أطلقت هواوي رسمياً أقوى معالج للذكاء الاصطناعي في العالم والذي يحمل اسم “أسيند 910” بالإضافة إلى نظام “مايندسبور” لحوسبة الذكاء الاصطناعي.
أسيند 910: قدرة حاسوبية تفوق أي معالج ذكاء اصطناعي في العالم
ينتمي معالج الذكاء الاصطناعي الجديد “أسيند 910 “الذي طورته هواوي إلى سلسلة رقاقات “أسيند ماكس”. وقد أعلنت هواوي عن المواصفات المزمعة للمعالج في مؤتمر هواوي كونكت البارز الذي أقيم عام 2018. وبعد عام من التطوير المستمر، أثبتت نتائج الاختبارات أن معالج “أسيند 910” يحقق أهدافه من حيث الأداء وكذلك من حيث خفض استهلاكه للطاقة عما كان مخططاً له من البداية.
تبلغ سرعة “أسيند 910” 256 تيرافلوب عند معالجة العمليات الحسابية لأعداد الفاصلة العائمة متوسطة الدقة (FP16)، أما عند إجراء العمليات الحسابية للأعداد الصحيحة الدقيقة (INT8)، فتبلغ سرعة المعالج 512 تيرا أو بي إس. ورغم أداء “أسيند 910” القوي وسرعته الفائقة، فإن استهلاكه للطاقة لا يتعدى 310 واط، أي أقل من الرقم الذي كان مخططاً له عند تصميمه (350 واط).
ويُستخدم معالج “أسيند 910” في دورات التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي. ففي دورات التدريب النموذجية التي تعتمد على شبكات ResNet-50مثلاً، يتيح استخدام معالج “أسيند 910” ونظام “مايندسبور” معاً سرعةً مضاعفة في التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي مقارنة برقاقات التدريب العادية التي تعتمد على منصة “تنسورفلو”.
وستواصل هواوي استثمارها في معالجات الذكاء الاصطناعي لتوفير قدرة حاسوبية تتميز بتفوقها الهائل، وكلفتها المعقولة وقابليتها للتكيف لتلبية الاحتياجات في كافة المجالات (على سبيل المثال، الحوسبة الطرفية، أنظمة الكمبيوتر للسيارات ذاتية القيادة، والدورات التدريبية).
مايندسبور: نظام حوسبة الذكاء الاصطناعي الملائم لجميع السيناريوهات
أطلقت هواوي أيضاً “مايندسبور”، وهو نظام حوسبة للذكاء الاصطناعي يدعم تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات
تؤدي أنظمة حوسبة الذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً في تسهيل تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يعزز انتشار استخدامات الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، ويسهل الحصول عليها، ويضمن حماية الخصوصية.
في عام 2018، أعلنت هواوي عن ثلاثة أهداف تطويرية لنظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها:
- سهولة التطوير: لخفض مدة التدريب وتكاليفه إلى حد كبير
- كفاءة التنفيذ: استخدام أقل قدرٍ من الموارد مع تنفيذ أكبر عدد ممكن من العمليات في الثانية لكل واط من الطاقة
- القدرة على التكيف مع جميع السيناريوهات: ويشمل الأجهزة، وتطبيقات الحوسبة الطرفية والسحابية
وقد نجح نظام “مايندسبور” تقدماً ملحوظاً في تحقيق هذه الأهداف. فمع تزايد أهمية حماية الخصوصية، أصبح دعم جميع السيناريوهات أمراً أساسياً لتعزيز أمن وانتشار الذكاء الاصطناعي؛ ويعتبر ذلك من أهم مزايا نظام “مايندسبور” الذي يستطيع بالفعل التكيف مع احتياجات الاستخدام المختلفة. وسواء كانت الميزانيات المتوفرة للموارد في بيئات الاستخدام المختلفة كبيرة أو محدودة، فإن نظام “مايندسبور” يدعمها جميعاً.
يساعد نظام “مايندسبور” في ضمان خصوصية المستخدم نظراً لأنه يتعامل فقط مع معدلات التدرج ومعلومات النماذج المعالجة بالفعل؛ فهو لا يعالج المعلومات بنفسه، وبذلك يوفر حماية فائقة لبيانات المستخدم الخاصة حتى عند الاستخدام في السيناريوهات المختلفة. علاوة على ذلك، يحتوى نظام “مايندسبور” على تقنية حماية ذاتية للنماذج لضمان أمن النماذج وجدارتها بالثقة.
وفي الشبكات العصبية الاصطناعية النموذجية المسؤولة عن معالجة اللغات الطبيعية، يقل عدد سطور الرموز الأساسية في نظام “مايندسبور” عن تلك المتوفرة في الأنظمة الرائدة بالسوق بنسبة 20 بالمائة، كما يتيح للمطورين رفع كفاءة سطور الرموز الأساسية بنسبة 50 بالمائة على الأقل.
وبفضل ابتكار الأنظمة الإطارية، وتحسين أداء نظام “مايندسبور” ومعالجات “أسيند”، تساعد حلول هواوي المطورين على معالجة مشاكل حوسبة الذكاء الاصطناعي بكفاءة وتأمين القدرة الحاسوبية لمختلف الاستخدامات، وبالتالي توفير أداء أقوى وتنفيذ العمل بمزيد من كفاءة. وبالإضافة إلى دعم معالجات “أسيند”، يدعم نظام “مايندسبور” وحدات معالجة الرسوميات، ووحدات المعالجة المركزية، وأنواع أخرى من المعالجات.
