شهد العامان الماضيان نقلة نوعية في قطاع الأطعمة والمأكولات بالمنطقة مع ظهور بعض الشركات الناشئة التي ابتكرت سمات متطورة لطريقة أكل المواطن العربي من طلب أطعمة مطهوة منزليا بدلا من أكل المطاعم وعمل طلبات البقالة أونلاين إلى خدمات حجز المطاعم إليكترونياً وتوصيل أطعمة ومشروبات من مطاعم مختلفة في الطلب الواحد.
القاهرة – حنان سليمان
هذه الأفكار الجديدة التي خرج بها رواد الأعمال في المنطقة تعبر عن توجهات عامة تحكم قطاع المأكولات في الفترة الحالية وهي أن الخضار والفواكه الطازجة تأتي في المقدمة أما بالنسبة للأطعمة المطهوة، فوصول الطعام ساخنا يأتي أولا وقبل أي شئ، تقليل فضلات الطعام، تناول أطعمة صحية وإحداث تنوع في الوجبات وتجربة مطابخ أو أكلات جديدة لتجنب الملل وأخيرا وليس آخرا سلامة الغذاء وأن يكون غير فاسد.
وبالرغم من أن مصر هي أكبر الدول العربية سكانا بـ90 مليون مواطن، إلا أن السوق العربي الأكثر جذبا للمأكولات يظل هو السوق السعودي الذي حقق نموا بنسبة 7,6% في 2015 بحسب تقرير لشركة BMI البحثية.
ربما يكون التوجه الأكبر حاليا أو “التريند” هو الأطعمة المطهوة منزليا؛ إذ يمثل مجال طهي وإعداد الوجبات عملا مربحا لربات البيوت من محبي المطبخ الذين تلجأ إليهن النساء العاملات اللاتي لا يجدن الوقت الكافي للطهي بالإضافة للشباب العزاب الذين يعيشون بمفردهم ويفتقدون الطهي المنزلي وأصحاب العزائم. بعض النساء العاملات من محبي الطهي يجدن هذه المواقع فرصة لإظهار إبداعاتهن وإيجاد مصدر دخل إضافي أيضا، فبإمكانهن تحديد أيام معينة في الأسبوع لتلقي الطلبات بحيث تتناسب مع ارتباطاتهن الأخرى.
يماميا Yumamia
“عندك عزومة؟ عشا في البيت؟ عايزة تجهزي أكل الأسبوع في الفريزر؟ في 4 خطوات بسيطة.. هتجهزي أكلك” هكذا الرسالة”. يبدأ البحث عن الطعام بالمنطقة السكنية ويتم تحديد نوع المطبخ المراد (إيطالي، فرنسي، نباتي الخ) بعدها يتم عمل الطلب من الطباخ وبمجرد موافقته يتم الدفع إليكترونيا ليصلك الطلب في خلال المدة المحددة على الصفحة الشخصية للطباخ (بروفايل) أو يمكنك الذهاب لاستلامه بنفسك من الطاهي. هكذا يضمن الطاهي مكسبه قبل بدء العمل.
في مجتمع إليكتروني يربط الطاهي بـ”الأكيل”، يحتفظ كل طباخ بصفحة شخصية تعرفك أكثر عنه سواء فيما يتعلق ببيانات شخصية أو نوع المأكولات التي يطهيها مدعومة بالصور كلما أمكن حسبما ينصح الموقع الطهاة لجذب مزيد من الزبائن. جودة الطعام ونظافته هي مسألة يراعيها الطهاة، فلكل مستخدم حق تقييم الطاهي بالنجوم والتعليقات وهو بالطبع لا يريد أن يخسر سمعته.
بتصفح قائمة الطعام بالموقع، ترى تنوعا في الأطعمة بين مخبوزات ومجمدات وحلويات ومقبلات وأطباق رئيسية وغيرها تكفي لشخص أو أكثر حسب الطبق وهناك خدمات خاصة للأعداد الكبيرة بالحفلات والمناسبات. الملاحظة الأهم هي أنك لا تستطيع أن تطلب الطعام في لحظته بل عليك التخطيط مسبقا قبل يوم على الأقل حسب مواعيد كل طاهٍ، وبالتالي لا تتوفر فيه ميزة الطلب من المطاعم الجاهزة. يعمل الموقع حاليا في القاهرة والجيزة على أن تضاف الإسكندرية لاحقا، وهو قبل مصر يعمل في الإمارات في دبي وأبو ظبي والشارقة. ويخطط للتوسع في الكويت والسعودية.
