في خطوة مفاجئة وبعد ما يقرب من العام من التردد ومحاولة اختبار مراكز بديلة لقناة العرب بين عواصم عربية وعالمية، وحالة من التعتيم الاخباري، عادت قناة “العرب” التلفزيونية التي يملكها الامير الوليد بن طلال، الى الاضواء مجددا، حيث سربت مصادر حكومية قطرية انباء قبل يومين عن توقيع اتفاق لاطلاقها في الربع الثالث من العام الحالي ايلول (سبتمبر) المقبل من الدوحة.
الامير الوليد بن طلال اراد اطلاق المحطة من المنامة العاصمة البحرينية في شباط (فبراير) عام 2015، ولكن البث اوقف بعد ثلاث ساعات، وبعد استضافة المحطة معارضا بحرينيا هو خليل مرزوق من حركة “الوفاق”، وبررت السلطات البحرينية هذه الخطوة بانها تعود الى ان القناة لم تحصل على التراخيص اللازمة للبث، رفضت ادارة القناة ما قالت انه شروط فرضتها وزارة الاعلام البحرينية، معتبرة انها تكبلها كقناة اخبارية مستقلة، وتحد من قدرتها على منافسة القنوات الاخبارية الاخرى.
المصادر القطرية قالت لصحيفة “العربي الجديد” التي نشرت الخبر، ان مالك القناة الامير الوليد بن طلال وقع اتفاقا مع السلطات القطرية يسمح لقناة “العرب” بالبث من قطر، وان التوقيع على الاتفاق تم قبل اسابيع قليلة.
وتأتي هذه الخطوة بعد محاولات عدة بذلتها ادارة المحطة للبث من عدة عواصم بينها باريس، ولندن، ولارنكا القبرصية، واستقر الامر في نهاية المطاف على لارنكا بسبب الكلفة المالية الباهظة في العاصمتين الاوروبيتين الاولين، وصعوبات في استصدار تصاريح العمل، وترددت انباء عن استئجار معدات البث (استوديوهات)، وانتقل العديد من مذيعي وفنيي ومحرري المحطة وعددهم 300 شخص الى قبرص فعلا، واستأجروا شققا فيها.
الانتقال الى قطر، وليس الى دبي، او العودة الى البحرين، جاء خطوة مفاجئة للكثيرين، وكانت محطات التلفزة العالمية تجد صعوبة في استئجار استوديوهات لضيوفها في العاصمة القطرية حتى فترة وجيزة.
وما زالت السياسىة التحريرية لقناة “العرب” غير واضحة، وزاد من غموضها شعارها “القصة التي تهمك”، والسؤال المطروح حاليا هو حول هويتها، فهل ستكون محطة سياسية مع تركيز على الاقتصاد وملفاته، ام اقتصادية بالدرجة الاولى مع افراد مساحة للقضايا السياسية؟
ويذكر ان القناة تعاقدت مع اكثر من 300 موظف بين مذيعين وصحافيين واداريين وفنيين من الجنسين، بعضهم من الوجوه المعروفة بسبب عملهم في قنوات اخرى، مثل ليلى الشيخلي (قناة الجزيرة)، طارق العاص (بي بي سي)، ومقدم البرامج جاسم العزاوي (الجزيرة وابوظبي)، كما وقعت القناة اتفاقا مع قناة “بلومبيرغ” الاقتصادية الامريكية.