الانطلاق
انتبه الموهوبون في المملكة العربية السعودية إلى الفرص المطروحة في مجال ريادة الأعمال في البلاد
بقلم ميغا ميراني
يتمتع هاشم الحسيني بخبرة رائدة في مجال ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية، حيث أسس رجل الأعمال السعوديّ خمس شركات رائدة على مدار العقد الماضي. وفي تلك الأثناء، عارض فكرته العديد من المرشحين المحتملين للتوظيف، بما في ذلك الأصدقاء الموثوق بهم، وذلك خلال الفترة كانت فيها منظومة الأعمال شبه منعدمة. وأضاف: “عندما بدأت عملي في المملكة العربية السعودية قبل 11 عامًا، كان الأشخاص يسخرون مني، والأصدقاء الذين أردت ضمهم [إلى طاقم الموظفين] (لأنني أردت العمل مع الأشخاص الذين أثق بهم) كانوا يعلقون: عذرًا يا هاشم، كيف يمكن أن نعمل معك؟ فعلى الأرجح ستُغلق هذه الشركة الصغيرة [إن لم] تنجح بعد أربعة أو خمسة أشهر، وسيتعين عليّ البحث عن وظيفة أخرى”.
لكن هذه التعليقات بدأت في التغيّر، وخاصة بعد خطة الإصلاح الاقتصادي الطموحة في المملكة العربية السعودية، رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي رفعت مقدار المساهمة الحالية للمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم في الناتج المحلي الإجمالي بجعل الأولوية القصوى لها. يشير الحسيني: “وظّفت حاليًّا الكثير ممن كانوا يسخرون مني سابقًا”، وذلك كجزء من وظيفته الحالية كمؤسس مشارك ومدير تنفيذي لشركة مونيموف (Monimove)، وهي منصة مالية تقنية تُمكّن الممولين من بناء روابط مباشرة بين المشاريع التي يمولونها والنتائج التي يتم حصدها. ولا تزال شركة مونيموف، التي دخلت الأسواق بالفعل منذ ثلاث سنوات ولم تُطلق إلا قبل 60 يومًا فقط، في مرحلة ما قبل تحقيق الإيرادات، ولكنها تلقت تقييمًا رسميًا من شركة ديلويت (Deloitte) بقيمة 2.4 مليار دولار أمريكي على مدار السنوات الثلاث.
يقع مقر شركة مونيموف في المملكة المتحدة، وتعمل الشركة على مستوى العالم، ولها مكاتب في لندن وديلاوير، ومكتب في دبي لإدارة عملياتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وافتتحت مؤخرًا فرعًا في المملكة العربية السعودية بعدد من الشواغر الوظيفية. في اجتماع عقد مؤخرًا مع معالي الدكتور نبيل كوشك، الرئيس التنفيذي لشركة فينشر كابيتال الاستثمارية السعودية، يقول الحسيني إن المدير التنفيذي سأله لماذا أسس مقر شركته في المملكة المتحدة، وجعل مقر عملها في الإمارات العربية المتحدة، رغم أنه مواطنٌ سعوديّ.
“أخبرته [بأنني] مخلص لبلدي، [ولطالما] وددت [جعل المملكة العربية السعودية مقرًّا لها]، ولكن قبل ثلاث سنوات، لم يلق أحدًا بالًا تجاه الابتكار. وليس هناك من يرغب بدعم الشباب، ولا من يُؤمن بأفكار جديدة تغيّر العالم. لهذا السبب أقمت الشركة في المملكة المتحدة. وجئنا إلى دبي، لأننا وجدنا الدعم للأفكار الابتكارية”. لكن البيئة تتغير بسرعة الآن، مثلما يقول الحسيني: “[انطلاقًا] مما رأيته هنا في الأسابيع الأخيرة، سنتفوق على ألمانيا في السنوات القليلة المقبلة.”
