بالنسبة لهذه المدينة ذات التاريخ الطويل والذي يمتد الى بضع عشرات من القرون، والتي تعد أيضا موطنا لجيش تيرا كوتا التي يصل عمرها الى 2000 سنة، وسور مدينة شيان، الذي يبلغ من العمر 637 في الصين هو طفل جديد نسبيا فيما يتعلق بتلك المنطقة.
ثم مرة أخرى، يمكننا ان نقول بانها منطقة مهمة ومؤثرة جدا، فعلى ارتفاع 12 مترا وبعرض 15 مترا، فان جدار مدينة شيان الذي يبلغ طوله 14 كيلومترات طويلة هو الأكثر اكتمالا من اسورة المدن القديمة في الصين، كما أنه المكان الأكثر إثارة لمشاهدة واحدة من أروع مدن الصين.
يقع هذا السور واقفا في وسط مدينة شيآن عاصمة مقاطعة شنشي فى شمال غرب الصين، حيث ان هذا الهيكل القديم يعد الحصن الوحيد في الصين الذي لا يزال قائما بصورته المستطيلة الكاملة دون اي انهيارات.
في حين أنه قد لا يحصل على على نفس القدر من الاعتراف والتقدير الذي يحصل عليه الجدار الشهير الآخر، سور الصين العظيم المرتبط عادة مع بادالينغ بالقرب من بكين والذي يمتد في الواقع الاى ما يقدر بـ 21000 كيلومتر، وبذلك اصبح بحق واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في البلاد.
منذ وقت ليس ببعيد، استمتع مؤسس موقع الفيسبوك مارك زوكربيرج بهرولة الصباح خلال وجوده في تلك المنطقة، كما
قفزت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما بالحبل وقاموا بالرقص على سور مدينة شيان خلال جولته الى الصين في عام 2014.
بني في عهد أسرة مينغ، مع الجسور المتحركة المعقدة، الأبراج والخندق، حيث كان الجدار في ذلك الوقت من أنظمة الدفاع العسكرية الأكثر إثارة للإعجاب في العالم.
لقد قام هذا الجدار بحماية المدينة في الوقت الذي بدأت فيه العديد من رحلات طريق الحرير وتدوالت على عاصمتها 13 من السلالات الصينية.
الآن، يقف الجدار بين شيان الحديثة ووسط المدينة القديمة، حيث خارج الجدار يظهر القمم العالية والطرق السريعة مما يكشف عن ثروات جديدة، لوحات اعلانية لامعة وضخمة للعلامات التجارية العالمية.
داخل الجدار، تضم مدينة شيآن 36 كيلومترا مربعا من المباني القديمة، حيث لا يسمح لناطحات السحاب داخل سور المدينة، كما تقع المعالم مثل أبراج الجرس والطبل والحي الإسلامي في الداخل.
وما يثير الاهتمام ان الجزء العلوي من الجدار اصبح ملعب للمدينة، كما أصبحت جولات الدراجة فوق الجدار شعبية بالنسبة للسكان المحليين والسياح.
في احد الجولات تبدا من بوابة الجنوب، أقدم وأروع البوابات الاربعة الرئيسية للجدار، طريقها الوعر والذي تستمر رحلته لمدة 90 دقيقة يقدم مناظر فريدة على الوجهين المختتلفين لمدينة شيان.
هرولة زوكربيرج الصباحية ليست بالضرورة حدث غير مالوف حيث هنالك الماراثون الدولي السنوي لسور مدينة شيان زالذي يتم تسليط الضوء عليه محليا.
منذ عام 1993، والآلاف من الرياضيين من الصين والخارج تجتمع في يوم الأحد الأول من شهر نوفمبر للتنافس على مسار خاص.
تم الاعلان عنها كاحد مواقع التراث الكبرى من قبل ادارة التراث الثقافي للدولة في الثمانينيات، حيث كا الجدار قد صمد امام محنة ملحمة تاريخية.
لقد بقي الجدار صامدا عبر مئات السنين من الحروب وتقلبات السلالات، الا ان الجدار كان على وشك ان يتم هدمه تقريبا خلال حركة اجتماعية في الخمسينيات في الوقت الذي سقطت فيه أسوار المدن التاريخية الاخرى في أماكن مثل بكين وهانغتشو والتي وقعت ضحية لهذه الحركة الاجتماعية.
في ذلك الوقت، كان ينظر الى أسوار المدينة باعتبارها إرثا إقطاعيا من شانه ان يعوق التقدم الاجتماعي والذي وعدت به حركة القفزة الكبرى إلى الأمام.
تم حفظ سور مدينة شيان في جزء للمؤرخ الشهير الذي عارض تدمير الجدار ونجح في الضغط على الأمين العام لمجلس الدولة شي زهونغكسون، والد الرئيس الصيني شي جين بينغ الحالي، لانقاذ الجدار من الهدم، في عام 1983، تم تجديده إلى شبكة الدائرة المغلقة التي يوجد عليها الآن.