– “وومينا” في العادة تستثمر ما بين 25-150 ألف دولار في الصفقة الواحدة لكن يجب أن تكون الشركة الناشئة تبحث عن استثمارات بقيمة إجمالية تتراوح بين 150 ألف إلى مليون دولار.
– سيدة الأعمال العشرينية: هدفنا نشر ثقافة الاستثمار المبكر في الشرق الأوسط لمساعدة الشركات الناشئة ورد الجميل
– “وومينا” تتولى عملية الاستثمار من الألف إلى الياء نيابة عن الأعضاء لتسهيل دخول عالم الاستثمار وتقليل المخاطر
خاص – حنان سليمان
يشغل قطاع ريادة الأعمال مساحة كبيرة من اهتمام حكومات المنطقة، ونشهد اليوم انطلاق العديد من برامج لتمويل والرعاية تشارك فيها هيئات عالمية وشركات كبيرة، المفاجيء عربياً تقدم مساهمة المرأة من خلال مجموعة من النساء الرائدات اللواتي يملكن الرؤية والطموح، اليسا فريحة شابة في مقتبل العمر اسست مجموعة نسائية للاستثمار الملائكي تحدثت للمجلة عن واقع الريادة والصعوبات التي تواجه الشركات الناشئة في المنطقة.
بعد أن أنهت دراستها للتسويق والعلاقات العامة في الجامعة الأمريكية بباريس حيث نشأت، سافرت لمدة 6 أشهر ثم فكرت في الانتقال للإمارات لتبدأ عملها الخاص مع أحد أصدقائها الطهاة وإنشاء مطعم تحقيقا لأمنية طالما راودتها بأن تصبح رائدة أعمال. قبل الرحيل عن فرنسا، تحدثت مع بعض المستثمرين ورواد الأعمال ممن لديهم مطاعم في الإمارات فأشاروا لمشكلة التمويل ونقص البدائل بدون دعم الأسرة والأصدقاء. كونها إماراتية الجنسية، كان لديها خيارات تمويل متعددة وإن كان من الصعب التعرف عليها أو الحصول على التوجيه والإرشاد اللازمين بجانب المال. تحدثت إليسا فريحة مع صديقتها شانتال دومونكو، التي كانت تعمل في هذا الوقت في إدارة صفقات الشركات الاستثمارية الكبرى عبر منصة التمويل الدولية GUST، فعرفتها على مفهوم الاستثمار الملائكي الذي وجدت أنه قد يفيد الإمارات والمنطقة كثيرا. وقررت أن تطلق من دبي شركة نسائية للاستثمار الملائكي، مدعومة من والدها اللبناني بسام فريحة، المدير التنفيذي لـ “دار الصياد”، بدعم من مجلس مستشارين يضم مستثمرين كبار ومستثمرين ملائكيين ورواد أعمال تعلمت منهم التقييم الفني للشركات.
إذن لم يكتمل مشروع المطعم؟
لا، انتقلت لأبو ظبي أولا قبل دبي وفكرت أنه بإمكاني العمل على المشروعين في نفس الوقت لكن أدركت أن هذا غير ممكن عمليا وبدأ المطعم يستنزفني فاخترت “وومينا” لأنها أكثر إثارة وتختلف عن أي مشروع آخر وتبقيني على اتصال بمجتمع رواد الأعمال وهي في ذاتها تشكل تحديا إيجابيا. أنت كمستثمر تريد الاستثمار في رواد أعمال يعملون على مشروعاتهم بدوام كامل.
وما هي أنشطة “وومينا”؟
لدينا نوعان أساسيان من الأنشطة القائمة على الفعاليات. الأول هو الاستثمار والثاني هو التعليم والتثقيف لمن يريد تعلم الاستثمار الملائكي وريادة الأعمال وكل نوع له جمهوره الخاص. فعاليات النوع الأول تتمثل في جلسات عرض الأفكار Pitch التي تشارك فيها أربع شركات كل شهرين وفعاليات النوع الثاني هي ورش العمل وموضوعاتها تتنوع بين الاستثمار المبكر وتحليل وتقييم الشركات الخ.
هل هناك مجموعات أخرى مهتمة في نشر ثقافة الاستثمار المخاطر ؟
هناك مجموعة واحدة هي Venture Souq في دبي تعمل بشكل تطوعي وتستثمر في نوع مختلف من الشركات لكنها لا تتولى عملية الاستثمار من أولها لآخرها لأنهم متطوعون. هؤلاء تعاونوا مع جامعة نيويورك لإقامة فعالية تثقيفية ترتبط بريادة الأعمال بشكل سنوي تقريبا في أبو ظبي.. أما وومينا فتستهدف تثقيف المستثمرين تحديدا.
