إذا كانت بيئة العمل في شركتك تمتاز بالإيجابية وتحفيز الموظفين على القدوم إلى مكاتبهم بشكل يومي دون ملل، وفي الوقت ذاته تفتح المجال أمام مشاركاتهم واقتراحاتهم الخاصة بخطط نمو الشركة؛ تأكد من أن ذلك سيزيد من شعورهم بالانتماء والولاء، الأمر الذي سينعكس على التزامهم وحرصهم على استمرارية أعمال ونشاط الشركة وسط كل الظروف.
مترجم بتصرف: مقال لـ مايك هوف
ليس هناك من ينكر أن قيادة الأعمال تأتي مع الكثير من التحديات في الوقت الحالي والظروف الراهنة التي يمر بها العالم بأسره، الأمر الذي يضع عبئاً كبيراً على كاهل القادة وخصوصاً وسط حالة عدم اليقين المرتبطة أساسا بالفترة الزمنية التي ستستغرقها حالة الطوارئ والحجر الصحي المفروضة جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد –19). وهذا الوضع يضع ضغوطاً متزايدة على قادة الأعمال وسط محاولاتهم الحفاظ على استمرارية أعمالهم التجارية للأشهر المقبلة. وفي الوقت ذاته، تفرض هذه الظروف الاستثنائية قدراً كبيراً من الضغوطات على الموظفين مما قد يشتت من تركيزهم ويصرفهم بعيداً عن أداء أعمالهم الرئيسية على أكمل وجه لضمان استمرارية الأعمال.
وللتخفيف من الآثار الاقتصادية التي خلّفها انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والحفاظ على التدفق النقدي للشركات لأطول وقت ممكن، قد يضطر قادة الأعمال إلى اتخاذ خطوات غير مسبقة مثل تخفيض الرواتب أو في أسوأ الأحوال دفع الموظفين لأخذ إجازات غير مدفوعة الأجر. ولكن في حال اضطررت لاتباع أحد هذه الإجراءات، كيف ستستطيع المحافظة على أداء وانتماء فريقك، وجاهزيته لاستكمال مهامه بمجرد أن يطلب منه ذلك؟ إليك أربع نصائح لمساعدتك على ضمان التزام فريقك بأعمالهم:
التواصل هو مفتاح النجاح؛ يستحق فريقك معرفة ما يدور من حوله وكيف يمكنه تقديم المساعدة بهدف تخطي هذه الأزمة كفريق واحد. لذلك فإن التواصل المباشر معهم وتوضيح الأسباب المؤدية لأي قرار متخذ أمراً غاية في الأهمية؛ فمن خلال ذلك ستمنحهم شعوراً بالارتياح وتؤكد لهم أن الشركة تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على استمرارية وظائفهم. قم بإرسال نشرات يومية واحرص على التواصل معهم بشكل مستمر، وحاول قدر الإمكان عقد اجتماعات الكترونية يومية مع الموظفين العاملين عن بعد مع التركيز على الجوانب الإيجابية. أما بالنسبة للموظفين في إجازات غير مدفوعة الأجر؛ قم بإنشاء مجموعة واتساب خاصة بفرق العمل، تتيح لهم فرصة مناقشة مخاوفهم وطرح الأسئلة. واحرص من طرفك على ارسال التحديثات الخاصة بأعمالهم وإجابة كافة تساؤلاتهم بمصداقية وشفافية. تأكد أن استمرارية التواصل بينك وبين فريقك سيسهل ذلك من عودتهم بمجرد أن تنتهي القيود المفروضة.
اطلب الاقتراحات الخاصة بتحسين الأداء؛ فإنه من المنصف أن نفترض أن فريقك أقرب إلى سير العمليات اليومية للشركة منك. فعلى سبيل المثال، قد يتمكن فريقك من رؤية وفورات في التكاليف يمكن للشركة تنفيذها على نحو سريع، والتي ترفع من مرونة الشركة وقدرتها على التكيف للمضي قدماً نحو المستقبل. احرص على تحفيز مساهمة فريقك بالأفكار والاقتراحات في هذا الصدد.
التركيز على ثقافة الشركة؛ تمثل ثقافة الشركة أمراً غاية الأهمية. فإذا كانت لديك ثقافة بيئة عمل محفزة يستمتع فيها الموظفون بالقدوم إلى العمل، وتتيح لهم فرصة مشاركة أفكارهم وملاحظاتهم والتواصل الفعال في الخطط الموضوعة لنمو الشركة، فتأكد أن موظفيك سيتمتعون بانتماء والتزام أكبر نحو تطور وتقدم الشركة وسط كل الظروف. أما إذا كانت ثقافة بيئة العمل الخاصة بك ضعيفة وتفتقر لإشراك الموظفين في العمليات، فإن تمسك الفريق بك وانتمائه لك سيكون أمرًا صعب التحقيق في كل الظروف، وبشكل أخص في الأزمات. لذلك، من المهم جدا تغيير ذلك النهج بأسرع وقت ممكن. قم بتوظيف قادة فرق بعقلية منفتحة، وتواصل معهم حول دورك للحفاظ على تفاعل الفريق معك ومع الشركة. اطلب النصيحة والأفكار، وقم بتنفيذ اقتراحاتهم بسرعة. الآن ليس الوقت المناسب للمماطلة.
احتفل بنجاحاتك؛ حتى في أوقات الأزمات، هناك دائماً مساحة للاحتفال. قد يكون حجم النجاح صغيرًا، ولكن أي خطوة إلى الأمام هي نجاح ويجب الاحتفال بها. تواصل وقم بالثناء على جهود أعضاء الفريق الذين قاموا بعمل استثنائي أو توصلوا إلى فكرة ساهمت بإحداث فرقٍ في شركتك. الآن ليس الوقت المناسب للانتقادات، حاول تأجيل أي من ذلك حتى تتمكن من العودة إلى العمل كسابق عهدك. احرص على الاحتفال بكل نجاح مهما كان صغيرا كفريق واحد.