بقلم: رينوكا جونجهالي، مستشارة أعمال ومؤسسة جوبيتر لإرشاد الأعمال
يمكننا تعريف مرشد الأعمال بأنه شخص ضليع ذو خبرة واسعة في مجال الأعمال، وهو على استعداد للعمل عن كثب وبأمانة وبمنظور جديد على مدى فترة طويلة لتقديم المشورة الهادفة لرواد الأعمال والتعاون معهم ومساعدتهم للتركيز على أهدافهم والعمل على تحقيقها بأقصى نجاح وكفاءة.
وفقًا لمقاييس جوبيتر لإرشاد الأعمال (JMB)، المنصة المحلية المكرسة لتعزيز مجتمع الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط، وربطهم بنخبة من المدراء التنفيذيين ذوي الخبرة وغيرهم من الخبراء الضليعين من مختلف مجالات الأعمال، فإن %93 من رواد الأعمال الشباب بحاجة إلى التفاعل مع مرشدي وموجهي الأعمال ذوي الخبرة العميقة والتجربة العملية في القطاعات المختلفة. كما أشار المقياس ذاته إلى أن نسبة %80 من الأعمال والشركات التي تلقت التوجيه والإرشاد قد شهدت نجاحًا ونموًا قابلين للقياس، كما وحققت عائدات على المدى الطويل، مما ضاعف من قدرتها على الصمود والبقاء في سوق العمل مقارنة بالشركات التي لم تتلق الإرشاد.
وعلى الصعيد العالمي، حقق مؤسسو الأعمال وأصحاب الشركات الذين تلقوا الإرشاد على أيدي مرشدين ورجال أعمال خبراء أداءً أفضل بثلاثة أضعاف من غيرهم مما أهلهم للوصول إلى القمة، فقد تلقى كل من مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، ولاري بيج وسيرجي بري، ومسؤسسا غوغل، التوجيه من قبل ستيف جوبز وإيريك شميدت على التوالي في المراحل الأولى من أعمالهما.
كشفت آخر الأبحاث التي أجرتها مؤسسة كاباج (Kabbage, Inc) عن التأثير المباشر للتوجيه والإرشاد على أنشطة ونجاح الشركات، إذ تشير نتائج البحث إلى أن:
- يعترف %92 من أصحاب الأعمال الصغيرة بالتأثير المباشر للتوجيه على على نمو أعمالهم واستمراريتها في السوق. وبالتالي، تُعتبر السنوات الأولى لأي شركة فترة حاسمة، وهنا تبرز أهمية مرشدي وموجهي الأعمال كعنصر حيوي لنجاح هذه الشركات على المدى البعيد.
- يتمنى %89 من أصحاب الأعمال الصغيرة ممن لم يتلقوا الإرشاد لو أنهم فعلوا ذلك. كما تسلط هذه الإحصائيات الضوء على حاجة مجتمع ريادة الأعمال إلى تعتزيز الروابط مع المرشدين المؤهلين لقدرتهم على تقديم نصائح قوية لمساعدة الشركات، خاصة خلال تلك السنوات الأولى من إنشائها.
- أما الخبر السار فهو أن الباب لم يوصد أمام أصحاب الشركات الذين لم يتلقوا التوجيه والإرشاد أنفسهم، إذ أن بإمكانهم اتخاذ خطوات فاعلة لمساعدة الجيل القادم. أظهرت الدراسة أن %61 من أصحاب الأعمال الصغيرة الحاليين يقومون بالفعل بإرشاد غيرهم من رواد الأعمال، بينما يوجه %58 منهم رواد الأعمال الشباب على وجه التحديد، خاصة في مجال العقارات وإدارة الممتلكات والبناء.
