تعد سيميا عزيز مدونة الأزياء الفرنسية واحدة من مؤثرين السوشيال ميديا البارزين في الأونة الأخيرة، الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من قطاع الاعلام الحالي ويتابع حسابها “The trendy Frenchie”على انستاجرام منصتها المفضلة والوحيدة التي تستخدمها آلاف المتابعين.
ولدت سيميا عزيز ابنة الجنوب الفرنسي في أوروبا وعاشت معظم حياتها في فرنسا، تقول سيميا: درست التسويق والاتصالات السياسية وعملت في النمذجة والبرامج التلفزيونية لتمويل دراستي في باريس. ثم انتقلت إلى لندن فترة وقررت أخيراً الانتقال إلى دبي لمدة 5 سنوات، وأشعر أن قراري كان جيداً جدا. فدبي مدينة رائعة وأنا حقا أحب دولة الإمارات!
مؤثرة، مصممة أزياء ومحررة موضة!
ترى سيميا عزيز أنها مصممة أزياء بالدرجة الأولي بجانب كونها إحدى المؤثرين وتقول: إذا كان علي اختيار واحد من اثنين، فأنا بالتأكيد مصممة أزياء والموضة “سبب حياتي ووجودي” كما نقول باللغة الفرنسية! في الواقع الأزياء محور كل أفعالي!
وتتحدث سيميا عن حسابها ” ذا تريندي فرينشي” مبتسمة: أن تريندي فرينشي يتوافق مع العصرية والفرنسية كذلك!، فقد اعتقدت دوماً أنني يجب أن احصل على لقب يمكن علامتي التجارية أن تصبح مشهورة يوماً ما، و” تريندي فرينشي ” سوف تحقق ذلك تماماً. فالموضة شغفي الدائم وحصولي على ماركة تجارية في الأزياء على قائمة أهدافي واتطلع لإدارة عملي الخاص خلال السنوات القادمة.
تستطرد سيميا: أتاح لي تريندي فرينشي بصفتي مؤثرة أن أتعامل باستمرار مع المؤثرين والمشاهير. وتتلخص وظيفتي في ربط العلامة التجارية مع المواهب المناسبة وتشغيل حملات وسائل الاعلام الاجتماعية بإدارة النشاط كله من البداية إلى النهاية، فأنا متواجدة طوال الوقت: قبل وأثناء وبعد التفعيل. من لحظة تواصل إحدى العلامات التجارية معي حتى التفاوض مع المواهب، وتنظيم الحدث، والتأكد من تغطيته اعلامياً، وكذلك الإشراف على جميع المدفوعات.
اضافة إلى ذلك تعمل عزيز في مجلة ” luxsure” فرع دبي وهي مجلة تابعة لمجموعة الصحافة العالمية الفاخرة ومقرها باريس ولها عدة فروع دولية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا. وتختص المجلة في نمط الحياة الفاخرة والأزياء والجمال، وتحظي بحوالي 50 ألف زائر شهرياً. وتم انتخاب حساب تويتر الرسمي @luxsure من قبل Glamour، كواحدة من أكثر الحسابات الفرنسية نفوذاً. وتشرح قائلة: رشحني الرئيس التنفيذي للمجموعة باسكال إياكونو لرئاسة فرع دبي عندما انتقلت إلى دولة الإمارات وقد كنت أساهم بالفعل في النسخة البريطانية والفرنسية آنذاك.
صديقة المشاهير
تقول سيميا: العمل جنباً إلى جنب مع مؤثري وسائل الاعلام الاجتماعية جعلني أكون علاقة صداقة جيدة مع معظمهم، مما كان له اكبر الأثر في استخدامي لتلك الوسائل وساعدني ايضاً على تطوير علاقتي بهذا المجال. فأنا لم أكن من محبي تلك الوسائل ولكن الآن، نظرًا لدوري ووظيفتي كان يجب التكيف مع الوضع. إلا أنني مازلت أحب خصوصيتي وبعيداً عن العمل استمتع بالقراءة، وممارسة الرياضة، والتسوق مع الناس الذين أحبهم.
وعن صداقتها بالمشاهير تقول سيميا: أشعر بالرضا حقاً! انه لشيء رائع أن تكون محاطاً بأشخاص استثنائيين، كثير منهم أصدقاء جيدين حقا. وأعتبرهم بمثابة أفراد أسرتي، كما اجيد التعامل معهم وهي مهارة بحد ذاتها! فالمشاهير مثل الناس العاديين، لديهم مشاعر، تتأرجح بين الطاقة العالية بعض الأحيان، وهبوطها أوقاتاً أخرى. فقط تحتاج إلى استخدام الكثير من الذكاء العاطفي والأهم فهمهم كأفراد.