تحدي الشجاعة
ذكر أحمد الزيني أن تطوير منظومة الشركات الناشئة في أكبر اقتصاد في الخليج هو أمرٌ يستغرق بعض الوقت. وأوضح المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لنظام نقاط البيع السعوديّ القائم على الكلاود لشركات التغذية والضيافة (F&B)، وشركة فودكس، أن الأمر كله يتعلق بـ “المخاطرة” بالحصول على أجر سخي وتأمين مُريح عند العمل في شركات القطاع العام أو لدى الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، في مقابل حياة أكثر تحديًا عند تكوين شركة ناشئة. أعلنت شركة فودكس أنها جمعت 4 ملايين دولار في مرحلة التمويل (ب) التي أُجريت في شهر يونيو من هذا العام، مما رفع إجمالي استثماراتها إلى 8 ملايين دولار حتى الآن.
ويقول: “لطالما كان العثور على الموهوبين وإقناع [ـهم] بترك وظائفهم المريحة والمستقرة للانتقال إلى شركة ناشئة والعمل لدى شركة فودكس تحديًا كبيرًا وأمرًا في غاية الصعوبة”. وأضاف: “تلعب الأسرة دوراً كبيرًا في إقناع صاحب الموهبة في العدول عن المخاطرة”. ويضيف الحسيني أن هذه العقلية متوارثة منذ أجيال، معلقًّا: “اعتاد آباؤهم وأجدادهم إخبارهم بضرورة التعلم في المدرسة، لأنه يتعين عليك الحصول على وظيفة حكومية آمنة ومرتب ثابت. هذا هو التفكير التقليدي الذي ترعرعوا عليه، حتى لو عرضت عليهم الأموال أو المزيد من الأموال، فإنهم سيردّون بأتفه الردود [مثل]، “كيف يمكنني التأكد من أن [الشركة] ستستمر لمدة ستة أشهر؟” فهم لا يؤمنون بالتضحية اليوم لتنمية الغد، ولا يريدون التحلي بالشجاعة”.
أشار تقرير صادر عن مختبر ومضة للأبحاث في عام 2017 إلى وجود دراسة استقصائية بين الدارسين في الجامعات والكليات المهنية تشير إلى أن أكثر من نصف الطلاب ما زالوا يفضلون العمل في القطاع الحكومي، على الرغم من صدور الأخبار حول التقليص المحتمل في التوظيف في الخدمات المدنية. وأشار الحسيني إلى أن الخيارات التي يشوبها الإجبار على مجالات الدراسة الرئيسية تؤثر أيضًا على التوقعات والقابلية للتوظيف. وأوضح: “معظم الأسر السعودية تُجبر [أبناءها] على دراسة الهندسة والطب؛ وهذا هو السبب في بطالة الكثير منهم. ونجم عن ذلك فائض في العرض [من المهندسين والأطباء] الذين يطالبون برواتب عالية بينما لا توجد وظائف كافية لهم”.
من ناحية أخرى، يضيف الحسيني أن نقص الأشخاص الذين يتمتعون بالخبرة المالية والتقنية، بالإضافة إلى المعرفة في سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية وكافة القطاعات الكبيرة التي تشهد حاليًا تحولات رقمية هائلة، يمثل تحديًا. ويضيف الزيني: “هناك نقص في عدد المطورين ومهندسي البيانات وخبراء التعلم الآلي”، والحلقة تزداد ضيقًا بالنسبة للشركات الناشئة في المراحل المبكرة. وأوضح: “تواجه الشركات الناشئة صعوبة أكبر في العثور على المواهب وإقناعها، لكن يسهل ذلك تدريجيًّا مع زيادة حجم الشركة وقيمتها السوقية”، مضيفًا أن ديناميكية التوظيف تتغير عادة بعد أن تتصدر عملية التمويل عناوين الصحف. ويشير من باب الإنصاف إلى أن الموظفين المحتملين ليسوا خاطئين في مخاوفهم، “فهم يعرفون بشأن الشركات التي أفلست، لذا فإن السمعة الطيبة في منظومة الأعمال مهمة أيضًا.” ويضيف الزيني: “إن التحدي الأكثر صعوبة هو إيجاد مؤسس مشارك على أتم استعداد للمشاركة في تحمل المخاطر”.