واستنادًا إلى هذه النتائج يُعدّ مرشدو الأعمال بغاية الأهمية لمساعدة رواد الأعمال على تحقيق النجاح والتقدم خلال هذه اللحظات المحورية لرحلتهم المهنية بناءً على النقاط التالية:
- مرشد الأعمال مثل قبطان سفينة متمرس – من المهم جدًا لرواد الأعمال الناشئين تكوين الفهم الصحيح لما يحتاجون إليه للوصول إلى وجهتهم، خاصة في بداية تجربتهم، فالنجاح في أي عمل تجاري مزيج من عدة عوامل، أحدها الاستمرار في استكشاف طبيعة العمل والتعرف على إمكانيات الشركة وقدراتها. يمكن للمرشدين توسيع وجهة نظر رائد الأعمال ومساعدته على التصدي لأي مشكلة قد يواجهها ودراستها بمنظور جديد، ومنحه القدرة والثقة للتعاون مع مصادر موثوقة، مما يضمن حصوله على توجيه سلس وآمن لبلوغ وجهته بدراية تامة.
- تقديم وجهة نظر غير منحازة – يختلف إرشاد الأعمال كثيرًا عن التدريب، إذ لا يحتاج مرشد عملك إلى أن يصبح صديقك المفضل. بموقفه المدفوع بالنمو، يهدف مرشد الأعمال إلى أن تمكين رائد الأعمال من الوقوف على قدميه بثقة، لهذا فهو ينظر إلى الشركة من منظور جديد غير منحاز ويقدم التوجيه والنصيحة لرائد الأعمال بدلاً من حل مشاكله دون إشراكه بالأمر أو إطلاعه على خطوات الحل.
- تسليط الضوء على أهم الإنجازات – بعد المناقشة الأولية لخريطة الطريق، يبدأ المرشد في تحديد الأهداف وتسليط الضوء على أهم الإنجازات التي تشكل معالم رئيسية لتقدم الشركة ونجاحها، وذلك لتشجيع رواد الأعمال ومساعدتهم في البقاء على رأس أعمالهم بكل وعي ومعرفة.
- الاستثمارات – أصحاب رؤوس الأموال هم أفراد أومجموعات تعمل على تمويل الشركات الناشئة الواعدة، ومن المرجح أنهم سيقدمون على خطوة إيجابية للاستثمار في الشركة الناشئة بمجرد أن يدركوا الإمكانات الكامنة فيها حتى وإن لم تُثبت قدراتها على حيز الوجود بعد، مستندين إلى خبرتهم الواسعة ونظرتهم الثاقبة في مجال الأعمال.
- والسبب الأهم – لا داعي إلى إهدار الجهد بلا طائل، فليس هناك أفضل من مزيج يحمع بين التجارب العملية والأفكار الجديدة. وهذا ما يقدمه مرشدو الأعمال، إذ بإمكانهم التكيف مع تقنيات العمل الذكية مع تقديم المشورة السليمة والإرشاد المستمر لتحقيق التقدم والإنجازات المناسبة في الوقت المناسب.
وأخيرًا وليس آخرًا، الإرشاد مفيد وضروري لنمو أي شركة ونجاح أي مشروع، خاصة في المراحل المبكرة. ومن المهم للعلامات التجارية والشركات ككل أن تبحث عن مرشدي أعمال بخبرة ضليعة ممن يقيمون في نفس المنطقة أو البلد، إذ أنهم الأمثل لفهم طبيعة الأعمال وديناميكية السوق بوضوح.
جوبيتر لإرشاد الأعمال منصة مخصصة لتعزيز مجتمع الأعمال في الشرق الأوسط وذلك بتوجيه رواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وتقديم الإرشاد لهم وتمكينهم من الوصول إلى نخبة من ألمع المدراء التنفيذيين والخبراء في دولة الإمارات والممكلة العربية السعودية وغيرها ممن يتمتعون بتجارب وخبرات واسعة في مختلف مجالات العمل، وذلك لدعم رواد الأعمال وتقديم النصائح القيّمة الهادفة لهم، بمنظور سليم لتجنب الوقوع في الأخطاء وتجاوز العراقيل والتحديات وتنمية شركاتهم بنجاح.