مترجم بتصرف: مقال لـ باميلا دي ليون
لقد حان الوقت للعودة إلى المكاتب، ولو بكمامات وقفازات!
بعد توجيهات حكومة دبي بعودة الموظفين إلى مكاتبهم، اعتمدت الشركات والمؤسسات المختلفة إجراءات وخطوات وقائية عززت النظافة الشخصية، وحافظت على التباعد الاجتماعي مع تطبيق بروتوكولات متقدمة لضمان السلامة والصحة، ومنع انتشار فيروس كوفيد-19 بين الموظفين والعملاء.
وتقود غرفة تجارة وصناعة دبي، المؤسسة التي تركز رسالتها على دعم مجتمع الأعمال في الإمارة، الجهود في هذا المجال وأصبحت مثالاً يحتذى به للقطاع الخاص في اعتماد الإجراءات الوقائية التي أوصت بها الجهات الحكومية المعنية في الإمارة. ويشرح رامي حلواني، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة دبي الإجراءات المتنوعة التي اتخذتها وطبقتها الغرفة لحماية صحة وسلامة موظفيها.
وشملت هذه الإجراءات قياس درجات حرارة الموظفين ووضع لافتات حول ضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعي، وتسجيل دخول الموظفين عبر تقنية الذكاء الاصطناعي وبدون تلامس أو استخدام البصمة، بالإضافة إلى وضع عوازل زجاجية بين مكاتب الموظفين، وتوفير كمامات وقفازات، بينما تم تحويل جميع الاجتماعات الداخلية والخارجية إلى منصات افتراضية أكثر أماناً. يقول حلواني:” لقد سررنا بسلاسة التحول والإلتزام الكامل من قبل جميع الموظفين في كافة الإدارات، وقد بدأنا بجني ثمار التحول إلى التواصل الافتراضي الذي وفر الكثير من الوقت والجهد وجعل التواصل أكثر فعالية وأقل كلفة.”
وتابعت غرفة دبي تحولها الذكي خلال هذه الفترة، حيث أصبحت جميع خدماتها ذكية ورقمية عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي. وقد أطلقت الغرفة مع بداية جائحة كورونا حملة #خلك_في_البيت #اعمل_بذكاء#اعمل_عن_بعد التي دعمت شركات قطاع الخاص في التحول إلى العمل عن بعد. ويضيف حلواني:” دخلنا اليوم مرحلة جديدة في دعم القطاع الخاص، حيث وفر نموذجنا الرائد في تأمين السلامة في مكان العمل مثالاً واقعياً وناجحاً في كيفية اعتماد وتطبيق أفضل ممارسات ومعايير السلامة في مكان العمل، ونتمنى أن تطبق شركات القطاع الخاص هذه الممارسات مع أجل بيئة عمل آمنة.”
وبالنسبة للشركات التي تخطط لعودة موظفيها إلى مكاتبهم، ينصح حلواني هذه الشركات بوضع خطط مسبقة تسهل وتسرع العودة إلى المكاتب قائلاً:” من المهم امتلاك خطة متكاملة لتأمين سلامة الموظفين ضد كوفيد-19 على أن تشمل هذه الخطة إرشادات وإجراءات متنوعة وآمنة منها توفير معدات وأدوات الحماية الشخصية والاهتمام بالتدريب والتوجيه. كما ننصح بالمحافظة على قناة تواصل دائمة مع الموظفين تعلمهم بأحدث التغيرات والتطورات. وفي نهاية الأمر، من المهم إشراك الموظفين في هذه الخطة، وتحفيزهم ليكونوا سفراء أمام الاخرين في تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه صحة وسلامة زملائهم في بيئة العمل.”
هذه المنهجية ذاتها تم اعتمادها من قبل شركات كبيرة في دبي منها مجموعة شلهوب العاملة في مجال تجارة التجزئة للبضائع الفخمة. ويقول منصور حجار، المدير القطري لمجموعة شلهوب في الإمارات والهند أن معظم الموظفين قد رحبوا بفكرة العودة إلى المكاتب للتواصل مجدداً مع زملائهم، وهم راضون عن الإجراءات التي اتخذتها المجموعة لحماية صحتهم وتعزيز رفاهيتهم.
ويشرح حجار أن صحة وسلامة الموظفين والعملاء شكلت أولوية قصوى حتى قبل الإغلاق، قائلاً أن المجموعة اليوم تطبق ببساطة التوجيهات الحكومية بهذا الخصوص مضيفاً:” فعالية الإجراءات والتوجيهات الحكومية سمحت لنا بالعودة إلى الحياة الطبيعية الجديدة بأسرع مما توقعنا. إنها مسؤوليتنا للاستمرار بفرض الإجراءات الوقائية على أعضاء فرق عملنا وضيوفنا، وضمان أعلى مستويات خدمة المتعاملين.”
وأشار حجار إلى أن المجموعة طبقت شريحة واسعة من الإجراءات في المكاتب ومتاجر المجموعة مثل التعقيم واعتماد بروتوكلات التنظيف والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي في مكان العمل، واعتماد القدرة الاستيعابية المحدودة التي حددتها الإجراءات الحكومية، والقيام بفحص درجات الحرارة وفصل المكاتب عن بعضها وتناول الموظفين للغداء في مكاتبهم وغيرها الكثير. أما بالنسبة للموظفين الذي أبدوا قلقاً من العودة للمكاتب، فقد سارعت المجموعة لتطبيق سياسة العمل المرن للسماح لهم بالعمل من المنزل.
وبالنسبة لسامر حمادة، مؤسس شركة “إيجيس للضيافة Aegis Hospitality”، فإن الإجراءات الوقائية التي طبقها في شركته كانت محل تقدير الجميع. ويقول حمادة؛ رائد الأعمال الذي يقف خلف مفهوم مطعم الأغذية والمشروبات “أكيبا دوري Akiba Dori” الذي يقع مقره في حي دبي للتصميم؛ أن راحة العملاء هو أحد الجوانب التي يقدرها العميل دوماً، خصوصاً مع توزيع طاولات تناول الطعام بمسافة تبلغ على الأقل 1.5 متر عن بعضها في المطعم، وأصبحت الآن متران.