أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أن المناخ الاستثماري الصحي والبيئة الاقتصادية المتميزة التي أرست دعائهما القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة برؤية واضحة للمستقبل ووعي تام بمتطلبات الريادة في شتى القطاعات التنموية، وحرص كامل على تحقيق السعادة لشعبها وكل من يعيش على أرضها سواء مقيما أو زائرا أو مستثمرا، وبعمل دؤوب لا ينقطع لتهيئة المناخ الداعم لأصحاب الفكر الخلاق والإبداعات المتميزة في شتى مجالات الحياة..
عناصر تكاملت في جعل دولة الإمارات محط أنظار العالم كنموذج أمثل للعيش والعمل.
وأوضح سموه أن عملية التطوير الاستراتيجي المستمرة في دبي وما أثمرته من إنجازات تواصل تأكيد مكانة الإمارة كوجهة أولى للعيش والعمل، وترسّخ موقعها كمركز عالمي للتجارة والأعمال، هي نتاج رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، الرامية لجعل دبي ودولة الإمارات عموما أرضاً للفرص أمام كل المواهب والكفاءات والقدرات المتميزة والاستثمارات النافعة للمنطقة والإنسانية، إذ لا تلبث تلك المكانة أن تتعزز يوما تلو الآخر بفضل الالتزام بنهج واضح في العمل هدفه توسيع دائرة المردود الإيجابي لجهود التنمية على تنوع مساراتها، وغايته الأسمى سعادة الإنسان وزيادة مستوى الاستثمار في تعزيز قدراته بما يمنحه القدرة على مواجهة كافة التحديات بل وتحويلها إلى فرص نافعة.
جاء ذلك بمناسبة صدور “تقرير انتقال الثروات العالمية” عن بنك آفروآسيا للعام 2019، الذي أظهر أن دولة الإمارات العربية المتحدة استقطبت في العام 2018 نحو 2000 من أصحاب الثروات الكبيرة، بينما أورد التقرير مدينة دبي في مقدمة المدن العالمية التي اجتذبت أكثر من 1000 مليونير في العام ذاته متفوقة في ذلك على مدن كبرى مثل لوس أنجيليس، وميلبورن، وميامي، ونيويورك، وسان فرانسيسكو وسيدني.
ووصف التقرير دبي بأنها المركز المالي الأكبر والأبرز في منطقة الشرق الأوسط، وقال إنها تتمتع بعدة مميزات من أهمها مستوى الأمان والاستقرار الكبيرين اللذين جعلاها أكثر المدن أمناً على مستوى المنطقة، وهو الأمر الذي أهّلها لتتصدر مدن العالم المستقطبة للمليونيرات وللأفراد أصحاب الثروات الكبيرة العام الماضي.
وأوضح التقرير أن عدد أصحاب الثروات الكبيرة الذين انتقلوا إلى دولة الإمارات في العام 2018 تساوى مع العدد ذاته من أصحاب الثروات الذين انتقلوا إلى سويسرا، بينما تخطى العدد الذي اختار الانتقال إلى دول أوروبية وآسيوية مثل اسبانيا والبرتغال واليونان وسنغافورة التي استقبلت كل منها 1000 مليونير في العام 2018، فيما أظهر التقرير نزوحاً كبيرا لأصحاب الثروات من الصين التي غادرها العام الماضي نحو 15,000 مليونير، وروسيا التي تركها نحو 7000 مليونير، والهند 5000 مليونير، وتركيا 4000 مليونير، وفرنسا والمملكة المتحدة بواقع 3000 مليونير من كل منهما.
واستعرض التقرير قائمة من الأسباب التي تدفع أصحاب الثروات للبحث عن مكان يلبي لها احتياجاتها، وتضمّنت دوافع الانتقال البحث عن الأمن والأمان، خاصة فيما يتعلق بأمن النساء والأطفال، ونمط الحياة العصري، ومستوى المعيشة الراقي، والفرص التعليمية الأفضل، ومجالات ازدهار الأعمال، ومرافق الرعاية الصحية، وغيرها من العناصر الأساسية التي تدفع أصحاب الثروات للبحث عن المدن والبلدان التي توفرها لهم.
وانطلاقاً من نجاحها كمركز محوري لحركة التجارة العالمية، ونقطة ربط مهمة لحركة السفر الدولية بموقعها المتميز في قلب العالم نجحت دبي في بناء سمعة عالمية كمدينة عصرية تمكنت من الحفاظ على هويتها في إطار حداثي بالغ التطور ببنية أساسية عالية الكفاءة والاعتمادية وفق أرقى المعايير العالمية، وروابط اجتماعية متينة تقوم على مجموعة من القيم النبيلة ومن أهمها التعايش والتسامح الذي يميز مجتمع الإمارات الذي يضم جاليات أكثر من 200 جنسية يعيشون في تفاهم تناغم تامين، وأطر تشريعية متكاملة تكفل للإنسان حقوقه كاملة وتؤكد سيادة القانون كضمانة رئيسة لسلامة المجتمع واستقراره وأمن وأمان أفراده، ومرافق سياحية وخدمية وترفيهية أكدت جاذبيتها كوجهة مفضلة لكل من ينشد الراحة والاستمتاع بأعلى مستويات الخدمة وأرقى نوعيات المنشآت السياحية الفاخرة، والمدعومة بسلسلة من مراكز التسوق التي تعد بين الأشهر عالمياً بما تضمه من علامات تجارية كبرى من شتى انحاء العالم.
وتحفل دبي بالعديد من المرافق الخدمية والسياحية التي تعزز من جاذبيتها كمدينة تحفل بكافة مقومات العيش الذي يلبي احتياجات كافة الفئات وعلى تنوع قدراتهم الاقتصادية، في حين تقدم المدينة المطلة على ساحل الخليج العربي العديد من الخيارات التي تجعلها قبلة لأثرياء العالم بما في ذلك مدن الترفيه العائلي والمرافق الفندقية التي ساهمت في رفع المعايير العالمية للجودة في هذا المجال بما في ذلك أعلى 7 ناطحات سحاب فندقية من بين أعلى 10 فنادق في العالم ومن أهمها “برج العرب” الذي يُعد أحد أهم أيقونات صناعة الفندقة العالمية، وكذلك الواجهات البحرية المتميزة التي تضم مرافئ تتسع في مجملها لمئات اليخوت وتشمل مجموعة متنوعة من المطاعم العالمية والمنافذ التجارية عالية التميز.
وقد مكّنت تلك الإمكانات السياحية المتطورة المدعومة ببنية أساسية فائقة الجودة دبي من استقطاب دبي نحو 16 مليون سائح في العام 2018 مع استهداف زيادة هذا العدد ليصل إلى حوالي 25 مليون سائح بحلول العام 2025، فيما استخدم مطار دبي الدولي العام الماضي أكثر من 89 مليون مسافر دولي، ليحافظ المطار على موقعه كأكبر مطارات العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين للعام الخامس على التوالي.
وكانت دبي قد احتلت مع قرب نهاية العام 2018 المركز الأول إقليمياً والرابع عالمياً في استقطاب الأثرياء الراغبين في الاستثمار العقاري في منزلٍ ثانٍ، في تقرير الثروة العالمية الصادر عن مؤسسة كامبيني الذي أشار إلى أن إجمالي ثروات الأثرياء في دبي والبالغ عددهم 58 ألفاً /ممن تزيد ثروتهم على مليون دولار/ تبلغ 550 مليار دولار /تريليوني درهم/.
Source : WAM