دبي – خاص
شركات الإمارة أظهرت نضجاً في دعم موظفيها وضمان استمرارية أعمالها
دراسة لغرفة دبي: الأسس المتينة لثقافة الأعمال المسؤولة لشركات الإمارة ساهمت في مساعدة الشركات على تجاوز تأثيرات كوفيد-19
على صحة وسلامة موظفيها
- استبيان أجرته الغرفة أظهر أن 65.7% من الشركات والمؤسسات تمتلك إدارة خاصة او موظف متخصص لإدارة سياسة المسؤولية المجتمعية المؤسسية للشركة
- 70% من الشركات المشاركة في الاستبيان أظهرت دراية عالية وتطبيقاً متقدماً لممارسات الصحة والسلامة للموظفين
- 80% من الشركات ذكرت أن الدافع الأهم من وراء المبادرات المسؤولة التي تطلقها وتطبقها هو تحسين المجتمع ونسبة قليلة اختارت تحسين الإيرادات كدافع لممارساتها المسؤولة
- 73% من الشركات المشاركة بالاستبيان إما لا تقوم بكتابة تقارير الاستدامة أو تقوم بها بشكل مبسط وهناك حاجة ملحة للاستثمار في هذا المجال وتعزيزه
كشفت غرفة تجارة وصناعة دبي أن شركات الإمارة أظهرت نضجاً عالياً في مجال المسؤولية المجتمعية للمؤسسات فيما يتعلق بصحة وسلامة موظفيها خلال فترة أزمة كوفيد-19، مبينةً في دراسة بحثية أن الأسس المتينة للاستثمار المستدام التي تمتلكها شركات الإمارة كان عاملاً أساسياً في نجاح هذه الشركات في تخطي وتجاوز تداعيات جائحة كورونا على موظفيها.
وأظهرت الدراسة الحديثة التي أجريت خلال الشهور القليلة الماضية والمدعمة باستبيان متكامل أجرته غرفة تجارة وصناعة دبي العام الماضي أن شركات القطاع الخاص في الإمارة كانت سباقةً في ظل أزمة انتشار فيروس كوفيد-19 إلى تطبيق ممارسات مسؤولة ومستدامة لضمان صحة وسلامة ورفاهية موظفيها، ووضع خطط الأعمال الملائمة لدعم استمرارية أعمالها في فترة الجائحة.
وكشفت الأبحاث التي اختتمها مؤخراً مركز أخلاقيات الأعمال التابع لغرفة دبي أن الاستثمار المستدام المسبق للشركات كان أحد الأسباب الرئيسية للأداء المسؤول والفعال للشركات خلال فترة كوفيد-19، وذلك بناء على استبيان حديث أجراه المركز في العام 2019 أظهر أن أعداداً متزايدة من الشركات في دبي قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من النضج في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وذلك من خلال اعتماد منهجية ثابتة ومنظمة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والانخراط في مبادرات مسؤولة ومستدامة تنسجم مع استراتيجية الأعمال التي تعتمدها.
وحسب نتائج الاستبيان الذي تكشف عنه الغرفة لأول مرة، فإن أكثر من نصف الشركات التي شاركت بالاستبيان تمتلك سياسة خاصة بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، في حين ان 65.7% من الشركات والمؤسسات تمتلك إدارة خاصة او موظف متخصص لإدارة سياسة المسؤولية المجتمعية المؤسسية للشركة.
وبيّن الاستبيان أن 62% من الشركات تمتلك منهجية ناضجة جداً في تحفيز ودمج الموظفين، في حين ان 70% من الشركات المشاركة في الاستبيان أظهرت دراية عالية وتطبيقاً متقدماً لممارسات الصحة والسلامة للموظفين.
وأظهر الاستبيان كذلك الاهتمام الذي توليه الإدارات والقيادات العليا لشركات دبي المشاركة بالاستبيان تجاه موظفيها، وهو جزء أساسي من جهود تقييم الممارسات المسؤولة ضمن الشركات، حيث تبين أن هذه الإدارات كان لها دور فعال وحاسم في التركيز على سلامة الموظفين خلال فترة الأزمة، وتعزيز الثقة والأمان الوظيفي لموظفيها العاملين عن بعد، والعمل على دعم الموظفين الذين لا يتقنون التعامل مع التقنية. وقد أكد الاستبيان نتائج هذه الدراسة مع ذكر 70.4% من الشركات المشاركة بالاستبيان أن مجالس إدارة الشركات كانت مساهماً ومشاركاً في الإشراف على المسائل المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات المطبقة بالشركات.
