إذا كنت رائد أعمال في مجال الرعاية الصحية، فأنت بحاجة إلى الاستعداد: سيدخل الذكاء الاصطناعي في مجالك قريبًا.
مُساهم
رجل أعمال في مجال السلع الاستهلاكية، كاتب حر
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
التكنولوجيا تتغير بسرعة، والعالم يتغير بتغيرها. فبعض المفاهيم التي لم تكن أكثر من مجرد خيال علمي قبل عقدين من الزمان – مثل الذكاء الاصطناعي – سرعان ما أصبحت من الأمور الشائعة. حيث أصبحت أجهزة الكمبيوتر قوية بالقدر الكافي للتعامل مع حسابات الذكاء الاصطناعي المعقدة؛ وخوارزميات التعلم الآلي أصبحت أسرع وأكثر دقة من أي وقت مضى؛ كما أتاحت تقنية الكلاود وشبكة الإنترنت للأجهزة الصغيرة تحقيق إمكانيات هائلة بفضل الذكاء الاصطناعي.
الموضوعات ذات الصلة: الذكاء الاصطناعي يغير شكل الرعاية الصحية التي نعرفها. ويوفر ذلك نظرة إلى المستقبل – وبعض الفرص لرجال الأعمال.
فهذا هو السبب في أن الاستخدام المسؤول لحلول الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية يمكن أن يحسن هذا المجال، بل حتى يُمكنه أن ينقذ حياة الأفراد. من ناحية أخرى، الرعاية الصحية هي مجال يمكن أن يحدث فيه بعض الاستهتار؛ لهذا السبب يتم تنظيم وتنفيذ التطويرات الجديدة ببطء وحذر.
وفيما يلي خمس طرق من المرجح أن تؤثر من خلالها تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على الرعاية الصحية في المستقبل القريب جدًا:
- الاستشارات الرقمية
الاستشارات الرقمية ليست أمرًا جديدًا. فعلى مدار سنوات عديدة، كانت هناك أنظمة تشخيص طبي عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، مثل WebMD أو نظام NHS 111 في المملكة المتحدة. وهذه الأنظمة “الغبية” تفرض الكثير من القيود.
إلا أن هناك تطويران يستخدمان تقنية الذكاء الاصطناعي جعلت هذه الاستشارات الرقمية باستخدام هذه التقنية خيارًا واقعيًا. أولاً، يتيح تطوير بيانات التعلم العميق “القائم على الخلفية” للأنظمة اتخاذ قرارات مستنيرة حول الأسئلة التي يجب طرحها. وبدلاً من اتباع قائمة مرجعية بشكل أعمى، تعلمت أنظمة الاستشارة الرقمية المعززة بالذكاء الاصطناعي من الملايين من ملفات الحالات المرضية الحقيقية كيفية طرح أسئلة ذات صلة بالمريض المعني.
ثانياً، تقدم معالجة اللغات الطبيعية القدرة على فهم الجمل المعقدة بدلاً من إجبار الأشخاص على الاختيار من نقاط محددة سلفًا. وبالدمج بينهما، يمكن لتقنيتي الذكاء الاصطناعي سالفتي الذكر المساعدة في الإجابة على أسئلة المريض والتوصية بسير العلاج مثل تحديد موعد لزيارة ممارس عام أو الذهاب إلى قسم الطوارئ.
وتقدم بعض الشركات بالفعل خدمات الاستشارات الرقمية المُعززة بتنقنية الذكاء الاصطناعي. في الواقع، تعمل شركة Babylon Health من البداية مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا لإضفاء تقنية الذكاء الاصطناعي إلى خدمة 111. في نهاية المطاف، الاستشارات الرقمية من شأنها أن تُساعد في خفض عدد الزيارات غير الضرورية للأطباء وتحسين كفاءة الرعاية الصحية.
- الأشعة والصور
الأشعة هي نوع من أنواع العلاج الذي يتعامل مع الصور: وتنقسم إلى الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي. وهذا يعتبر نظام الرعاية الصحية الذي يقضي ممارسونه وقتًا طويلاً وخبرة في النظر إلى الصور والمرضى على حدٍ سواء. وهذا يجعله مناسبًا تمامًا لتبني الذكاء الاصطناعي مُبكرًا. وباستخدام تقنية الرؤية عبر الحاسب الآلي، يمكن تدريب الأنظمة على فحص الأشعة السينية أو إجراء عمليات الفحص الأخرى وتطبيق التعلم العميق لفهم الصور التي تُعرض عليه.
ونظرًا لأنه يمكن بعد ذلك إرسال نتائج الكشف التي تخلص إليها تقنية الذكاء الاصطناعي إلى الطبيب للتحقق من هذه النتائج، فإن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل في مجال الأشعة في المستشفيات. وفي شهر نوفمبر، على سبيل المثال، أعلن مركز جامعة روشستر الطبي أنه يستخدم إحدى تقنيات شركة Aidoc، وهي شركة للأشعة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في تحديد الحالات الحرجة وتحديد أولوياتها بحيث يمكن رؤية مرضى الرعاية العاجلة من قبل طبيب الأشعة أولاً، مع توفير الأفضل لهؤلاء المرضى: الدمج بين الذكاء الاصطناعي والطبيب سويًا.
الموضوعات ذات الصلة: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على صناعة الرعاية الصحية؟
بالطبع، مع تطور التقنيات، لن يمر وقت طويل قبل أن تكون حلول الأشعة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أسرع وأكثر دقة من الأطباء البشريين.
