تشير توقعات الخبراء إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك إمكانيات واعدة تجعلها من المناطق السبّاقة لاعتماد أحدث تقنيات تحديد الهوية والتعرف على الوجه القائمة على الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا في ضوء الانتشار الكبير لمصانع الطاقة والمنتجات الهيدروكربونية والمرافق العامة، بالتزامن مع تنامي أنظمة أمن المباني التجارية ضمن خطط البنية التحتية في المنطقة من جهة أخرى.
وأوضحت أحدث التحليلات المعمّقة الصادرة عن شركة ’6 دبليو ريسيرتش‘ للأبحاث إلى تسجيل سوق الأمن التجاري في المنطقة لمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 16.6% خلال الأعوام الأربعة المقبلة، لتصل قيمتها إلى 8.4 مليار دولار أمريكي. وبهذا الإطار، أشار خبراء القطاع العالميون إلى أن الملّاك والمشغلين يتوجهون نحو اعتماد أحدث الابتكارات التكنولوجية بغية حماية أصولهم.
وتأتي هذه التوقعات بالتناغم مع الرؤى الخاصة بممثلي قطاع الأمن التجاري المشاركين في معرض ’إنترسك‘، المعرض التجاري الرائد على مستوى المنطقة في مجال الأمن والسلامة والحماية من الحريق، والذي سينعقد في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة الممتدة من 19 حتى 21 يناير 2020. وسيجسد الأمن التجاري ثاني أكبر الأقسام من حيث التمثيل من قبل العارضين خلال ’إنترسك‘، حيث سيستقبل حوالي ثُلث الجهات المُشاركة في المعرض ككل، والبالغ عددها 1,100 شركة. فيما سيحل قسم الحرائق والإنقاذ في المرتبة الأولى من حيث التمثيل مع أكثر من 400 جهة عارضة.
وأشارت الشركة الدانماركية ’ماليستون سيستمز‘، المتخصصة ببرمجيات إدارة الفيديو ذات المنصة المفتوحة التي تساعد في ضمان سلامة وحماية الأصول وتعزيز كفاءة الأعمال، إلى أن الحلول الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي ستهيمن على مستقبل الأمن التجاري.
وستسهم أنظمة الذكاء الاصطناعي في إحداث تغيير جذري ضمن القطاع، كونها تتميز بالقدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات، وبالتالي تفيد في مراجعة ساعات طويلة من مقاطع فيديو المراقبة. وعبر استيعاب أشكال الأجسام المختلفة وكيفية حركتها، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ترتيب وفرز البيانات واتخاذ القرارات بناءً عليها. كما تُساعد تقنيات تعلّم الآلة والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات غير المُنظّمة أو المُصنفة مسبقاً، واكتشاف الأنماط القابلة للتمييز، فضلاً عن المساعدة الحلول للمشاكل.
ويشهد قطاع إدارة الفيديو العالمي مستويات ابتكار غير مسبوقة عبر توفير فرص جديدة لاستخدام التكنولوجيا بهدف حماية الأشخاص والأصول، ما أسهم في تعزيز أداء الأعمال وتحسين حياة الأفراد الشخصية والمهنية، وسيشهد بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، سيشهد العالم وجود أكثر من ترليون جهاز استشعار متصل بشبكة الإنترنت بحلول عام 2022.
ولفت سادي إلى أن الطلب على الحلول الذكية وتقنيات تعلّم الآلة سيكتسب زخماً إضافياً مع اعتماد مجالات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. ومن جانبها، تأتي آراء المدراء التنفيذيين المشاركين في استبيان ’برايس ووتر كوبرز‘ العالمي للذكاء الرقمي لتدعم هذه التوقعات، حيث أشار 73% منهم إلى استثمارهم في تكنولوجيا إنترنت الأشياء، فيما يلتزم 54% منهم بمجالات الذكاء الاصطناعي.
وتتوقع شركة ’ماليستون سيستمز‘ تصدّر دولة الإمارات العربية المتحدة لريادة جهود اعتماد تطبيق التقنيات والتوجهات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، في ضوء مكانتها الراسخة كإحدى الدول السبّاقة لاعتماد التقنيات الحديثة. وتتمثل أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه على الصعيد المحلي في إطلاق ’الاستراتيجية الوطنية للأمن الالكتروني‘، والهادفة إلى إنشاء بنية تحتية رقمية تتميز بالأمان والمرونة في دولة الإمارات بما يتماشى مع مبادرة ’النظام الأوروبي لحماية البيانات‘. ونلاحظ من منظور تجاري تنامي مستويات الطلب على اعتماد مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل الأعمال ضمن المشاريع، والتي نوفرها بالاستناد إلى شبكة شركائنا الراسخة التي تمكننا من إدماج أهم الحلول الرائدة على مستوى القطاع ضمن برمجيات إدارة الفيديو الخاصة بنا.
