بقلم حسين السيد، كبير استراتيجيي الأسواق في FXTM
تعزّزت شهية المخاطرة والمجازفة الاسبوع الماضي بعد أن عرض الرئيس الصيني شي جين بينغ خططاً لتحقيق المزيد من الانفتاح في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد جاء الخطاب العلني للرئيس شي في منتدى بواو بعد أيّام من التهديدات الصينية الأميركية المتبادلة بفرض تعريفات جمركية، الأمر الذي أبقى المتداولين في حال من القلق لبضعة أسابيع. وقد وعد الرئيس الصيني بتخفيض التعريفة الجمركية على السيارات، وتقليل الرسوم على بعض المنتجات، وفتح قطاعي المال والتأمين، والأهم من ذلك زيادة الحماية للملكية الفكرية.
وقد أسهم خطاب شي في تهدئة الأسواق بعد أن استجاب لكل مخاوف ترامب دون ذكره بالاسم. وقد حان الوقت لكي تقدّم الصين أرقاماً وإطاراً زمنياً حول كيفية تطبيق هذه الإصلاحات. وأعتقد أنّ أهم ما تحقق اليوم يتمثّل في تقليل التوترات التجارية وشراء بعض الوقت. فهل سترد الولايات المتحدة بالتلويح بغصن الزيتون للصين؟ هذا هو السؤال المطروح حالياً. ولكن بالتأكيد أصبح احتمال اندلاع حرب تجارية كاملة الآن أقل مما كان عليه قبل أسبوع.
وقد تداولت الأسواق الآسيوية كلها باللون الأخضر حيث ارتفع مؤشرا هانغ سينغ ونيكاي 225 أكثر من 1%. كما تشير العقود الآجلة أيضاً إلى بداية إيجابية في أوروبا وأميركا حيث كانت العقود الآجلة لمؤشر (S&P 500) مرتفعة بنسبة 1% وقت كتابة هذا التقرير.
لكن لا يمكن تجاهل المخاطر الجيوسياسية بخصوص تزايد حدّة الصراع في سوريا. وجاء ذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية مجموعة واسعة من العقوبات المالية على الأصول الروسية الأمر الذي جعل الأسهم تسجّل أسوأ أداء في 4 سنوات، فيما تراجع الروبل 4.1%. وقد حذّرت روسيا الولايات المتحدة من أنّ أيّ رد عسكري على الهجوم الكيماوي في سوريا قد يؤدّي إلى “عواقب وخيمة”. فهل تحصل مواجهة بين أميركا وروسيا في سوريا؟ الإجابة عن هذا السؤال تتوقف على الأغلب على قرار ترامب خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، لكنّ المخاطر تظل عالية.
رغم أنّ أسعار النفط قد ارتفعت على أمل تراجع التوترات التجارية، إلا أنّ المستثمرين ربما قد يبدؤون باحتساب علاوة جيوسياسية. وحتى الآن، يبدو أنّ النزاع في سوريا لا يؤثّر على الإمدادات من الشرق الأوسط، ولكن إذا امتد الصراع إلى ما وراء الحدود السورية، أتوقع علاوة مخاطر إضافية قد تصل الى 10$ على السعر الحالي.
وتخلو قائمة البيانات الاقتصادية من أي أرقام هامّة، لذلك نتوقع من المتداولين بالعملات أن يلتقطوا الإشارات من أسواق الأسهم.