عرفينا على أعضاء وومينا كيف يتم اختيارهم وكم عمرهم وعددهم ولأي الدول ينتمون؟
الاختيار يكون على أساس الشخصية. نحن بدأنا مجموعة ومنصة تجمع نساء لديهن مهارات وخبرات وشبكات علاقات ورغبة في المشاركة في قصص نجاح ومساعدة رواد الأعمال. لدينا أيضا برنامج المتعلمين والمدربين لمن لا يملك القدرات المالية للاستثمار لكن لديه شبكات معارف وخبرات ومهارات يرغب في مشاركتها. هذا البرنامج لربط الناس ببعضها دون استبعاد للرجال ويدفع فيه الحاضرون مقابل الاشتراك في الفعالية ليس أكثر. الموضوع أشبه بالعمل الخيري لكنه أكثر استمرارية وشمولية لفئات مختلفة وهو نوع من أنواع رد الجميل. حاليا لدينا 30 عضوة مسجلة غالبيتهم مقيمين في الإمارات لكنهم ينتمون لدول مختلفة من أمريكا لبريطانيا لأسبانيا والهند وباكستان وفرنسا وسلطنة عمان والبحرين وبالطبع الإمارات. هذا الخليط هو أفضل تمثيل لدبي التي تعيش فيها جنسيات مختلفة. بالنسبة للسن فالأعضاء أصغر مما توقعنا من العشرينات وحتى الخمسينات. أصغر الأعضاء لديها 27 عاما وأنا أصغر منها بعام واحد ولدينا أيضا زوجات وأمهات مستثمرات. بعض النساء أيضا ممن هم في سن 23 عاما تواصلوا معنا وأرادوا الانضمام على أن يكون آباؤهم هم الراعين لاستثماراتهم.
لماذا في اعتقادك لا يوجد الكثير من المستثمرات العرب؟
غياب الوعي بمفهوم الاستثمار الملائكي هو السبب. هناك مستثمرات عرب لكن ما يقومون به ليس استثمارا رسميا فهم كمستثمرين ملائكة غير رسميين يضخون أموالهم في مشروعات الأبناء والأصدقاء بدافع المساعدة والحب ولا يتوقعون أن يحصلوا على أي عائد ولا ينظرون إلى نشاط العمل وحجز البيزنس. يلزم رفع وعيهن بمفهوم الاستثمار الملائكي وأنواعه وغيرها من الأمور. هناك أيضا من يستثمر أمواله في الأسهم والبورصة وفي البنوك وهي مجالات مختلفة. نريد في وومينا أن نحفز مجموعة النساء الإماراتيات التي يؤهلهن رصيدهن المالي لأن يكن صانعات قرار في البيزنس وليس فقط مستهلكات لسلع الرفاهية.
كيف تدار منظومة العضوية؟
هناك اشتراك سنوي للأعضاء بقيمة 2500 دولار وهم مطالبون بالاستثمار في صفقة واحدة على الأقل سنويا بقيمة 5 آلاف دولار فنحن مجموعة اجتماعية تريد أيضا أن تجلب المنفعة على الاقتصاد الوطني. قيمة الاستثمار السنوي ليست كبيرة فقد أخذنا في الاعتبار أنه لو رغبت 10 مستثمرات في الاستثمار في شركة ما بالحد الأدنى فسيكون لدينا 50 ألف. وومينا هي المجموعة الملائكية الوحيدة التي تدير لأعضائها المستثمرين صفقاتهم من أول اختيار من سيعرض فكرته أمامهم إلى المتابعة القانونية مع الشركة الناشئة وتقييم الصفقة المحتملة بما يجعل الاستثمار أسهل كما تنظم لهم فعاليات إرشادية حتى المسافرين منهم تسجل لهم الفعاليات لتكون متاحة لهم في أي مكان. الاستثمار المبكر هو باختصار الجانب الإنساني من التمويل فالمستثمر يكون جزءا من رحلة رائد الأعمال.
كم حجم استثمارات وومينا الآن وهل دخلت كمستثمر رئيسي في أي من الشركتين الحاصلتين على تمويلها؟
وومينا اليوم ليست في وضع يمكنها من الدخول كمستثمر رئيسي في أي صفقة. الأعضاء المستثمرون يحتاجون مزيدا من الوقت للشعور بالارتياح والاطمئنان على استثماراتهم قبل استثمار مبالغ كبيرة. عادة ما ندخل في صفقة شبه منتهية حصلت على استثمارات مضمونة بالفعل من شركائنا ويتبقى لدينا جزء صغير للمساهمة فيه ومع ذلك كان الأمر مختلفا في صفقتنا الأولى melltoo فقد كنا أول من استثمر فيها وأوصلناها بواحة دبي للسيليكون التي استثمرت فيها أيضا. في صفقتنا الثانية AlemHealth استثمرنا مبلغا أكبر. كلا الصفقتين في حدود 50 ألف دولار. وومينا في العادة تستثمر ما بين 25-150 ألف دولار في الصفقة الواحدة لكن يجب أن تكون الشركة الناشئة تبحث عن استثمارات بقيمة إجمالية تتراوح بين 150 ألف إلى مليون دولار.
