خاص – حنان سليمان:
شهدت الشهور الماضية ظهور مسرعي أعمال جديدين في تخصصين فريدين هما الأوليان من نوعهما بالمنطقة كل في مجاله؛ الأول في مجال المدن الذكية ومقره دبي والثاني في مجال الأغذية والمشروبات ومقره الكويت. ويتوقع أن يتجاوز حجم سوق المدن الذكية 3,3 تريليون دولار في 2025 بحسب مؤشرات “يورومونيتور”، كما يتوقع خبراء دوليون أن تخرج نصف المدن الذكية بحلول 2025 من الأسواق الناشئة ومن الشرق الأوسط التي تتقدمها دبي، أما الكويت فتسعى لأن تكون عاصمة الغذاء في العالم بحلول 2030 بعد أن أصبحت عاصمة الغذاء في الخليج وهي تدفع باتجاه إنشاء مدارس طهي ومسرعات أعمال في قطاع التغذية مستعينة بمؤسسي شركات شهيرة بالمجال مثل “طلبات” و”شهية”.
وتعتبر مسرعات الأعمال هي أكثر أنواع المستثمرين انتشارا إذ تتواجد 33 مسرعة أعمال في 13 دولة عربية، كما أشارت دراسة حديثة نشرت منذ بضعة أشهر لشركة “عرب نت” بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
تحدثنا مع تود أوبراين، مدير “سمارت سيتي دبي – ستارت أب بوت كامب“. وتتبع مسرعة الأعمال Startupbootcamp الذي تأسس في لندن في 2010 ولديه 19 فرعا آخر حول العالم كل منهم يعمل في تخصصه وبرنامجه في الشرق الأوسط مقره دبي ومعني بالمدن الذكية، كما تحدثنا مع منى المخيزيم، الشريك المؤسس لـ”سيفور” Savour، الذي يدار بواسطة مسرعة الأعمال “كرييتيف ستارت أبس” Creative Startups الأمريكية غير الربحية والتي نقلوا عنها موادا تعليمية ريادية في قطاع الأغذية والمشروبات من 12 وحدة ويطورون عليها مادة محلية إضافية.
**لماذا الآن؟
تود: أطلقت مبادرة “دبي الذكية” في مارس 2014 لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد في العالم. لتحقيق هذا الهدف، دعت الحاجة إلى حلول مبتكرة للمساعدة في الإصلاحات التقدمية ودعم التحول الرقمي للمدينة. هذه الحلول لن تأتي إلا من أفضل الشركات التكنولوجية الناشئة من حول العالم. الكثير من الحكومات تتبنى التكنولوجيا والإبداع كمفتاح لحل قضايا البنية التحتية ولأفضل استخدام للموارد. الإمارات وحدها تعمل على استضافة 30 مليون زائر في معرض إكسبو 2020 بما يتطلب استعدادات هائلة وعمل كبير على كافة مستويات البنية التحتية.
منى: صناعة الأغذية هي أحد أسرع الصناعات نموا في الشرق الأوسط حتى أنها جاءت في المركز الثالث من حيث متوسط حجم الاستثمارات في الشرق الأوسط لعام 2014. ونظرا لأن منطقتنا تعتمد بشكل كبير على استيراد الأغذية والمشروبات باعتبار ظروفنا البيئية، فإن الطلب على الإبداع في هذا القطاع يتزايد. بالرغم من هذا فإن رواد الأعمال الناشطين في هذا القطاع لا يجدون الدعم الكافي. ومع رصدنا لبعض الصعاب التي يواجهونها، وجدنا أن إطلاق برنامج لمسرع أعمال هو أفضل وسيلة لتشجيع الابداع في قطاع الأغذية ومساعدة الشركات الناشئة على التوسع إذ سيوفر التوجيه والإرشاد المباشر بما يجنب أصحاب الأعمال الأخطاء الشائعة المرتكبة في هذا القطاع. بدأنا بفكرة ثم تشاركنا مع “كرييتيف ستارت أبس” Creative Startups لتقديم منهج متكامل متخصص لسوق الأغذية في منطقتنا.
**من المؤسس؟
تود: تم اختيار Startupbootcamp لإدارة البرنامج لسمعته العالمية كأحد أفضل مسرعات الأعمال في أوروبا. لدينا برنامج آخر للمدن الذكية في أمستردام مدته أربع سنوات بخلاف برامج أخرى في انترنت الأشياء في لندن وبرشلونة. وسنعقد شراكة مع دبي لتسريع الابداع. لدينا 7 شركاء داعمين لـ”سمارت سيتي دبي” هم “واحة دبي للسيليكون” و”دبي الذكية” و”غرفة تجارة وصناعة دبي” و”معهد روشستر للتكنولوجيا” و”دو” و”فيزا” و”خدمات أورانج بيزنس”.
منى: المؤسس هو راشد سلطان وهو شريك في Messilah Ventures وأنا الشريك المؤسس معه والشريك الإداري لمعمل سرداب، مركز الشركات الناشئة في الكويت. نحن في شراكة مع “كرييتيف ستارت أبس” كما ذكرت نستعين بموادهم التعليمية.
**ماذا عن أعداد المتقدمين لبرنامجكم وماذا عن أفكارهم؟
تود: تقدم أكثر من مائتي شركة مقدمين حلولا تكنولوجية للحكومة الذكية وانترنت الأشياء والتنقل الحضري وblockchain وغيرها وما زال التقديم مفتوحا حتى منتصف سبتمبر. وقمنا بجولة شملت 11 مدينة هي صوفيا وباريس ولندن وأوستن وبوسطن ونيويورك وبرلين ولشبونة وبيروت ولاجوس والقاهرة. الأسبوع الحالي بدأنا جولة في أفريقيا تشمل نيجيريا والمغرب وكينيا ثم جنوب أفريقيا. لدينا خطة لزيارة أكثر من 15 مدينة أخرى. سننظم أربع دورات مدة كل منها 3 أشهر في ثلاث سنوات. وسيكون لدى الفرق الفائزة فرصة ذهبية للعمل في “دي تك”.
منى: تقدم لنا 80 شركة حتى الآن ونرغب في قبول من 5-7 شركة ناشئة في أول دورة لمسرع الأعمال. بعض الشركات أفكارها ملفتة لكن نظرا لأن التقديم لا يزال مفتوحا فلا يمكنني الكشف عما حاز إعجابنا. بشكل عام، القابلية للتوسع مهمة للغاية والعديد من هذه الشركات لديها امكانيات هائلة للتوسع وهو أمر مبشر.