“معظم الرجال يعيشون في حياة اليأس بهدوء ويرحلون من الحياة مع أعمال لا تزال بنفوسهم”.
هنري ديفيد ثورو
أحد أصدقائي روى لي مدى محبته للعمل الذي يقوم به ويتفاخر بكافة المهام الموكلة له، إلا أنه وفي نفس الأسبوع تذمر من كافة الأعمال الذي يقوم بها ويتعامل معها، إلا أن هذا ليس بالشيء الصادم، لأن معظم الأشخاص غير راضيين عن وظائفهم، حيث أن 70% من الأمريكيين لا يرتبطون بعملهم سوى من أجل تأمين قوتهم اليومي، دعونا نضع ذلك في منظورٍ آخر وهو أن هنالك ما يقارب 120 مليون عامل في الولايات المتحدة الأمريكية يعمل بساعات عمل كاملة و84 منهم لا يحبون وظائفهم، هل أنت أحدهم؟
البدء بعمل خاص بي كان آخر شيء يتبادر إلى ذهني عندما تخرجت من الجامعة، رغبت فقط في أن أستقر في عمل و يصبح لي دخل ثابت، رغبت بأن أحصل على حوافز وإجازات، إلى جانب القهوة المجانية وحصص الطعام إن وجدت لن أمانع.
إلا أن الأعوام بدأت بالمضي قدماً وأدركت أن الأعوام الخمسة أو التسعة ذهبت ولم تكن لي، من هنا بدأت التفكير في القيام بعمل خاص بي إلا أنني كنت أختلق دوماً الأعذار، وبنهاية المطاف قررت أن أواجه مخاوفي.
إليكم أكبر مخاوفي الستة:
- الفشل
تخيل أنك تضع كافة ما تملك من أحلام وأموال في مشروعك الخاص وتراه ينهار أمام أعينك، ووفقاً لعلماء النفس فإن الخوف من الفشل هو في أعلى هرم المخاوف والذي يليه الخوف من الإنفصال وفقدان الاستقلالية.
كيف تغلبت على هذا الخوف من خلال إعادة تعريفي لمفهوم النجاح ، أدركت أنه لم يكن كافياً بالنسبة لي أن أكون بوظيفة لائقة بأجر لائق، لم يكن الآمان هو تعريفي للنجاح، بل أن أحقق أحلامي وأهدافي، وذلك بعد إدراكي أن الفشل هو البقاء في وظيفتي الحالية.
- الضعف
قبل البدء بعملي الخاص، كان يأتيني صوت بداخلي يخبرني أنه لا يوجد أحد يأخذ أفكاري على محمل الجد إن علموا برغبتي الحقيقية، وسيروني محتالاً، صوت الطمأنينة كان يحدثني أني كنت جيداً بمكان عملي حتى لو لم أستطع أن الاستمرار في العمل.
كيف انتصرت على هذا الخوف: كنت أعتقد أن بعض زملائي يتحلون بالثقة بالنفس بشكل طبيعي، لا شيء يمكن أن يكون بعيداً عن الحقيقة، كافة الأشخاص يشعرون بعدم اكتفاء والآمان وعد الجدارة، إلن الروقات بين الأشخاص تكمن بكيفية تعامل كل شخص مع هذه المشاعرالتي تحدد متى يمكننا أن نتطور مهنياً وننتقل إلى مرحلةٍ أخرى، ومن هنا سرعان ما جاء الوحي وأدركت أن هذه المخاوف والمشاكل هي لدى الجميع وسرعان ما بدأ يتضاءل الخوف في نفسي.
- المعاملة المهنية
في بعض الأحيان الخوف من الرفض أو السخرية يمكن أن يكون أكثر المخاوف وضوحاً أكثر من الخوف من الفشل، هناك102 من الأشياء التي تقلق أن الأشخاص الآخرين سيضحكون علينا، ونحن حريصون جداَ حول ما يرى الآخرون أن ندع المواقف المحرجة حلم بروادنا ويحدد مسيرنا.
كيف ارتفعت عن هذا الخوف، عندما بدأت عملي الخاص كنت محرجاً كثيراً في بداية الأمر خاصة من عائلتي وأقارب والناس اللذين يعرفونني منذ الصغر، كنت أظن أنهم لن يأخذونني مأخذ الجد، وكنت قلقاً من أن يضحكوا عليي، لكنهم لم يفعلوا، كان هذا الأمر صادماً بالنسبة لي وشيء لا يصدق إلا أنه مثل دعماً وتشجيعاً كبيراً لي في نفس الوقت.
- الفقر
الفقر كان أكبر مخاوفي خاصةً أني ربيت بعائلة فقيرة ، كنت خائف جداً من بقائي فقيراً إذا لم أتمكن من تأمين عمل مناسب، خاصة وأن إيجاد عمل في مكان مناسب صعباً، لذا فكرت ماذا لو تطوعت كبداية جيدة لي؟
كيف تركت هذه المخاوف، اعترف أني أمتلك عقلية نادرة، وتمسكت ببعض النجاحات التي حققتها بحياتي وإلا سأخسر كل ما أملك، إلا أن هذه الطريقة حالت دونى نجاحي، لذا تركت كل شيء وفتح لنفس الأبواب لتحقيق النجاح.
- الانفصال
كان قلقلي من أنني أصبح فقيراً أحد أكبر مخاوفي، الخوف من أنني سأخسر كلشيء كان لي هو كبير جداً، حتى في منطقتي كان لدي الكثير من العلاقات الوثيقة، بدون مهنة مستقرة ودخل ثابت، سأكون الخاسر الكلي خاصة وأني لا أملك ما أعرضه للبيع على الإطلاق.
كيف تغلبت على الانفصال عن هذا الخوف، هذا ما يسمى بالانفصال الكلاسيكي، كما أنها وسيلة ساخرة جداً، أدركت أن الناس في حياتي لا تختفي إذا لم أكن ناجحاً وإذا فعلوا ذلك لم يكونوا أصدقائي بالفعل.
- النجاح
صدق أن الخوف من النجاح الحقيقي هو خوف يصيب الكثير من الناس اللذين يسعون إلى تحقيق ذاتهم والاستقلالية الحقيقية، إنه بالنهاية خوف من أن يكون شخصاً بارزاً وهذا ينبع من الشعور بالنقص.
معظم الناس يخافون من التغيير وأنا كنت واحداً منهم، ولكن بالحياة والأعمال كلها تتغير، إذا كنت خائفاً من الفشل أو النجاح في الأعمال التجارية الخاصة بك، مجرد كيفية الشعور أنك لم تحاول كفيلة بأن تتحض الخوف فيك.
قررت أن أحاول لأني أطلب النجاح.
لا تعيشوا حياة يائس هادئة.
“أستطيع أن أتقبل الفشل، الجميع فشلوا، لكن أنا لاأتقبل عدم المحاولة”. مايكل جوردان
حياتك ستتغير عند بدء الأعمال الخاصة بك، ولكن كيف هذا الأمر متروك لك، إذا كنت تعتقد أن لديك ما يلزم فأنت مدينٌ لنفسك بمحاولة، في نهاية المطاف لا أحد يمنعك سوى نفسك.