والحقيقة أنني لا أراهم كمشاهير إلا إذا كنا في العمل، بالنسبة لي هم أصدقائي وعائلتي، وأحب قضاء الوقت معهم ومن المشاهير المقربين إلى نفسي على سبيل المثال لا الحصر لوجين عمران، أسيل عمران، هبة رمهين، ماهرة عبد العزيز، سارة المدني، نورالدين اليوسف، فهد سال، مهند الوديعة، ميسم غريبي وأشكر الله لأن في حياتي أشخاص رائعين مثلهم.
السوشيال ميديا ستستمر بالنمو
عن بدء اهتمامها بالمجال تبتسم سيميا قائلة: في واقع الامر لم أحبها أبداً كما قلت سابقاً، وبالكاد كنت استخدمها. ولكني اتجهت لها بسبب تحول التسويق حالياً من وسائل الإعلام التقليدية إليها. والآن أستمتع بها للغاية وأقدّرها وأدرك تماماً أن هذا الاتجاه سوف يستمر في النمو، ولا يوجد خيار سوى السير مع التيار إذا رغبت في نجاح الأعمال لا مفر من اللجوء للسوشيال ميديا.
وتؤكد سيميا أن التسويق المؤثر يبرز بشكل خاص في المنطقة العربية أكثر بسبب جميع القيود المفروضة على وسائل الإعلام التقليدية. فالشرق الأوسط مجتمع أكثر تحفظاً على المدونين والمبدعين الذين يملكون صوتاً، ويستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية للتعبير عن أنفسهم. وليس امراً مفاجئاً أن يكون اليوتيوب هو المنصة الاولى في السعودية، ناهيك عن ان معظم المبدعين من هناك، كما أن السعودية ثاني أكبر مستخدم سناب شات في العالم بعد الولايات المتحدة أيضاً. وهذا يظهر كم الأشخاص الراغبين في مشاهدة وتقديم المحتويات وحاجتهم لمتنفس، وتقوم السوشيال ميديا بتحقيق ذلك.
وفي الواقع الاتجاه مستمر في النمو وليس هناك أي علامات على التباطئ. وبالتأكيد يوجد الكثير يخرجون يومياً ويدعون أنهم مؤثرين. ولكن كلمة مؤثر تطلق فقط على من يمتلك محتوى مميز ويجلب شيئاً خاصاً إلى طاولة المفاوضات يمكن أن تؤثر في الواقع. ويحتاج المؤثرين للاستمرار بإقناع أتباعهم بمحتوى مقنع وجذاب، ولكن ليس كل مؤثر يؤثر حقاً، يجب أن تكون قادر على إحداث فرق كي تسمي نفسك مؤثراً. وانصح الجدد بوضع أنفسهم في المكان الصحيح، وان يعرفوا ما يجعلهم مميزين حقاً وكيفية الاستفادة منه.
لا تعتقد سيميا عزيز أن تصبح السوشيال ميديا بديلاً دائماً للإعلام التقليدي، وتشرح رأيها: نعمل الآن على بيئة مدفوعة رقميا بامتياز فضلاً عن أن 70٪ من الشركات قد حولت ميزانيتها حالياً إلى التسويق الرقمي على مدى العامين الماضيين، ولكني ما زلت أعتقد أن وسائل الإعلام التقليدية لديها جزء مهم في التسويق لا يمكن تجاهله، ولا يزال دورها كبيراً في أي حملة. قد يتم الحد منه نوعاً ما، ولكن التخلي عنها بالكامل لن يحدث وبالتأكيد لن أدعمه.
وترى ان اتجاه الشركات للمؤثرين ينبع من كون المؤثر لا يفرض نفسه على الجمهور. وكل شخص حر في متابعة أو إلغاء متابعة أي مؤثر، إذا كان المضمون لا يخدم أغراضه الخاصة أو غير مفيد له، بينما مع التسويق التقليدي، يعرض عليك المضمون بغض النظر عن اختيارك، فسواء كنت راغب في ذلك أم لا، سترى الإعلان على صحيفة أو على لوحة الطريق.
تستطرد عزيز: للتسويق الرقمي، فوائد كبيرة حيث يقدم للعلامات التجارية نظرة حقيقية فورية على منتجاتهم ويساعد في تحسين حالة الحملة بتتبعها لحظة بلحظة ناهيك عن رؤية عائد الاستثمار وكذلك الأداء، كل هذا بتكلفة أقل. فيما لا تقدم وسائل الإعلام التقليدية هذه الفوائد المذكورة فضلاً عن كونها أكثر تكلفة بكثير مما يرجح كفة التسويق الرقمي.