مع تأسيس مجموعة عمل المطاعم، عززت غرفة تجارة وصناعة دبي جهودها لدعم القطاع الخاص وأصحاب المطاعم في الإمارة
مترجم بتصرف: مقال لـ تمارا بوبيتش
بعد شهور من الجهود التي غطت كل الجوانب من إيصال الطعام الجيد إلى منازل المستهلكين إلى إطلاق منتجات ميسورة التكلفة من العلامات التجارية الراقية، أصبح بمقدور مطاعم دبي اليوم الاستفادة من مبادرة جديدة لمواجهة تأثيرات أزمة كوفيد-19 على أعمالهم وضمان مستقبلهم. فقد أعلنت غرفة تجارة وصناعة دبي تأسيس مجموعة عمل المطاعم تحت مظلتها لتوحد جهود العاملين في هذا القطاع الهام وتدعم جهودهم لتنمية أعمالهم.
وبالاتساق مع الجهود السريعة التي بذلتها حكومة دولة الإمارات لمساعدة مجتمع الأعمال على تخطي تداعيات أزمة كوفيد-19، تأتي مبادرة غرفة دبي في الوقت المناسب مع افتتاح المطاعم وفق إرشادات وتوجيهات جديدة، حيث ستلعب مجموعة عمل المطاعم دوراً أساسياً في مناقشة التحديات المشتركة ومساعدة المطاعم على التأقلم مع الواقع الطبيعي الجديد. وتم تعيين السيد مبارك بن فهد، مالك مجموعة “تاشاس” كرئيس لمجموعة عمل المطاعم، في حين حددت المجموعة أهدافها وخططها للعام 2020. وفي تصريح للإعلام، أكد سعادة حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي أن الغرفة حريصة على دعم القطاع الخاص، وقد شجعت المطاعم على تأسيس مجموعة عمل تشكل منصة مثالية لها للتواصل مع الجهات المعنية بفعالية أكبر، معتبراً أن الغرفة ستستمع للتحديات التي ترفعها المجموعة، وستقوم بمناقشتها وعرضها على الجهات الحكومية المعنية، ومؤكداً ان قطاع المطاعم جزء أساسي من جهود إمارة دبي لتوفير كافة متطلبات المقيمين والسياح على حد سواء بما يتعلق بالمأكولات والمشروبات، مشيراً إلى ان دبي بنت سمعة عالمية كعاصمة عالمية للمطاعم على اختلاف أنواعها.
وأكد بوعميم ان تأسيس مجموعة عمل المطاعم جاء استجابة لتحديات المرحلة الحالية، ورغبة من الغرفة بمساعدة هذا القطاع الحيوي على مواجهة التحديات، وترسيخ مفهوم التعاون والتنسيق المشترك الذي أثبت فعاليته، مشدداً على الدور الهام الذي ستلعبه المجموعة في تعزيز مصالح المطاعم في دبي.
وجاء تأسيس مجموعة عمل المطاعم ليشكل خطوة هامة نحو توحيد أصوات الشركات العاملة والمستثمرة في هذا القطاع، وخدمة أهدافهم ومصالحهم ونشاطاتهم المهنية خصوصاً خلال الفترة الحالية المليئة بالتحديات التي فرضها انتشار فيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى تعزيز تواصلهم مع الهيئات الحكومية المعنية فيما يختص بالتشريعات والمبادرات التي تخدم نشاطاتهم المؤسسية، وتوفر لهم قيمة مضافة في سوق العمل.
يقول وليد فقيه، المدير العام لشركة الإمارات للوجبات السريعة، صاحبة حق الامتياز لماكدونالدز بالإمارات، وأحد أعضاء مجلس مجموعة عمل المطاعم:” لقد تعرض القطاع لضربة موجعة بسبب أزمة كوفيد-19. فالمطاعم التي كانت تعتمد في إيراداتها على التوصيل لم تتأثر كثيراً، وفي بعض الأحيان، شهدت نمواً في حجم الطلبات. ولكن بشكل عام، فإن معظم المطاعم شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعمالها، وأي توجه نحو التوصيل لم يكن ليعوض الخسائر. والمطاعم التي نجحت بالحفاظ على وجودها بحاجة إلى تعويض خسائرها خلال الأشهر القليلة الماضية، وعليها التخطيط والاستعداد لمرحلة مقبلة.”
وواقعياً، يبدو اليوم وجود منصة لأصحاب المطاعم لمناقشة التحديات المشتركة أمراً ضرورياً لا بد منه. يقول كونال لاهوري، الرئيس التنفيذي لـ “Pret To Go”، أحد أعضاء مجلس إدارة مجموعة عمل المطاعم،:” برز موقف لافت وإيجابي لبعض أصحاب العقارات حيث أطلقوا مبادرة تحفيزية تمثلت بإلغاء الإيجارات تراوحت من شهر إلى ثلاثة أشهر، ولكنهم لم يدركوا ان الدعم الذي نحتاجه لا ينبغي أن يكون قصير المدى ولكن طويل الأمد، لأن الخسائر التي تعرض لها أصحاب المطاعم خلال فترة الإغلاق تفوق بشكل كبير الحزمة التحفيزية المقدمة لنا من قبل أصحاب العقارات. ولكي يكون الدعم فعالاً لنا جميعاً، ينبغي اعتماد نموذج طويل الأمد من قبل أصحاب العقارات يتمثل باحتساب عائد تشغيل الإيجار للاثني عشر شهراً القادمة ومن ثم تحليل المبيعات والجلوس بعدها لمناقشة المستقبل.”
