ايمان مصطفى – خاص
نجح تطبيق سعودي للهواتف الذكية، يسمح للمستخدمين بإرسال رسائل نصية من شخص إلى آخر دون الكشف عن هوية المرسل؛ في أن يغزو السوق العالمية، بعد تحقيقه أرقامًا غير مسبوقة لجهة تحميلات التطبيق وإجمالي عدد المُستخدمين.
كما وتصدر التطبيق اهتمامات العديد من وسائل الإعلام العالمية، والتي أفردت له مساحات واسعة على مدار الأسابيع الماضية، واصفة إياه بالـصيحة التقنية الجديدة وغير المسبوقة.
وأظهر موقع “آبل ستور” أن التطبيق السعودي “صراحة” Sarahah ، قد جاء في المرتبة الأولى في 30 دولة على مستوى العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا.
وتصدر “صراحة”ً بذلك قائمة التطبيقات المجانية، وتخطى في الوقت نفسه مواقع التواصل الإجتماعي الشهيرة مثل “فيسبوك” و”واتساب” و”ماسنجر”.
وخلال الثلاثين يوماً الماضية فقط، وصل عدد تحميلات التطبيق على أجهزة “آيفون” نحو 14 مليون تحميل، بينما بلغ تحميل التطبيق على أجهزة “أندرويد” قرابة الـ 9 ملايين تحميل.
هذا وتجاوز إجمالي عدد المُستخدمين المُسجّلين في الموقع حاجز الـ33 مليون مستخدم، في حين بلغ عدد زوار الموقع الالكتروني للتطبيق نحو 294 مليون زائر بحسب الأرقام الرسمية المُعلنة من القائمين على التطبيق السعودي.
ما هو “صراحة”
ويعد تطبيق “صراحة”، أحد أبرز المشاريع المحتضنة من قبل برنامج “بادر” لحاضنات ومسرعات التقنية، والتابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
تتلخص فكرة “صراحة” في إعطاء المستخدمين فرصة للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم، أو توجيه الانتقادات والملاحظات إلى أشخاص آخرين بواسطة الرسائل النصية عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني، دون الكشف عن هويتهم.
والتطبيق الذي لم يمضِ على إطلاقه تسعة أشهر على يد المبرمج السعودي زين العابدين توفيق، بدأ كموقع إلكتروني موجه نحو الموظفين في القطاعين العام والخاص، بغرض الحصول على نقد بناء في سرية تامة من زملاء العمل أو الأصدقاء لتعزيز نقاط القوة، ومعالجة الضعف في مجالات العمل أو المحيط الاجتماعي.
سر “صراحة”
حظى التطبيق خلال فترة زمنية قصيرة بشعبية واسعة في العالم العربي، وازدادت هذه الشعبية عالميًا بعد أن بدأ استخدامه بالإنجليزية، حتى أصبح تطبيق يستخدمه الجميع لمعرفة آراء الآخرين نحوهم، ودون معرفة من قام بإرسال تلك الرسالة أو مصدرها ولا الدولة المُرسل منها الرسالة.
في هذا السياق، يرى توفيق، خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان السر وراء نجاح “صراحة” في جذب اهتمام المستخدمين من العرب والأجانب على حد سواء هو: “أن المستخدمين وجدوا فيه فرصة لتحسين أنفسهم من خلال معرفة آراء الآخرين نحوهم عبر منصة مجهولة المصدر، فالناس يقولون الحقيقة بشكل أكثر وضوحًا وجرأة إذا أخُفيت هوياتهم، ومن ثم قررنا أن يكون اسم التطبيق (صراحة)”.
نمو يتبعه تمويل محتمل
ومع هذا النمو المفاجئ والسريع في عدد المستخدمين، أكد توفيق، أن الموقع الإلكتروني والتطبيق المتاح على الأجهزة الذكية واجه الكثير من التحديات التقنية، والتي تم التغلب عليها بالتعاون مع بعض الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت.
وأكد توفيق أنه قد تم اتخاذ العديد من التدابير التقنية الإحترازية لمواجهة تحدي سوء استخدام التطبيق.
ووفقاً لتوفيق، فإن القائمين على تطبيق “صراحة” يدرسون في الوقت الراهن العديد من عروض التمويل، والتي تقدمت بها بعض الشركات الإقليمية والعالمية، “لكننا لن نكشف عن أي تفاصيل لحين إكتمال تقييم كافة المقترحات المتعلقة بتمويل التطبيق”.