بداية جيدة
بينما لا تزال الأغلبية “مترددة” في القيام بهذه القفزة، يعتقد الحسيني أن الأقلية المتاحة تمثل بداية جيدة. وأضاف: “كما هو الحال مع كل شيء، فأنت تغير تفكير الأفراد”. ويشير إلى أن نمط تفكير الشباب السعودي في تغير أيضًا بسبب النجاحات التي أحرزها هذا الجيل في وادي السيليكون. ويضيف: “فقد رأوا أن الأشخاص الذين قاموا بإنشاء الفيسبوك والواتس آب وجوجل وما إلى ذلك هم جميعًا من جيل الشباب”. ويؤكد الزيني أنه من الأهمية البالغة أن تتغير المفاهيم للحفاظ على رخاء البلاد في المستقبل. وأضاف: “ففي أمريكا، 90٪ من إيرادات الحكومة مصدرها الشركات الناشئة، مثل جوجل وآبل وأمازون [و] الفيسبوك”.
صُمِّمَت خطة رؤية السعودية 2030 لجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل للمواطنين، والأهم من ذلك، لتنويع مجالات الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط بعد انخفاض أسعار النفط الخام في عام 2014. ويكمن هدف الحكومة في زيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20 ٪ إلى 35 ٪ بحلول عام 2030.
يعبر أيمن عيتاني المتخصص في نمو الأعمال في دبي، والذي يقدم الاستشارات للمؤسسين والحكومات التي تدير برامج الشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، عن تفاؤله بالتغيرات التي طرأت على الساحة. ويضيف: “في أي اقتصاد نامي، ستكون هناك حاجة للمزيد من المواهب، والطريقة المثالية هي دائمًا تحديد مصدر [المواهب] محليًا، خاصةً إذا كنت تعمل على حل المشكلات المحلية. الأمر المثير في الشركات الناشئة في السعودية هو أنها تعمل على تلبية الاحتياجات المحلية.”
في ظل قصص النجاح في المنطقة، مثل استحواذ أوبر على تطبيق كريم الذي يتخذ من دبي مقراً له مقابل 3.1 مليار دولار أمريكي، وهي أكبر صفقة في قطاع التقنية في الشرق الأوسط حتى الآن، فضلاً عن غيرها من الصفقات الأخرى في المنطقة. يعلّق عيتاني بأنه يشهد المزيد والمزيد من الأفراد في المملكة كل يوم ممن يرغبون في التحول إلى مجال ريادة الأعمال، “فهم يستقيلون من وظائفهم المريحة للالتحاق بالشركات الناشئة التي تتسم طبيعة عملها بالتحدي، بل ويستثمرون فيها بأموالهم وأموال أسرهم أيضًا، لأنهم حريصون على القيام بذلك الآن بما ذلك أصبح أمرًا مقبولًا اجتماعيًا بسبب نجاح شركة كريم”.
علاوة على ذلك، في ظل وجود العديد من الشركات الناشئة التي تقدم مشاركة الاستحقاقات للموظفين من خلال خطط امتلاك الموظفين للأسهم، يقول عيتاني أن المواهب أصبحت أكثر ميلًا إلى القفز إلى منظومة الأعمال. ويوضح: “حتى لو لم يطلقوا مشاريعهم الخاصة، فهم يريدون أن يكونوا جزءًا من قصة النمو، وهذا يمنحهم مزايا طويلة الأمد أيضًا من الناحية المالية أو للتوجه لإنشاء شركة ناشئة خاصة. أحد اتجاهات المواهب التي أظن أنها مشجعة للجميع هو أنه لو افترضنا أنك تعمل في شركة ناشئة جديدة في مراحلها الأولية، فكلما بدأت الشركة الناشئة واسمها في النمو، سيزيد الطلب عليك، ما يُمكّنك من الانتقال إلى شركة ناشئة أكبر. لذا، يمكنك أن تكون جزءًا منها، ثم تنتقل إلى فرصة أفضل”.