- الطب الشخصي: تشخيص أسرع وأكثر دقة
الطب الشخصي اليوم هو نوع من المصطلحات المثالية: نهج الرعاية الصحية الذي يتم فيه تخصيص التشخيص والعلاج إلى حد كبير لتلبية التاريخ الشخصي والعائلي للمريض وكذلك النظر إلى كافة عوامل الخطر والعوامل الوراثية الخاصة به. في الوقت الحالي، لا تعتبر العديد من خيارات الطب الشخصية أكثر من مجرد طموحات، ولكن يُمكن أن يغير الذكاء الاصطناعي ذلك كله. فبينما يتم جمع المزيد من البيانات وتحليلها من خلال نماذج التعلم العميق، قد يصبح الطب الشخصي شائعًا.
يبدأ ذلك من مرحلة التشخيص. حيث أن التشخيص المنزلي المعتمد على الذكاء الاصطناعي لا يزال في مهده، ولكن بعض التطبيقات المثيرة يتم اختبارها يومًا بعد يوم. على سبيل المثال تطبيق Remidio، يتيح التشخيص القائم على الهاتف المحمول لمرض السكري عن طريق تحليل صور لعين المستخدم؛ وهذه الطريقة قد استخدمت بالفعل بنجاح.
وفي نهاية المطاف ، قد تتمكن طريقة العلاج الشخصية المُحدد من قبل الذكاء الاصطناعي من تحليل الجينوم الشخصي للفرد وتحديد العلاجات التي من المرجح أن تكون فعالة. ومع ذلك، لا تتوفر مجموعة بيانات التدريب على التعلم الآلي لهذا الأمر – حتى الآن.
- الجراحون الآليون
على صعيد أخر، قد يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في واحدة من أكثر مجالات “التدريب العملي” في الطب: ألا وهي الجراحة.
هناك حلول آلية للجراحة تُستخدم على مر سنوات، بما في ذلك نظام دافنشي المطور، الذي يسمح للجراحين بالتحكم في المعدات الروبوتية الدقيقة لتنفيذ الإجراءات الأقل تدخلًا. ومع ذلك، فهذه الآلات يتم التحكم بها بشكلٍ بشريّ بنسبة 100٪، وليس عن طريق الذكاء الاصطناعي.
لكن الذكاء الاصطناعي يتطور في الروبوتات أيضًا. حيث يستطيع الروبوت المستقل للنسيج الذكي (STAR) بالفعل إجراء الخياطة الطبية بصورة أنظف وأكثر دقة مما يمكن أن يفعله الجراح البشري؛ وتظهر الاختبارات المبكرة أن هذه التكنولوجيا يمكنها أيضًا إزالة الورم بدقة أكبر وضرر أقل في الأنسجة المحيطة. وبدون الحاجة للنظر بالعين، يمكن إجراء العديد من هذه العمليات الروبوتية (المعروفة كذلك بمصطلح “منظارالبطن”)، مما يجعل الشفاء أسرع بكثير ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
من المرجح أن تستغرق الموافقة على ممارسة الجراحين الآلين المعززين بتقنية الذكاء الاصطاعي مهنة الجراحة فترة أطول بكثير من تلك التقنيات التي تساعد الأطباء على القيام بما يقومون به بالفعل. لكن الفوائد قد تكون هائلة.
- الأمن السيبراني
هذه التطورات الجديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية ستجلب فوائد هائلة للمرضى وفي النهاية إلينا جميعًا من خلال الحفاظ على صحتنا لفترة أطول. لكنها تنطوي أيضًا على مخاطر جديدة فيما يتعلق بالأمن. ولحسن الحظ، هنا، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي كذلك في تقديم الحلول في ذلك الصدد أيضًا.
الأجهزة الطبية في كل مكان في المستشفيات. تحتاج العديد من حلول الذكاء الاصطناعي إلى الاتصال بالإنترنت للاستفادة من الخلفيات الرائعة التي تعتمد على تقنية الكلاود. يمنح ذلك الاتصال احتمالية التعرض لقرصنة الحاسب الآلي. حتى إذا لم تكن هذه الأجهزة متصلة مباشرة بالإنترنت العام، فإن الأجهزة الطبية من جميع الأنواع تكون عادة مفتوحة لطلبات الاتصال الخارجية.
وتجري القرصنة على المستشفيات بمعدل ينذر بالخطر، مما يجبر جميع أصحاب المصلحة على اعتماد سياسات أمنية أكثر صرامة في مجال الأمن السيبراني. في وقت سابق من هذا العام، اكتشف شركة CyberMDX، أحد الشركات الخبيرة في مجال الأمن السيبراني في مجال الرعاية الصحية، وجود ثغرة في مضخة حقن شائعة الاستخدام، يمكن أن تسمح لقراصنة الحاسب الآلي السيطرة على الجهاز والتحكم في جرعات مميتة من الأدوية.
هذا هو ما يُمكن أن يساعد فيه الذكاء الاصطناعي. يمكن للحلول المتقدمة للأمن السيبراني استخدام التعلم الآلي لفهم سلوك الشبكة المعتاد وتحديد ومنع أي أنشطة شاذة قد تشير إلى وجود نقاط الضعف أو الهجمات المحتملة للقراصنة.
الموضوعات ذات الصلة: أحدث التقنيات، من الذكاء الاصطناعي إلى سلسلة الكتل، تغير شكل الرعاية الصحية: هل أنت جاهز؟
بشكل عام، الذكاء الاصطناعي مُستخدم في كل جانب من جوانب حياتنا، بدءًا من منازلنا إلى سياراتنا، وإلى مدارسنا وأماكن عملنا. لحسن الحظ، إنه على وشك الانخراط كذلك في مجال الرعاية الصحية، وسيدخل إليه قريبًا. إذا كنت رائد أعمال في قطاع الرعاية الصحية، فعليك أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.