دبي – خاص
بقلم/لوكمان أوتونجا، محلل أبحاث في FXTM
تعرض الدولار الأمريكي لخسائر فادحة الاسبوع الماضي بعد أن كشف محضر الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأمريكي عن قلق واضعي السياسات بشأن توقعات التضخم.
وعلى الرغم من أن المسؤولين في البنك قد أعربوا عن تفاؤلهم بشأن النمو الاقتصادي وتوقعوا أن يتم رفع أسعار الفائدة في “المدى القريب”، ولكن هناك قلق متزايد بشأن استمرار انخفاض التضخم لفترة طويلة في الولايات المتحدة. ويثير هذا القلق بشأن التضخم المنخفض شكوكًا حول قدرة البنك المركزي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2018، مما يقلل من احتمالات رفع أسعار الفائدة بعد عامنا هذا. وفي ظل زيادة التوقعات بأن البنك سيقوم برفع أسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام، من المرجح أن ينصب التركيز على البيانات الاقتصادية التي ستصدر قبيل اجتماع البنك في شهر ديسمبر. ومن المنتظر أن يتابع المستثمرون باهتمام بالغ محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي لشهر ديسمبر من أجل الحصول على معلومات ورؤى جديدة عن السياسة النقدية للبنك في عام 2018 وما إذا كان البنك سيقوم بخفض توقعاته الاقتصادية.
وبإلقاء نظرة على الصورة الفنية، يتضح أن الدولار الأمريكي يصارع بالفعل من أجل النجاة قبيل عطلة عيد الشكر، حيث تلقى ضربة موجعة من محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي. ويتعرض مؤشر الدولار الأمريكي لضغوط على الرسم البياني اليومي حيث يواجه مقاومة عند مستوى 94.00. وقد تمكنت الدببة من الاختراق تحت مستوى 93.50 ومن المنتظر أن يتم بعد ذلك استهداف مستوى 93.00 ومستوى 92.80 على الترتيب.
الإسترليني يغض الطرف عن الموازنة البريطانية
جرى تداول الجنيه الإسترليني في نطاق متواضع بعد ظهر يوم أمس الأربعاء بعد أن تجاهل المتداولون بيان الموازنة البريطانية.
وكانت العملة قد شهدت بعض التحرك الهبوطي في أعقاب قيام مكتب مسؤولية الموازنة بتخفيض توقعاته للنمو لهذا العام وأيضًا للسنوات المقبلة حتى عام 2022. وقد أعلن المكتب انه يتوقع أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 1.5% خلال عام 2017 بانخفاض عن توقعاته في شهر مارس والتي أشار إلى نمو بنسبة 2%، ويوجه هذا الخفض لتوقعات النمو ضربة موجعة للمعنويات تجاه الاقتصاد البريطاني. ومن المثير أن الخسائر التي تكبدها الجنيه الإسترليني قد تم تعويضها سريعًا بعد إعلان وزير الخزانة هاموند عن أنه سيتم إلغاء ضريبة الدمغة المفروضة على المشترين الأوائل للعقارات حتى 300 ألف جنيه إسترليني. وفي ظل أن الغموض المرتبط بتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤثر على النمو الاقتصادي ويقلل من المعنويات، ما يزال من المنتظر أن يسير الجنيه الإسترليني في طريق وعر.
ويعتبر الإعلان اليوم عن القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي البريطاني في الربع الثالث هو الحدث الرئيسي الذي يمثل خطرًا على الجنيه الإسترليني، ومن المتوقع أن تكون القراءة 0.4% بدون تغيير عن القراءة الأولى. وإذا جاءت القراءة أقل من توقعات السوق فإن ذلك يمكن أن يدفع الدببة إلى الظهور من جديد.
وبإلقاء نظرة دقيقة ومتعمقة على الجنيه الإسترليني، يجب ألا يتوهم المستثمرون أن الارتفاع الذي شهدته العملة يوم أمس قد كان له علاقة من قريب أو من بعيد بتغيير المعنويات تجاه العملة. فالعامل الرئيس وراء الارتفاع الحاد الذي شهده زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي كان هو ضعف الدولار. وعلى الرغم من أن الأسعار قد تمكنت من الاختراق فوق مستوى 1.3300، ولكن الأمر قد يحتاج إلى استمرار ضعف الدولار لأكثر من أسبوع حتى يمكن للاتجاه الصعودي الحالي أن يستمر لأجل طويل. ومن الناحية الفنية، فالاختراق خلال الجلسة فوق مستوى 1.3340 يمكن أن يؤدي لتحفيز الارتفاع نحو مستوى 1.3370. وعلى النقيض فإن استمرار الضعف تحت مستوى 1.3300 يمكن أن يؤدي لتمهيد الطريق أمام الهبوط نحو مستوى 1.3230.
السلع تحت المجهر – الذهب
ارتفعت أسعار الذهب فوق مستوى 1289 دولار خلال الاسبوع الماضي، حيث استفاد المعدن الأصفر النفيس من هبوط الدولار الأمريكي. وفي ظل أن المستثمرون يتشككون الآن في مقدرة البنك المركزي الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة في عام 2018 وسط القلق حول انخفاض التضخم، تلقى الذهب الذي لا يدر أي عائد دفعة ودعمًا. وبإلقاء نظرة على الصورة الفنية، يمكن أن يؤدي الاختراق فوق مستوى 1289 دولار لتشجيع المزيد من التحرك الصعودي والوصول إلى المستوى النفسي 1300 دولار. أما عن السيناريو الآخر، فإذا فشل الثيران في البقاء فوق مستوى 1289 دولار، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تمهيد الطريق أمام الهبوط إلى مستوى 1280 دولار.