يقول لاهوري إن أزمة كوفيد-19 قد خلقت نموذجاً طبيعياً جديداً ستمتد تأثيراته ما بين 12 إلى 24 شهراً إن لم يكن لمدة أطول، مضيفاً:” لقد أمضينا سنوات عديدة مع أصحاب العقارات ولم يسبق لنا أن طلبنا منهم محفزات من قبل، وكنا ندفع خلال الفترة الماضية كل الرسوم المطلوبة على اختلاف أنواعها بدون تأخير. ولكن الدعم الذي نحتاجه اليوم يجب ان يكون لفترة أطول من اجل استدامة المطاعم.” ويضيف لاهوري أن أصحاب المطاعم باتوا يواجهون الواقع المرير لأنهم كانوا يديرون أعمالهم وفق خصومات عالية وعمولات باهضة لمنصات التوصيل، مما أدى إلى عواقب وخيمة باتت تهدد استمرارية أعمالهم. فالمطاعم التي عملت مباشرة مع عملائها شهدت نمواً كبيراً خلال الأزمة، فالاستثمار في التسويق وقنوات البيع المباشر مهم جداً.
يضيف لاهوري أنه عندما يتعلق الأمر بالعملاء، فهم استفادوا من حرب الأسعار بين المنافسين، وأتيح لهم الحصول على المزيد من علاماتهم التجارية المفضلة إلكترونياً، ولكنهم عانوا من قوائم طعام قليلة وقلة وجود منتجات وخدمات خلال فترة الإغلاق. وأشار قائلاً:” وهناك مطاعم مثل “زوما” و “Avli by Tashas” و “La Petie Maison” بدأت بتوصيل طعامها إلى منازل المستهلكين، مما يعتبر بالنسبة للمستهلك إضافة قيمة لقوائمهم. وقد برز تقدم دبي وريادتها خلال الأزمة وهو ما يجعلنا واثقين بالقيادة.”
ويدعم لاهوري قرار الغرفة بتأسيس مجموعة عمل للمطاعم وتحويلها إلى منصة لصوت العقل في قطاع الأغذية والمشروبات بالمدينة، خصوصاً مع بروز الحاجة إلى تغييرات تشريعية في فترة ما بعد كوفيد-19. ويؤمن لاهوري بأن استماع الحكومة لهواجس وتحديات مشغلي الأعمال، بينما تقوم بالإعلان عن حزم تحفيزية بجانب قوانين وتشريعات سيكون له تأثير إيجابي هام على القطاع. يضيف قائلاً:” هناك أمل بالأفضل والاستعداد للأسوأ، ولأن كوفيد-19 لا يختلف عن ذلك، سنقوم بتطبيق إجراءات لضمان استدامة واستمرارية أعمالنا. البقاء للأقوى خلال هذه الأوقات والعلامات التجارية التي تمتلك عرض بيع فريد مختلف ستكون فرصتها أقوى.”
يقول لاهوري:” نحن ملتزمون في Pret To Go بمعايير وجودة علامتنا ولن نساوم على ذلك. نحن نقدم قهوة عضوية وخيارات طعام صحية لضيوفنا. وأنا أؤمن أن عملائنا سيقفون خلف هذه العلامات خصوصاً في الأوقات التي نقلق فيها على صحتنا. نحن اليوم أكثر حكمة وقمنا باعتماد مجموعة من الجهود التسويقية الإلكترونية وإطلاق منصات مبيعات مباشرة للتجارة الإلكترونية لمساعدة عملائنا على الطلب المباشر والاستفادة من برنامج الولاء. واعتقد أن حكومة دولة الإمارات وقيادتها قد واجهت الوضع بطريقة جيدة، لأننا سنتعافى وهي مسألة وقت.”
يوافق فقيه هذا الرأي، ويشيد بجهود غرفة دبي في إنشاء قناة تواصل رسمية بين قطاع المطاعم والجهات الحكومية المعنية في دبي قائلاً:” هناك قيمة كبيرة في الجلوس مع نظرائنا العاملين في نفس القطاع والاستماع وتبادل الآراء والأفكار. ففرصة التواصل والتفاعل مع غرفة دبي وفق آلية منظمة يمكن أن يفيد جميع زملائي الذين يشاركونني نفس الفرص. ففي النهاية، ينبغي على عملنا جميعاً أن يضيف قيمة إلى اقتصاد دبي والقطاع بشكل عام.”
وحول نظرته للمستقبل، ينصح فقيه العاملين في القطاع إلى اعتماد منهجية المستهلك أولاً والشركة ثانياً، مضيفاً:” يجب علينا جميعاً ان نحافظ على ميزانية صحية بقدر الإمكان في حال العودة إلى الإغلاق والقيود مع التركيز على صحة وسلامة موظفينا وعملائنا. الحفاظ على أعلى المعايير دوماً والتواصل مع أصحاب العقارات والموردين للحصول على دعم ومساعدة، مع الوضع باعتبارنا الفوائد الطويلة الأمد بالنسبة للأطراف المعنية. من الأفضل لنا جميعاً أن نعاني قليلاً بدلاً أن تعاني كثيراً قلة منا.”
وفي نفس الوقت، ينصح لاهوري أصحاب المطاعم بالتركيز على التفاصيل التي تشمل إتقان تجربة العملاء واستراتيجيات الحفاظ عليهم، ومراقبة تجربة توصيل الطعام إلى العميل قائلاً:” أعتقد انه يجب على جميع الشركات أن تكون أكثر استباقية في مبيعاتها الإلكترونية وقنواتها المباشرة وجهودها التسويقية بدلاً من التركيز على استراتيجيات الخصومات التي كانت فعالة في السابق ولم تعد كذلك اليوم، حيث نحتاج لإعادة الابتكار في أنفسنا. أقترح أن يعتمد القطاع خطوات وإجراءات تضمن استدامة الأعمال ومرونتها والكفاءة في التكلفة.”