلزمات طبية ضرورية بشكل عاجل، بما في ذلك معدات الحماية الشخصية، مثل أقنعة الوجه والقفازات، والأدوية ومعدات الرعاية الصحية، والإلكترونيات، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، خصوصاً بعد تحول المزيد من الناس إلى العمل والتعلّم عن بعد، عبر الإنترنت، بالإضافة إلى المواد الغذائية، بما فيها المنتجات سريعة العطب، كالفاكهة والخضار والأسماك واللحوم.
وحول المبالغ التي تم استردادها بسبب إلغاء الرحلات من قبل المسافرين حتى الآن، قال إن قيمة المبالغ التي أعدناها لعملائنا، تجاوزت 5 مليارات درهم، وأنجزنا تسوية أكثر من 1.4 مليون طلب استرداد منذ مارس، أي نحو 90 % من الطلبات الواردة من العملاء حول العالم، حتى نهاية يونيو. وقال إن معظم المطالبات كانت واضحة ومباشرة، وقمنا بمعالجتها سريعاً، ولكن هناك حالات تستغرق من موظفينا وقتاً أطول لمراجعتها يدوياً، وإكمالها من أجل تلبية متطلبات مسافرينا على أكمل وجه.
إكسبو
وحول تأثير تأجيل فعاليات «إكسبو 2020 دبي» على أعمال الشركة.. قال سموه: كنا نتوقع بالطبع أداءً استثنائياً هذا العام، لولا الجائحة، وتأجيل «إكسبو»، وأمامنا من الآن عام كامل، إذ تشير جميع الدلائل المتوفرة، إلى أن اللقاح ضد «كوفيد 19»، سيكون آمناً وجاهزاً بحلول أبريل 2021، ومن هنا، فنحن متفائلون بالمستقبل، ونتطلع إلى تقديم دورة متميزة من هذا المعرض للعالم.
وقال: رغم أن الناس عبر العالم استخدموا الوسائل التكنولوجية للتواصل، وعقد الاجتماعات والصفقات منذ اندلاع جائحة «كوفيد 19»، إلا أنني أرى أن لا بديل عملياً عن السفر، وهنا، يقف الجميع حالياً في انتظار اللقاح المعتمد، ما سيعيد الثقة والاطمئنان إلى أنفسهم، وأتوقع أن يقبلوا بكثافة، مع بدء الانتعاش الاقتصادي، بكثافة، على السفر جواً للسياحة والأعمال.
وحول رؤيته للسفر بعد «كورونا»، وخطط الشركة لمواكبة التغير في شروط وعادات المسافرين المتوقعة، قال سموه إن الحكومات حول العالم، بادرت إلى فرض تدابير احترازية في المطارات وعلى الطائرات، للحد من احتمالات صعود شخص مصاب عليها أو انتقال العدوى. وأشار إلى أن جميع رحلات الشركة، ومركزها دبي، هي في الأساس «مناطق خضراء»، معقمة أو آمنة إلى أقصى درجة ممكنة.
وذكر أنه ينبغي على جميع ركاب «طيران الإمارات»، ارتداء الأقنعة، باستثناء الأطفال، في وقت سيرتدي جميع أفراد طواقم الشركة، معدات الوقاية الشخصية، لافتاً إلى إدخال تعديلات على طريقة تقديم الخدمات على الطائرات، لتقليل احتمالات التلامس، والحد من مخاطر الانتشار.
مسقط وعنتيبي
تستأنف «طيران الإمارات» خدمات الركاب إلى عنتيبي في أوغندا ابتداءً من 1 أكتوبر المقبل ومسقط في سلطنة عمان 2 أكتوبر. ويتيح استئناف «طيران الإمارات» خدماتها تدريجياً عبر الشبكة لعملائها مزيداً من خيارات السفر وتوفر لهم ولموظفيها أعلى معايير الصحة والسلامة في جميع مراحل السفر.
وسوف تعمل رحلات «طيران الإمارات» بين دبي وعنتيبي بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع أيام الأحد والخميس والجمعة ما يوسع شبكة خطوطها في أفريقيا لتغطي 20 وجهة ويتيح للعملاء إمكانية مواصلة سفرهم بسلاسة وسهولة إلى وجهات في أوروبا والشرق الأقصى والأمريكيتين والشرق الأوسط وغرب آسيا مع توقف قصير في دبي، وسوف تعمل رحلات «طيران الإمارات» إلى مسقط يومي الأحد والجمعة، وستخدم «طيران الإمارات» رحلاتها إلى مسقط وعنتيبي بطائرات «بوينج 777-300ER».