وأظهرت الدراسة تحول العديد من الشركات نحو التطوع من خلال المجال الافتراضي خلال فترة الجائحة وابتكار وسائل جديدة للتطوع، وهو ما أكدته كذلك نتائج الاستبيان للعام 2019 التي أظهرت أن 68% من الشركات كانت ناضجة في هذا المجال وتدعم وبقوة تطوع الموظفين، حيث برز هذا الدعم أكثر ضمن الشركات الكبيرة. وأظهر الاستبيان كذلك أن 76% من الشركات تتفاعل وتتواصل وتدعم المجتمعات التي تعمل فيها.
وكشفت الدراسة ان اهتمام الشركات تحول قليلاً خلال فترة كوفيد-19 عن المجال البيئي، مركزاً على الممارسات المسؤولة الداخلية والمتعلقة بسوق العمل لدعم الموظفين والعملاء، حيث جاء ذلك على حساب المسائل البيئية والمجتمعية.
وانسجمت خلاصات الدراسة مع نتائج الاستبيان، حيث أكد الاستبيان أن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في دبي دوافعها في المقام الأول الشعور بالإلتزام تجاه المجتمع، مع تأكيد 80% من الشركات أن الدافع الأهم من وراء المبادرات المسؤولة التي تطلقها وتطبقها هو تحسين المجتمع في حين كان تحسين الإيرادات الدافع الأقل نسبة وبفارق كبير، مما يعكس الثقافة العالية التي يتمتع بها مجتمع الأعمال في دبي فيما يتعلق بتطبيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.
وبيّن الاستبيان أن تطبيق الممارسات المسؤولة ضمن الشركات ينطلق من الدعم من رأس الهرم وهو مجلس الإدارة أو القيادة العليا، في حين أن العملاء والموردين هم الأقل ضغطاً على الشركات لتطبيق ممارسات مستدامة ومسؤولة. وكشف الاستبيان أن دعم الإدارة العليا شرط مسبق لخلق بيئة داعمة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ومساعدتها على الإزدهار.
وبيّنت الدراسة أن إنفاق الشركات في فترة كوفيد-19 على الاستثمار في الممارسات والمبادرات المسؤولة والمستدامة انخفض مع تركيز الشركات داخلياً على البقاء والنجاة والاهتمام بموظفيها ومتعامليها ومورديها. وقد أظهر استبيان العام 2019 أن 58% من الشركات سجلت إما زيادة طفيفة أو كبيرة في إنفاقها على المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين ذكرت 42% من الشركات المشاركة بالاستبيان أن إنفاقها واستثمارها بالممارسات المسؤولة بقي على حاله أو انخفض خلال آخر ثلاث سنوات.
وكشف الاستبيان مجالاً مسؤولاً حيوياً ما زال بحاجة إلى مزيد من النضج بين شركات دبي وهو كتابة التقارير المستدامة، مظهراً ان 73% من الشركات المشاركة بالاستبيان إما لا تقوم بكتابة تقارير الاستدامة (29%) أو تقوم بها بشكل مبسط (44%)، في حين أن 54% من الشركات الصغيرة والمتوسطة لا تصدر أي تقارير مستدامة حول نشاطاتها المسؤولة.
ويعتبر مركز أخلاقيات الأعمال الذي تم إطلاقه في غرفة تجارة وصناعة دبي عام 2004 المركز الأقدم والأهم من نوعه في دولة الإمارات نظراً لدوره البارز في الترويج لمفهوم المسؤولية الاجتماعية للأعمال. ويقوم المركز بتشجيع أعضاء غرفة دبي على تطبيق ممارسات الأعمال المسؤولة التي تساهم في تعزيز أداء مؤسساتهم وقدراتهم التنافسية.