كيف كانت توقعاتكم للاستثمارات مقارنة بالواقع؟
لم يكن لدينا توقعات لأنه لم توجد معلومات عن الاستثمار الملائكي في المنطقة ناهيك عن استثمارات النساء. أرقامنا حاليا هي نفس أرقام الشركات الاستثمارية الكبرى في أمريكا ففي عامنا الأول تلقينا 400 طلب تأهل منهم عشرون لعرض أفكارهم على وومينا ثم فازت شركتان باستثماراتنا. هذه هي نفس نسبة الطلبات والاستثمارات بالنسبة للشركات الاستثمارية الكبرى في أمريكا. الاختلاف الوحيد هو في حجم الصفقة الواحدة. اللافت أيضا أنه بالرغم من أن الإمارات هي أكبر الدول العربية من حيث عدد رائدات الأعمال التقنيين بنسبة 28% إلا أن هذه النسبة لا تنعكس على حجم الاستثمارات فـ12% فقط من الشركات التي تحصل على استثمارات كبيرة تضم نساء في فريقها المؤسس. بالنسبة لتجربتنا في السنة الأولى من نوفمبر 2014 إلى نوفمبر 2015 فإن 25% من الشركات المتقدمة للحصول على تمويل كان لديها نساء في الفريق المؤسس ونصف الشركات في جلسات عرض الأفكار كانت كذلك وشركة من الشركتين اللتين حصلا على التمويل في النهاية. ظاهرة النوع الاجتماعي هذه جديرة بالتنبه لها.
ما هي المراحل التي يمر بها رائد الأعمال للحصول على تمويل وومينا؟
يملآ الاستمارة على الموقع أولا ونحن نقوم أحيانا بدعوة بعض الشركات للتقديم ثم يتولي فريق وومينا إعداد الشركة لجلسة عرض الأفكار قبل أن يعمل تحليلاته للسوق ومستقبل البيزنس. يستقبل فريق وومينا رغبات المستثمرين الأعضاء في الاستثمار بأي من الشركات المشاركة في جلسات العرض ثم يحصل المشاركون على رد نهائي من وومينا بخصوص الاستثمار خلال 6 أسابيع على الأكثر من تاريخ العرض. تحصل وومينا على 3% من حجم الاستثمارات التي ضختها المجموعة كمقابل لإدارتها ومتابعتها للصفقة.
ما هي شروط القبول في جلسات عرض الأفكار؟
نحن نبحث عن شركات لها وجود فعلي في السوق لمدة سنة أو سنتين وأظهرت نموا واضحا ونجحت في جذب قاعدة من المستخدمين وهي في الغالب تكون شركات تقنية مقرها الشرق الأوسط أو لديها سوق في المنطقة. يتطلب الأمر أيضا أن تكون الشركة مسجلة كشركة أجنبية تخضع للقانون الأمريكي أو البريطاني وذلك لإضفاء مزيد من الثقة على الصفقة بالنسبة للمستثمرين خاصة وأن الإمارات ليس فيها قوانين إفلاس وربما أرادت الشركة لاحقا فتح أسواق جديدة أو تغيير السوق.
ما هو جديد وومينا العام القادم وكيف ترينها بعد 3 سنوات؟
سيكون لدينا صندوق استثماري لتمويل الشركات في مرحلة النمو sidecar fund وبذلك تكتمل مجموعتنا من منصة للاستثمار الملائكي وتعليم وتثقيف وصندوق استثماري لتمويل الشركات في مرحلة النمو. أتمنى أن تكون وومينا خلال 3 سنوات أحد الأسماء البارزة في مجتمع ريادة الأعمال كمنظمة نسائية من الشرق الأوسط.
ربما تنمو وومينا إلى شركة استثمار كبرى؟
ربما. لكن هذا التحول حدث كثيرا من الاستثمار الملائكي إلى شركات الاستثمار الكبرى وتظل هناك فجوة التمويل التي لا يملأها إلا المستثمرين الملائكة. السوق يحتاجهم دائما. في عامنا الأول تلقينا 400 طلبا تأهل منها عشرون لعرض أفكارهم على وومينا ثم فازت شركتان باستثماراتنا. هذه هي نفس نسبة الطلبات والاستثمارات بالنسبة للشركات الاستثمارية الكبرى في أمريكا. الاختلاف الوحيد هو في حجم الصفقة الواحدة.