مام Mumm
وهو لفظ مصري يعبر عن الجوع أو الرغبة في تناول الطعام. يشبه الموقع إلى حد كبير سابقه “يماميا” لكنه يختلف في أنه يتيح لمستخدميه عمل طلبات الأطعمة ليصلهم الطعام خلال 90 دقيقة. سرعة التوصيل هذه لم يتحل بها موقع “يماميا”، لكن الطلبات في “مام” محددة بوقت معين وهو قبل الثانية ظهرا وتقتصر الخدمة على منطقة السادس من أكتوبر والقرية الذكية وهو نطاق زمني ومكاني أضيق بكثير من نطاق “يماميا”. لا يتعاقد “مام” سوى مع ثلاثة مطابخ لثلاث طهاة يقدمون طعاما صحيا خفيفا وبسعر منافس من شوربة وسندويتشات وسلاطات ووجبات رئيسية. لا يدع “مام” التسجيل للطهاة مفتوحا للجميع بل على الراغبين ملء استمارة يذهب بعدها فريق من الشركة لتفقد المطبخ والتأكد من نظافته وسلامة أدواته قبل ضمه لطهاة الموقع. وتجري عملية فحص المطابخ بشكل دوري لضمان السلامة والجودة. يحظى الموقع بدعم من مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال.
إيزي بان easy pan
خدمة إعداد أطعمة صحية وتوصيلها خلال أقل من 24 ساعة بين الرابعة عصرا والعاشرة مساء طوال أيام الأسبوع لمناطق معينة مثل القاهرة الجديدة ومصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي ومدينة الشروق والسادس من أكتوبر والمهندسين والزمالك. الأسعار منافسة والدفع يكون عند الاستلام وهناك إمكانية لعمل طلبيات بالأسبوع. تختلف قائمة الطعام كل شهر لضمان التجديد.
بقالة أونلاين
قبل أكثر من 8 سنوات، ظهرت محلات أو نوافذ البقالة الإلكترونية في الولايات المتحدة وأثبتت نجاحاً كبيراً معتمدة على نموذجي أعمال مختلفين؛ الأول يتعامل مع الموردين والتجار مباشرة وبذلك يتولى مهام التوصيل للمنازل بنفسه ويعتمد في أرباحه بشكل كلي على المشترين أو الزبائن الإلكترونيين مثل Alice وNetgrocer، والثاني يتعامل كوسيط بين المشتري والسوبرماركت الحقيقي وبذلك يتحمل المتجر أعباء التوصيل بنفسه. ويحاول النوع الثاني التعاقد مع كبرى السلاسل التجارية في المناطق المختلفة وهو يعتمد في أرباحه على تعاملات الوسيط ودوره كحلقة الوصل بين المشترين ومحلات البقالة مثل My Supermarket وMy Grocery Deals.
في مصر، ظهرت عدة محاولات لمحاكاة النموذجين لكن لم يكتب لأي منها الاستمرار رغم أن القيمة الأساسية تتمثل في توفير وقت التسوق للزبائن الذين يستطيعون مقارنة الأسعار بين المحلات المختلفة والبحث عن منتجات معينة بكبسة زر بخلاف الالتزام بميزانية الأسبوع أو الشهر لأن المستخدم بإمكانه شطب أي من السلع من قائمة مشترياته قبل الدفع مع التمتع بعروض وخصومات. يختلف الأمر في دبي لوجود قاعدة من المستهلكين الأجانب الذين تناسب هذه الأفكار نمط حياتهم بشكل أكبر.
الحجز والتوصيل
نمط آخر من الشركات الناشئة في مجال الأطعمة والمأكولات كان خدمة حجز المطاعم؛ فهناك eat في البحرين ودبي الذي يضم 20 ألف مستخدم نشط وساعد نحو 800 ألفا في حجز طاولاتهم لتناول الطعام. الموقع زاد على خدمته أيضا نظاما خاصا لترتيب الطاولات لمشرفي المطاعم واشترك بالخدمة 40 مطعم. هناك أيضا RoundMenu الذي انطلق من الإمارات ويعمل الآن في مصر والأردن ولبنان والسعودية والكويت وقطر للتعرف على المطاعم وعمل الطلبات وحجز الطاولات.
هناك إلى حد ما Kaza Order التي تعمل على توصيل عدة طلبات من أماكن مختلفة للعميل الواحد فربما أردت قهوتك من مكان يختلف عن مكان وجبتك الرئيسية بخلاف الحلوى التي تريدها من مكان ثالث. يعمل الموقع حاليا في ست مدن مصرية هي القاهرة والإسكندرية والمنصورة والغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي.
بخلاف ما سبق، ظهرت في الخارج أفكار تساعد محبي الطهي ممن يهوون تجربة الأكلات الجديدة لكن ربما يحتارون في العثور على مكوناتها في السوق أو لا يعرفون المقادير جيدا، فكان Blue Apron في أمريكا الذي يعرفك بأكلات جديدة ويوصلك مكونات الأطعمة بمقاديرها المحددة ليتم طهيها بمعرفة المستخدم. هناك أيضا Dashed التي تقدم خدمة التوصيل للمطاعم التي تفتقر للخدمة in-house. ربما نرى نماذج عربية تحاكيهم مستقبلا.