تمكين انتشار الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع
قبل الإعلان عن إطلاق “أسيند 910” ونظام “مايندسبور”، تطرّق سو لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تنتهجها هواوي. وتتلخص هذه الاستراتيجية في النقاط التالية:
- الاستثمار في أبحاث الذكاء الاصطناعي: تطوير القدرات الأساسية لتعلم الآلة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالقدرة الحاسوبية، ومعالجة اللغات الطبيعية، واتخاذ القرار والاستنباط، وما إلى ذلك، مع التركيز على:
- كفاءة البيانات والطاقة (أي الحد من استخدام البيانات والعمليات الحسابية واستهلاك الطاقة)
- الأمن والجدارة بالثقة
- الأتمتة/التحكم الذاتي
- تطوير مجموعة متكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي تلائم جميع السيناريوهات وتتميز بـمايلي:
- التكيف مع جميع السيناريوهات، بما في ذلك مجالات الاستخدام المستقلة وتلك التي تعتمد على استخدام الحوسبة السحابية والطرفية والأجهزة معاً
- قدرة حاسوبية هائلة وتكلفة معقولة
- منصة سهلة الاستخدام للذكاء اصطناعي تفي بمتطلبات جميع الخدمات
- تنمية المواهب الواعدة وبناء منظومة مفتوحة:وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع المؤسسات العملية والقطاعات الصناعية والشركاء على مستوى العالم
- تعزيز مجموعة المنتجات الحالية: دعم المنتجات والحلول الحالية بأنظمة الذكاء الاصطناعي وتقنياته من أجل توفير قيمة أكبر وتحسين نقاط القوة التنافسية
- تحفيز الكفاءة التشغيلية:استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الضخمة المتكررة من أجل تحقيق مستويات أعلى من الجودة والكفاءة
وتستهدف مجموعة الذكاء الاصطناعي التي طورتها هواوي جميع مجالات الاستخدام، بما في ذلك أنظمة السحابة العامة، وأنظمة السحابة الخاصة، والحوسبة الطرفية، وأجهزة إنترنت الأشياء، وأجهزة المستهلكين. كما توفر المجموعة حلولاً متكاملة، حيث تتضمن معالج “أسيند” وسلسلة الرقاقات، وطبقة دعم الرقاقات (CANN)، ونظام “مايندسبور” للتدريب والاستنباط، ومنصة تمكين الاستخدام التي تعرف باسم “موديل آرتس”.
يذكر أن هواوي تعرّف الذكاء الاصطناعي على أنه تقنية جديدة للخدمات العامة، وتماثل هذه التقنية في أهميتها السكك الحديدية والكهرباء في القرن التاسع عشر، والسيارات وأنظمة الكمبيوتر والإنترنت في القرن العشرين. وتؤمن الشركة بأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيكون أساسياً في جميع قطاعات العمل والمجالات الاقتصادية.
- توفير قدرة حاسوبية أقوى لزيادة سرعة التدريب على النماذج المعقدة من أيامٍ وشهورٍ إلى دقائق، بل وحتى ثوانٍ.
- توفير قدرة حاسوبية هائلة بكلفة معقولة. فالقدرة الحاسوبية في الوقت الحالي نادرة الوجود وباهظة التكاليف مما يعيق تطور الذكاء الاصطتاعي.
- توفير مجموعة متعددة السيناريوهات من تقنيات الذكاء اصطناعي لتلبية الاحتياجات المختلفة للشركات مع ضمان حماية خصوصية المستخدم. وستتيح هذه المجموعة استخدام الذكاء الاصطناعي في أي مجال، وليس ضمن أنظمة السحابة العامة فقط.
- الاستثمار في خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأساسية. وينبغي أن تحد الخوارزميات المستقبلية من استخدام البيانات، بمعنى أن تكون قادرة على تقديم نفس النتائج بمقدار أقل من البيانات. كما ينبغي أن تقلل من استهلاك الطاقة.
- الاستعانة بنظام “مايندسبور” ومنصة “موديل آرتس” للمساعدة في أتمتة تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من الاعتماد على الجهود البشرية.
- مواصلة تحسين خوارزميات النماذج لإنتاج ذكاء اصطناعي ملائم للاستخدام على المستوى الصناعي وتوفير أداء جيد على أرض الواقع وليس في الاختبارات فقط.
- تطوير نظام تشغيل مغلق يعمل في الوقت الحقيقي لتحديث النماذج، مما يضمن استمرار عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركات على أكمل وجه.
- زيادة قيمة الذكاء الاصطناعي إلى أقصى درجة من خلال دعم تضافره مع تقنيات أخرى مثل أنظمة السحابة وإنترنت الأشياء والحوسبة الطرفية، والبلوك تشين، والبيانات الضخمة، وقواعد البيانات.
- دعم تحول الذكاء الاصطناعي إلى مهارة أساسية لدى جميع مطوري التطبيقات والعاملين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. ففي الوقت الراهن، لا يستطيع أحد العمل بالذكاء الاصطناعي سوى الخبراء ذوي المهارات العالية.
- زيادة الاستثمار في منظومة مفتوحة للذكاء الاصطناعي، وتطوير الجيل التالي من المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي لتلبية الطلب المتزايد على الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.