وخلال فعاليات ’إنترسك 2020‘، تعتزم ’ماليستون سيستمز‘ الكشف عن أحدث حلولها والإصدار الجديد من برنامج XProtect VMS، بالإضافة إلى الحلول المخصصة لقطاعات المدن الآمنة والنقل والتجزئة. كما وتستعرض الشركة سلسلة منتجات مسجلات الفيديو المتصلة بالشبكة وعالية الأداء Milestone Husky XSeries، المصممة حسب الطلب.
وتبدي ’ماليستون سيستمز‘ ثقة كبيرة بإمكانات منطقة الشرق الأوسط، والتي تنعكس في اختيار دبي لاستضافة أكبر فعالياتها في أبريل المقبل، والمتمثّلة في المنتدى السنوي لمنصة ’ماليستون‘ للتكامل في مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ.
ومن جانبها، تنظر شركة ’يوكلس‘ الإيطالية، المتخصصة بتصنيع الحلول التكنولوجية لمجالات الأمن والمراقبة بالفيديو والتحكم بالوصول ووسائل الاتصال، إلى تكنولوجيا التعرف على الوجه بوصفها عامل التغيير الأبرز في القطاع.
وتفيد هذه التكنولوجيا في تقليل مستويات المخاطر المتبقية عند العمل على تعزيز أمان الوصول إلى مرافق البنية التحتية الحيوية والمواقع الصناعية. وستمثل نواحي المراقبة بالفيديو والتحكم بالوصول والإدارة المتكاملة والمركزية لأنظمة الأمان عبر منصة مشتركة، التوجهات الرئيسية التي ستسهم في صياغة مستقبل قطاع الأمن التجاري في منطقة الشرق الأوسط.
وستستعرض الشركة خلال فعاليات ’إنترسك 2020‘ منصة FaRe 3.0 الهجينة لتحديد الهوية والتعرف على الوجه، والتي تشتمل على مجموعة من الوظائف الأمنية المتطورة ذات الصلة بعمليات المصادقة والتحديد التلقائي للأشخاص والمركبات والأجسام.
وتتميز المنصة بكونها حلاً هجيناً بفضل اعتمادها على تقنيات مطابقة النماذج وتعلّم الآلة، فضلاً عن كونها منصة مقاومة لعمليات الاحتيال. كما تُعد FaRe 3.0 المنصة الوحيدة من نوعها التي تتميز بالاستقلالية عن نقاط التعرّف – أي الأنظمة المستخدمة – سواء كانت من برمجيات إدارة الفيديو أو أنظمة التحكم بالوصول أو إدارة المعلومات الأمنية الماديّة. ولا يتطلب هذا الحل تطوير برمجيات من قبل خبراء تكامل النُظم، بل تُنجز إجراءات التهيئة والتطبيق وفق منهجية مبتكرة.
ولفتت ’يوكلس‘، التي أطلقت عملياتها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي منذ خمسة أعوام، إلى تركيزها المستقبلي على مجالات الأمن الحضري والمطارات والمواقع الصناعية في المنطقة.
ومن جانب آخر، ستسهم فعاليتا ’أرينا إنترسك‘ و’قمة إنترسك لأمن المستقبل‘ في استعراض مدى تناغم توقعات العارضين مع واقع السوق الحالي، حيث سيقوم الخبراء بدراسة مدى إمكانية تأمين تقنيات إنترنت الأشياء والأجهزة المتصلة، إلى جانب الأثر الثوري للتكنولوجيا الرقمية على قطاع الأمن، مع التركيز بشكل خاص على قطاعات تجارة التجزئة والمصارف والقطاع المالي والنفط والغاز، فضلاً عن المرافق العامة والبنية التحتية.
وسيجسد المعرض منصة تجمع روّاد التغيير مع أصحاب الخطط والمشترين النهائيين. وسيسهم ’إنترسك‘ في توضيح الرؤى المستقبلية، إلى جانب تقديم فهم أفضل حول مستويات الأمن المستقبلية وكيفية تحقيقها على أرض الواقع.