يضيف عيتاني أن الكفاح الحقيقي الذي يواجهه المؤسسون هو توظيف الشخص المناسب بناءً على ميزانياتهم. ويقول: “إنهم دائمًا ما يبحثون عن مستوى أعلى من المواهب التي لديهم، لأنهم يحاولون دائمًا رفع مستوى الشركة. [لكن] هذه ليست مشكلة مرتبطة بالحيز الجغرافي للمملكة، بل هي مشكلة متعلقة بالشركات الناشئة لأنه في أي مدينة ما لا تنسجم مؤهلات أعضاء الشركات الناشئة 100٪ [مع أدوارهم] ولكن هذا ما يساعدهم على النجاح”.
تغيير نمط التفكير
يعلّق الزيني أن مشاركة قصص الإخفاقات والنجاحات مع الشباب أمر بالغ الأهمية لتغيير نمط تفكيرهم. فالنجاحات مهمة لإلهام الأخرين وإظهار ما هو ممكن، والفشل يساعدهم على التعلم من أخطاء من سبقوهم ممن يتمتعون بخبرة أكبر. يقول الزيني: “أعتقد أن الكليات تلعب دورًا مهمًا في تشجيع رواد الأعمال على بدء حياتهم المهنية واتخاذ المخاطر في سن مبكرة حتى يكون لديهم دائمًا وقت للتعافي”، مضيفًا أنه سبق تواصل العديد من الطلاب معه من قبل لمشاركة قصته باعتبارها دراسة لقضية عمل ودعوة للتحدث في الفعاليات. وأضاف أن مسؤولياتهم أقل في هذا العمرٍ الصغير؛ “فليس لديهم زوجات ولا أطفال، ويمكنهم أن يفعلوا ما يريدون. وإن أخفقوا، فيمكنهم البحث عن وظيفة.”
وفي النهاية، يضيف الزيني أن التوظيف يتمحور حول “مشاركة معتقداتك” مع فريقك. ويقول: “الطريقة الوحيدة لإقناعهم هي مشاركة الرؤية معهم ودعوتهم ليكونوا جزءًا منها”، موضحًا أنه يحرص عند التوظيف على إشعار المرشح بأنه يحقق تأثيرًا يتناسب مع المخرجات. ويضيف: “في الشركات الكبرى، لا يمكنك إيجاد تأثير. وسؤالي هو: هل تريدون أن تكونوا جزءًا من فريق عمل شغوف، أم تريدون أن تكونوا مرنين، [سواء] وجدتم المخاطرة مثيرة للاهتمام حقًا، [أم كنتم] بحاجة إلى أن تكونوا جزءًا من كل جديد في البلاد، وجزءًا من عملية التنمية والانفتاح. إذا كنت شخصًا مؤهلاً، فلا داعي للقلق حول مستقبلك، لأنك لو أخفقت على سبيل المثال، فستبقى لديك الخبرة، وستتمكن من العمل في وظيفة أخرى، أو سيكون لديك فكرة لتأسيس شركتك الخاصة، وستكون رائد أعمال”.
