بقلم: سامر رنّو..
عادة ما يُسأل البعض عن سر سعادتهم، أو نجاحهم، أو تفوقهم، ولكن قليل من هؤلاء لا يفصح عن هذا السر، وهذا يعود لأسباب متعددة، منها الخوف من ردود فعل الآخرين التي لايمكن حسابها أحياناً من حيث هل هم معنيون بما نريد نقله لهم، أو هل يقدم ذلك قيمة مضافة ومهمة لهم، والبعض يخاف من عرض تجربته الناجحة خوفاً من الحسد، والبعض لايملك موهبة عرض تجربته، والبعض أيضاً قد لا يرغب في مشاركة أحد تجربته الناجحة .
في ظل التقدم المهم الذي تشهده المنطقة العربية خاصة والعالم عامة من نمو سريع لاقتصاد “ريادة الاعمال” و”الشركات الناشئة” نعتقد أنه لزاماً على الجيل الأول من رواد الأعمال أن يعمموا تجربتهم الناجحة وغير الناجحة أمام جيل جديد من رواد الأعمال، كي تصبح التجربة مقياسا لجيل يعمل جاهدا كي يتقدم ويتفوق، وفي تعميم ثقافة النجاح انعكاس ايجابي على عامة الناس ومساهمة في خلق بيئة أعمال نشطة وصحية.
اذا المشاركة هي أحدى أهم المرتكزات التي من شأنها أن تضفي روح التعاون والتكافل بين جيلين أو أكثر، بهدف المنفعة العامة وبعيدا عن الأنانية.
كوني من الجيل الأول الذي أسس منذ قرابة عقدين من الزمن مؤسسة استشارات في قطاع العلاقات العامة والتواصل المؤسسي وخاض العديد من التجارب، منها الناجحة وأخرى قد تكون باءت بالفشل، فانني آليت على نفسي أن أضع تجربتي في تصرف من أراد أن يتعلم من تجارب سلفه ومن أراد أن يخوض بنفسه تجربة ريادة الأعمال.
إنها إذا التجربة التي يسعى الرواد من الجيل الجديد إلى تحليلها وتفحيصها والاستفادة منها. أنا أعتقد أن الافصاح عن هذه التجربة تجعل من المفصح عنها شخصاً نابذاً للإنانية والفردية وحليماً، يرى في المشاركة نوعاً من أنواع التوعية لجيل جديد من الحالمين بالتغيير الإيجابي، سواءً في ما يتعلق بحياتهم الشخصية أو في حياة المجتمع الذي يعيشون فيه.
من يعتقد أن مشاركة الآخرين تجربته هي نوع من الافصاح عن سر من الأسرار الدفينة أو انتقاص لشخصه فهو خاطئ في التوصيف. قد يكون الجيل الأول من روّاد الأعمال بدأ من الصفر، وعمل جاهداً وبشغف كي يصل إلى المرتبة المرموقة أو المقبولة من أدارة الأعمال وقد يكون صحيحاً أنه لم يجد من يسانده من الجيل الذي سبقه، ولكن هذا لا يمنع من مشاركة الآخرين لتجريته، كي تشكل قاعدة ارتكاز وتوازن لمن أراد أن يخوض تجربة ريادة الأعمال.
المربي لا يفكر مرتين في مشاركة طلابه تجربته وحبذا لو اقتضى الجيل الأول بسعة صدر المربي وحبه للمشاركة وفي تفانيه في إيصال المعرفة لمن أراد إليها سبيلاً.