فاز أربعة فرق من طلاب المدارس الثانوية المنتسبين لمدرسة “شراع الإلكترونية“، في ختام فعاليات الدورة الثانية من مسابقة “ابدأ في الشارقة”، التي أطلقها مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص في 14 يونيو الماضي، ضمن مبادرة “صنّاع المستقبل”.
واعتمدت هذه الدورة، صيغة إلكترونية تماشياً مع إجراءات الصحة والسلامة للوقاية من فايروس كورونا المستجد، حيث تضمنت مخيماً تدريبياً (افتراضياً) مكثفاً لمدة أسبوعين، تنافس فيه الطلاب المشاركون على تقديم أفكار مبتكرة لمشاريع قائمة على التكنولوجيا، وتنسجم مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتأهل للنهائيات 20 طالباً وطالبةً بعد أن عرضوا أفكارهم أمام لجنة تحكيم متخصصة عبر الإنترنت، وجرى تقييم الفرق المشاركة ضمن سبعة محاور تشمل الفكرة، والفريق، والابتكار، والقابلية للتوسع والربحية والتأثير وجودة العرض.
وحصلت الفرق الأربعة الفائزة على جوائز نقدية بقيمة 10,000 درهم إماراتي للمرتبة الأولى، و5000 درهم إماراتي للثانية، و2,500 درهم إماراتي لكل من الفريقين الذين حصدا المرتبة الثالثة.
وحول المسابقة، قالت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) “انطلاقاً من إيماننا بأهمية تنمية مهارات ريادة الأعمال لدى جيل الشباب في مرحلة مبكرة من أعمارهم، وتوعيتهم وتعريفهم بالدور الإيجابي الذي يمكنهم القيام به كأصحاب شركات ناشئة من أجل صنع تغيير إيجابي في مجتمعهم، أسهمت مبادرة (صنّاع المستقبل) التي تتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، في ترسيخ دور رواد الأعمال في تحقيق هذا الأثر الإيجابي، ونحن اليوم فخورون بإنجازات الطلاب، وبما قدموه من أفكار مبتكرة في فترة زمنية قصيرة، مجسدين بذلك مثالاً ملهماً عن قدرة اليافعين على صنع التغيير في هذا العالم على الرغم من صغر سنّهم”.
من جانبها أكدت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص أهمية دعم وتمكين قدرات الطلبة، ورعاية مواهبهم، وتوفير بيئة حاضنة ومواتية لاحتضان وتشجيع المواهب الشبابية، بهدف ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار، التي تعتبر أساس تقدم ونهضة المجتمعات، مباركة فوز الفرق المشاركة في الدورة الثانية من مسابقة “ابدأ في الشارقة” التي أطلقها مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” .
وأضافت الدكتورة الهاشمي: “نحرص في هيئة الشارقة للتعليم الخاص على توسيع آفاق التعاون والشراكة الفاعلة مع مختلف الجهات التي تعنى بمواهب الطلبة، وتسعى إلى تمكينها عبر إطلاق المبادرات والأنشطة الإبداعية، بما ينسجم مع أهدافنا واستراتيجياتنا”، مضيفة أن أجندة الحدث الزاخرة تعمل على خلق روح التنافس بين الطلبة، وتنمية مهاراتهم وصقلها ليكونوا مشاركين فاعلين في بناء مستقبل الوطن وازدهاره.
وقالت أن الهيئة تسعى إلى ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم الشارقة “حفظه الله ورعاه”، بضرورة الاستثمار بالعنصر البشري وتنمية مواهب الطلبة وتشجيعها وتقديم كافة أوجه الدعم المطلوبة، مضيفة سعادتها أن الشراكة مع مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” بمثابة التزام لهذه التوجهات السامية الرامية إلى توفير بيئة حاضنة وداعمة للطالب المبدع والمتميز وبما يتناسب مع متغيرات العالم المتسارعة.
وشملت المسابقة ورش عمل وجلسات إرشاد فردية تناولت مواضيع متفرقة مثل دراسة واقع الأسواق وإعداد النماذج الأولية والجوانب المالية للمشاريع، كما حظي الطلاب بفرصة التواصل مع خريجي “شراع” السابقين، الذين قدموا لهم الدعم والتوجيه اللازم لتأسيس شركاتهم الناشئة.
وفي ختام الدورة الثانية من المسابقة تم الإعلان عن أسماء الفرق الأربعة الفائزة، حيث جاء في المركز الأول مشروع “الفرات”، وهو جهاز يساعد على إعادة استخدام المياه غير المستخدمة من الصنابير، ويعتمد تقنية أجهزة استشعار “ليدار” التي تقوم بإنشاء صورة افتراضية ثلاثية الأبعاد للمسار الذي تسلكه المياه بمجرد خروجها من الصنبور، فإذا أظهرت الصور وجود مياه مهدورة، عندئذٍ يتم نقلها عبر قناة نظيفة إلى قسم المعالجة بالكلور لتنقيتها ثم توزيعها على الأشخاص الذين يواجهون صعوبةً في الوصول إلى المياه النظيفة.
وفاز بالمركز الثاني منصة “فِن” الافتراضية للفنون، وهي عبارة عن تطبيق يستهدف الفنانين الراغبين ببيع أعمالهم الإبداعية، ويعود ريع مبيع كل قطعة فنية لتوفير الغذاء لطفل واحد (أو يعود ريع مبيعات القطع الفنية لتوفير الغذاء للأطفال).
وتقاسم المركز الثالث، كل من “ذا أوزونيتر”، وهو جهاز يعمل بالطاقة الشمسية ويمكن استخدامه للقضاء على البكتيريا والفيروسات والطفيليات وحيدة الخلية، إلى جانب تنقية مياه الأنهار الملوثة وتحويلها إلى مياه نظيفة صالحة للشرب، وجهاز “لايف أون لاند” الذي يستخدم الطاقة الشمسية لتحويل رطوبة الهواء إلى مياه نظيفة.
وسيتم دعم وتشجيع الفرق الفائزة من مركز (شراع) لتحقيق إنجازات خاصة بهم في مجالات أبحاث السوق لضمان تجسيد أفكارهم بشكل عملي في شركاتهم الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، سيُطلب من جميع الفائزين بالمنحة إنشاء خطة عمل شاملة وحضور ساعات العمل الإلزامية المخصصة من قبل المركز.
يذكر أن الطلاب الذين شاركوا في الدورة الثانية من مسابقة “ابدأ في الشارقة”، كانوا قد خضعوا لدورة في مدرسة “شراع الإلكترونية” مدتها 5 أسابيع مصممة لتوجيه الطلاب من صف العاشر إلى الثاني عشر في بناء الأعمال التجارية.