ويعلّق الحسيني أنه لا يمكن للجميع العمل في شركة ناشئة، “فنحن نبحث عن الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من عملية التغيير. أما الأشخاص الذين يحبون فقط مشاهدة ما يحدث ليسوا من نبحث عنهم”. وفي شركة مونيموف ذكر الحسيني قصته الخاصة مع التوظيف، حيث يقول: “أذكر لهم أنني مثال على ذلك [لأنني] عملت في أحد البنوك. وكان أحد أصدقائي يعمل في بنك مرموق للغاية في المملكة العربية السعودية، وانضم إليّ الآن في منصب مدير للعمليات. والآن، نحن على وشك توظيف [المزيد من الأشخاص] في السعودية. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك شخص يتقاضى راتبًا قدره 10.000 ريال سعودي في الشهر، فسأقول له: انضم إلينا [اعمل معنا]، فأنت ستضيف القيمة لنا. وبالنسبة لي، سأجني المليارات، لذا فإن عملي معك لا يدور حول كونك مجرد موظف؛ انضم إلى فريقنا، جرب الأمر، واحصل على مرتب أعلى، وكن شريكًا [من خلال] تقاسم الأرباح، ولا أريدك أن تبقى معنا [إلى الأبد]، إلا إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن هدفي هو تزويدك بالخبرة ونقل المعرفة إليك حتى تصبح رائد أعمال وتنشئ مشروعك الخاص. بل ويمكنك حتى أن تصبح عميلًا لي أو أن أصبح أنا عميلًا لك. إذا تحدثت إليهم بهذه اللغة، فسيقتنعون”.
وفي الوقت نفسه، بينما يدرس الكثير من الشباب السعودي في كليات إدارة الأعمال المرموقة، فإن سؤال الحسيني لهم هو: “لماذا تدرس في كلية إدارة الأعمال إذا كنت ستظل مجرد موظف؟ لماذا ينفق والدك الكثير عليك لمجرد الحصول على وظيفة وأن تبقى طوال حياتك تشغل تلك الوظيفة؟ توظّ واكتسب الخبرة، ثم انطلق [وابني مشروعًا]”.
ويعترف الحسيني بأن حالته شاذة، فبدلاً من التعامل مع إحباط الأسرة للعدول عن المخاطرة بالحياة كرجل أعمال، كان لديه ميزة نادرة تتمثل في أن يكون والده مؤسسًا مشاركًا له. ومع ذلك، فقد أثارت الإرادة السياسية والإصلاحات موجات كبيرة من التحول في هذا البلد الصحراوي. ويضيف: “قدمت إلى المملكة [في أكتوبر] … ورأينا شيئًا لا يمكننا تصديقه يوضح مدى تغير البلاد في الوقت الراهن؛ فقد شهدنا أشخاصًا يعملون بكد [وكذلك] أشخاص يولون الاهتمام بالأفكار الابتكارية”.
على عكس ما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات، يقول الحسيني أن البنوك والمؤسسات الحكومية التي زارها “أدركت المشكلة” وفهمت الحل الذي تعرضه شركته الناشئة. ويوضح: “فقد اتفقوا على أن لدينا الحل المناسب الذي من شأنه أن يحقق مزايا كبيرة ويتيح الاستفادة القصوى من الاقتصاد الوطني. فنحن لا نسعى لحل مشكلة محلية فقط، حيث تمثل المخاطر التشغيلية الخفية مشكلة عالمية في دورة الإقراض بأكملها، سواء كان ذلك من جانب الحكومات أو البنوك. وهذه مشكلة عايشناها بالفعل لسنوات”.
والأهم من ذلك، ما لاحظه الحسيني في السعودية الجديدة هو الاستجابة السريعة، حيث ذكر: “لقد تحركوا على الفور، وقالوا، حسنًا، لنفعل ذلك. وأرسلوا لنا رسالة بالبريد الإلكتروني على الفور. هل يمكنك أن تتخيل قيام كيان حكومي بإرسال رسالة بريد إلكتروني إليك في غضون خمس دقائق بعد الاجتماع؟ هذا أشبه بالحلم. فقبل عامين، تكون حققت إنجازًا كبيرًا إذا تم الرد عليك بعد ستة أشهر أو سنة كاملة. أما الآن فقد تغير كل شيء. ونحن فخورون بذلك للغاية.”
وأضاف: “ذكر ولي العهد أن بإمكاننا أن نكون في المقدمة، وأنا أؤمن بذلك. فلو رأيت الشباب السعودي الذي أراه الآن كل يوم، فلن تصدق ما تراه، شيء مذهل لم نره من قبل”.