دبي – خاص
احتضنت دولة الإمارات مشروع “مودة” الريادي لتعليم الخدمة المجتمعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و18 عاماً والذي لامس حياة أكثر من 500 شخص ووصلت قيمة الدعم المالي الذي تلقته الشركات الناشئة في الشرق الأوسط خلال العام الجاري إلى ما يقارب مليار دولار، وفقاً لشركة إس إيه بي المختصة بتطوير الحلول البرمجية للشركات.
واختير عشرون من رواد الأعمال الشباب للحصول على التمويل والموارد والتوجيه على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك في أول قمة من نوعها لرواد الأعمال تنعقد في منطقة الشرق الأوسط، برعاية كل من منبر ريادة الأعمال الاجتماعي “أشوكا”، وشركة برمجيات الأعمال العالمية “إس إيه بي”، إحدى أبرز الجهات العاملة في مجال تمكين التحول الرقمي. وكان 18 من رواد الأعمال الإقليميين حاضرين في مؤتمر صانعي التغيير “تشينج ميكر إكستشينج”، الذي يقام لأول مرة في المنطقة، في حين وقع الاختيار كذلك على اثنين آخرين من سوريا من دون أن يتمكّنا من الحضور.
وكان تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي قال إن الاستثمار في الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف يلامس حاجز المليار دولار في العام 2017، ما يُظهر الإمكانيات التجارية الكبيرة التي تنطوي عليها المشاريع الريادية الإقليمية.
وقال تيفون توبكوتش، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي” في دولة الإمارات وعُمان، بهذه المناسبة، إن دبي ودولة الإمارات يشكّلان “مركزين عالميين لرواد الأعمال والشركات الناشئة“، مؤكداً حرص “أشوكا” و”إس إيه بي” على مساعدة رواد الأعمال في الإمارات والشرق الأوسط في تعزيز علاقاتهم التجارية، انسجاماً مع مبادرة دولة الإمارات بجعل العام 2017 عاماً للخير، بما يرمي إلى إحداث الفرق في حياة الناس، وأضاف: “باتت الشركات الناشئة في دولة الإمارات وبلدان المنطقة مهيّأة للانتقال بمشاريع التغيير إلى المستوى التالي وإحداث الأثر الإيجابي المنشود في المجتمع”.
وكان مشروع “مودة” الريادي، الذي أسسته وأطلقته نُهى مهدي في دولة الإمارات، أحد المشاريع التي تبناها مؤتمر “تشينج ميكر إكستشينج”، ويقدّم هذا المشروع برامجاً لتعليم الخدمة المجتمعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و18 عاماً، وهي برامج لامست حياة أكثر من 500 شخص. ورأت مهدي في كونها خرّيجة في هذا الحدث “قدرة على التنسيق مع أقرانها من “صانعي التغيير” بُغية استخدام التعليم لدعم تنمية الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومدّ جسور التواصل والتفاهم وتعزيز حسن النية بين الجميع”.
نهوض رواد الأعمال بمشاريعهم
في المملكة العربية السعودية، يعمل مشروع بحثي طبي معني بدراسة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، على التعاون مع عدد من أبرز الجامعات في هذا المجال. وفي السياق، قال محمد العقيل، المؤسسة والرئيس لمشروع “البرنامج السعودي التنظيمي المتكامل للمضادات الحيوية” إنه سيكون بوسعه عقب الانضواء تحت مظلة مؤتمر صانعي التغيير “جمع أطراف مجتمع الرعاية الصحية في المملكة من أجل التعاون في مجالات الحدّ من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، وتحسين استغلال الموازنات المالية المخصصة للرعاية الصحية، فضلاً عن الارتقاء بالمستوى الصحي للسكان”.
أما في مصر، فيعمل مشروع “بلديني” الذي تديره دالية العرابي، على دعم المرأة الريفية في مجال إنتاج الغذاء الصحي. ورأت العرابي أن انضمامها إلى مؤتمر “تشينج ميكر إكستشينج” سوف يُكسبها القدرة على توسيع نطاق الدعم الذي يقدّمه “بلديني” للمزارعين المصريين من أجل “تمكينهم من إنتاج محاصيل زراعية مغذية، وتطوير مساهماتهم الاقتصادية، وتعزيز التبادل الثقافي”.
من جانب آخر، يشجع مشروع “الزقاق الإبداعي” الذي أطلقته الباكستانية تنزيلا خان، أصحاب المواهب من ذوي الإعاقة على صقل مواهبهم وبناء قدراتهم من خلال أنشطة فنية وثقافية وفعاليات اجتماعية متنوعة تقام في أرجاء البلاد، التي أبرز المؤتمر منها كذلك عدداً من صانعي التغيير هم مديحة رضا صاحبة برنامج “المرأة عبر الأفلام” الرامي إلى تمكين المرأة في العمل السينمائي، ومشروع “مسرح باكستان المستقل” لعظيم حميد، ومشروع “مدرسة المهارات” لدعم تنمية الشباب لسعد حميد.
وأكّدت خان أن مؤتمر “تشينج ميكر إكستشينج” سوف يتيح المجال أمامها للتعاون مع مؤسسات إقليمية “بُغية تشجيع ذوي الإعاقة على إطلاق العنان لإمكانياتهم الكامنة في المجالات الفنّية الإبداعية، من أجل مساعدتهم في تحقيق أحلامهم”.
وأصبح ثلاثة من المشاركين اللبنانيين الآن من خريجي المؤتمر العالميين، وهم نور الأسعد، الذي يهدف مشروعه “نو ليبل” إلى تمكين المجتمع من محاربة التنمّر، وهادي فتح الله، بمشروعه “رسيكلو” الذي يقدّم برنامجاً رقمياً لتدوير الخردوات، وليال جبران، مع منصة التعلم الإلكتروني التقنية باللغة العربية “مُبرمج“.
أما في الأردن، فيقدّم مشروع “مطر” لنور العلجوني الدعم للمكفوفين، فيما تدعم “أكاديمية يوريكا التقنية” التي أطلقتها أفنان علي رواد الأعمال في المجالات التقنية. وفي فلسطين، يقدم مشروع “جليس” لطارق العصيدي كتباً للأسر ذات الدخل المحدود، كما يلجأ “مركز رام الله للباليه” الذي أسسته شيرين زيادة إلى تعليم رقص الباليه بوصفه وسيلة للتمكين.
ومن المشاريع الأخرى في مصر، يُشجع مشروع “إيكو ترافيل إيجبت” لصاحبه عبدالرحمن نصار السفر المستدام بيئياً، فيما يقوم مشروع علياء نور “جريد” بتحويل مخلفات النخيل إلى أثاث عالي الجودة. ومن بين صانعي التغيير في الشرق الأوسط، مشروع “هايڤ” للروبوتات في البحرين، ومشروع “هدية حياة” لزنيار صالح الذي يهدف إلى رفع وعي العراقيين بأهمية التبرع بالأعضاء.
وكانت جهود جماعية قد سهّلت انعقاد المؤتمر، إذ تعاون في تنظيمه كل من غريتا روسي من إيطاليا، التي يدعم مشروعها “أكاشا للابتكار” صناعة التغيير لدى الشباب، وطارق العليمي من البحرين، الذي يساهم مجمعه الفكري “ثري بي إل أسوشييتس” في تسريع التنمية المستدامة، ورفائيل عياش من مصر، الذي يدعم مشروعه “سفّرني” المواطنين العالميين.