أصدرت “ريفينتيف”، الوحدة الرسمية للأعمال المالية والمخاطر في “تومسون رويترز“، تقريرها حول الاستثمار المصرفي في منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الجاري.
ووفقاً للتقرير، فقد بلغت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 504.8 مليار دولار أميركي خلال النصف الأول من 2019، أي أقل بنسبة 12.7 بالمئة من قيمة الرسوم المسجلة خلال نفس الفترة من 2018.
وبلغ إجمالي رسوم الاكتتاب في أسواق الدين 147.6 مليون دولار أميركي بانخفاض نسبته 21 بالمئة على أساس سنوي، مرتفعة بنسبة 1.7 في المئة، إلا أنها تعتبر ثاني أعلى قيمة مسجلة في المنطقة منذ بدء احتساب البيانات في عام 2000. وانخفضت رسوم اصدارات الأسهم بنسبة 64.8 بالمئة لتصل إلى 24 مليون دولار أميركي، وهو أدنى مستوى في 10 سنوات.
أما رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ المنجزة فبلغت 207.4 مليون دولار أميركي خلال أول ستة شهور من العام الجاري، بارتفاع نسبته 232 بالمئة عن النصف الأول من العام 2018، وهي ثاني أعلى مستوى في تاريخها. وسجلت رسوم القروض المجمعة 125.8 مليون دولار، بانخفاض نسبته 58.4 بالمئة على أساس سنوي.
أما رسوم إصدارات الديون فشكلت نحو 29.2 بالمئة من إجمالي رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي ثاني أعلى حصة مسجلة منذ عام 2001. أما رسوم القروض المجمعة فشكلت 24.9 بالمئة. في المقابل، فإن حصة الرسوم الاستشارية لصفقات الاندماج والاستحواذ المنجزة فارتفعت إلى أعلى مستوى لها، لتشكل 41.1 بالمئة من إجمالي الرسوم. كما شكلت عمولات إصدارات الأسهم 4.8 بالمئة فقط، لتسجل أدنى مستوى في 10 سنوات.
واستحوذ بنك “أتش أس بي سي” على معظم الرسوم المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط شمال أفريقيا خلال النصف الأول من 2019، أي ما مجموعه 65.8 مليون دولار أميركي بحصة تبلغ 13 بالمئة من إجمالي الرسوم.
فيما يتعلق بعمليات الاندماج والاستحواذ، بلغت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة التي تتضمن مشاركات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 112 مليار دولار أميركي خلال النصف الأول من عام 2019، أي بزيادة 231 بالمئة عن القيمة المسجلة خلال الفترة نفسها من 2018، وهو أعلى مستوى لها في تاريخها. وقاد هذا الارتفاع استخواذ شركة أرامكو السعودية على حصة أغلبية تبلغ 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في صفقة خاصة بلغت قيمتها 69.1 مليار دولار أمريكي.
وبلغت قيمة الصفقات التي استهدفت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقيمة الصفقات البينية أو المحلية أعلى مستوى لها، حيث ارتفعت إلى 101.2 مليار دولار و86.1 مليار دولار، بارتفاع نسبته 375 بالمئة و699 في المئة على التوالي.
من جهة ثانية، سجلت صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى مستوى في تاريخها، لتبلغ 15.1 مليار دولار. وفي نفس الوقت، انخفضت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة من 6.5 مليار دولار في أول ستة شهور من 2018 إلى 4.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الجاري.
واستحوذ قطاع الطاقة والكهرباء على 80 بالمئة من قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلاه القطاع المالي الذي استحوذ على 13.7 بالمئة من إجمالي النشاط من حيث القيمة، لكن من حيث عدد الصفقات فقد سجل القطاع المالي 44 صفقة، متفوقا بـ 18 صفقة عن قطاع الطاقة والكهرباء الذي سجل 26 صفقة.
فيما يتعلق بإصدارات أسواق الأسهم، فقد بلغ إجمالي إصدارات الأسهم والأسهم المرتبطة بحقوق المساهمين في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الجاري 1.1 مليار دولار، أي بانخفاض نسبته 73 بالمئة من القيمة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، لتسجل أدنى مستوى لها منذ 2004.
وشكلت الطروحات الأولية 88% من نشاط صفقات أسواق الأسهم في المنطقة، أي ما قيمته 923.2 مليون دولار، مقارنة بـ 16% المسجلة في النصف الأول من العام الماضي.
وجمعت شركة المراكز العربية 658.6 مليون من خلال الطرح العام الأولي لأسهمها، لتشكل أكبر صفقة في مجال اصدارات الأسهم خلال العام الجاري.
بالرغم من انخفاض قيمة إصدارات الديون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 12 بالمئة مقارنة بالنصف الأول من 2018، إلا أن إجمالي إصدار الديون سجل ثالث أعلى مستوى له منذ بدء احتساب البيانات ليصل إلى 53.1 مليار دولار في النصف الأول من 2019.
وتصدرت السعودية الدول الأكثر نشاطاً في أسواق الديون بالشرق الأوسط، بحصة تبلغ 40.5%، تليها قطر بحصة 29.6%، واستحوذت الحكومات والوكالات على 48.3 في المئة من الإصدارات حتى الآن هذا العام.