دبي – خاص
بقلم/لوكمان أوتونجا، محلل الأبحاث في FXTM
حظي الدولار الأمريكي بقدر طفيف من الدعم خلال بداية التعاملات نتيجة التوقعات المتزايدة بشأن قيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة مساء اليوم، وكان مؤشر الدولار الأمريكي أدنى من مستوى 97.00 في لحظة كتابة هذا التقرير. وفي ظل أن احتمال رفع سعر الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر يونيو مساء اليوم يبلغ حاليًا نسبة 99.6%، من المرجح أن يصب المستثمرون تركيزهم على بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وتوقعاتها الاقتصادية من أجل الحصول على المزيد من الوضوح حول توقيتات رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن التراجع في التضخم في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لم يؤدي فحسب إلى إثارة القلق بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي وإنما أدى أيضًا لخلق حالة من الغموض حول خطة سياسة البنك المركزي الأمريكي لعام 2017. ويمكن أن يؤدي تبني لهجة حذرة تصب في اتجاه تيسير السياسة النقدية في المؤتمر الصحفي للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مساء اليوم جنبًا إلى جنب مع تحرك هبوطي في “الرسم البياني بالنقط لتوقعات مسار سعر الفائدة” لأن يزيد هجوم دببة الدولار حيث سيتم طرح أسئلة حول مقدرة البنك المركزي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة مرتين أخرتين هذا العام. وسيكون من المثير معرفة ما إذا كان الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الضعيف في الربع الأول من عام 2017 قد تسبب في أي تغيير في التوقعات الاقتصادية.
وبالنظر إلى الدولار الأمريكي، فقد شهدت العملة الأمريكية عامًا مضطربًا. وأشعر أن التوقعات ما تزال تميل إلى الجانب الهبوطي حيث إن الغموض السياسي في واشنطن والبيانات الاقتصادية الضعيفة ما يزالون يؤثرون تأثيرُا سلبيًا شديدًا على العملة. ونظرًا لأنه من المتوقع أن يسفر اجتماع اليوم عن رفع لسعر الفائدة سيعقبه تبني موقف يصب في اتجاه تيسير السياسة النقدية، يمكن أن يجد مؤشر الدولار الأمريكي نفسه تحت ضغوط بيع جديدة. ومن المنظور الفني، قد يؤدي الاختراق تحت مستوى 97.00 لتشجيع الدببة على استهداف مستوى 96.50.
تقرير الوظائف في بريطانيا يخطف الأضواء
ارتفع الجنيه الإسترليني يوم الثلاثاء حيث ما يزال المستثمرون في العملة متفائلون تفاؤلا يشوبه الحذر بشأن “خروج ناعم” لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أعقاب نتيجة الانتخابات البريطانية التي أجريت الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن برلمان بدون أغلبية حزبية مطلقة. وقد لعب الدولار الأمريكي الضعيف دورًا في الاتجاه الصعودي للإسترليني حيث دفع الثيران زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي نحو مستوى المقاومة 1.2775. وعلى الرغم من أن الغموض السياسي في بريطانيا والمفاوضات الوشيكة مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروجها منه ما يزالان يخطفان الأنظار، سيحظى تقرير الوظائف في بريطانيا بقدر أكبير من الاهتمام هذا الصباح.
وبينما يتواصل التحسن في معدل البطالة في بريطانيا، ما يزال تراجع متوسط الدخل الأسبوعي يشكل مصدرًا للقلق وسيحظى بمتابعة شديدة من جانب المستثمرين. وإذا فشل متوسط الدخل في الارتفاع، قد يشعر المستهلكون بالقلق ولاسيما بعد أن ارتفع التضخم لأعلى مستوياته في أربعة أعوام ووصل إلى 2.9% في شهر مايو. وفي ظل أن ارتفاع أسعار المستهلكين والغموض السياسي واستمرار القلق بشأن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤدون جميعهم إلى العشوائية والفوضوية في السوق، سيكون من المثير مشاهدة كيف سيكون رد فعل البنك المركزي البريطاني في اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس.
ويتحرك زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بشكل هبوطي على الرسم البياني اليومي، ويعتبر مستوى المقاومة الديناميكي عند 1.2775 هو المستوى الذي يحظى بمتابعة واهتمام شديدين. ومن المنتظر أن يؤدي استمرار الضعف تحت مستوى 1.2775 لتشجيع حدوث مزيد من الانخفاض نحو مستوى 1.2600.
خام غرب تكساس الوسيط يحوم حول مستوى 46 دولار
تخلى خام غرب تكساس الوسيط عن مكاسبه قصيرة المدى يوم أمس الثلاثاء بعد الإعلان عن تقرير أظهر ارتفاعًا غير متوقع في المخزون الأمريكي من النفط الخام الأسبوع الماضي مما أشعل المخاوف بشأن تخمة المعروض. وقد زاد من الاتجاه الهبوطي للنفط الإعلان عن أن إنتاج منظمة أوبك قد ارتفع خلال الشهر الماضي وذلك للمرة الأولى هذا العام بسبب زيادة إنتاج نيجيريا وليبيا المعفيين من اتفاق أوبك لخفض الإنتاج. ونظرًا لأن المخاوف بشأن تخمة المعروض ما تزال موضوعًا مهيمنًا في الأسواق وفي ظل أن الشك أصبح ينتاب المستثمرين فيما يتعلق بفاعلية اتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه منظمة أوبك وروسيا من أجل تحقيق التوازن في الأسواق، ما يزال خام غرب تكساس الوسيط معرضًا للمزيد من ضغوط البيع. وما يزال النفط الصخري الأمريكي يشكل خطرًا على اتفاق أوبك حيث تتابع الأسواق كيف سيكون رد فعل منظمة أوبك عندما يؤدي ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي لزيادة حصته من السوق على حساب البلدان الأعضاء في أوبك.
ويقوم خام غرب تكساس الوسيط على الرسم البياني اليومي باستمرار بتكوين قيعان أدنى من القيعان السابقة وقمم أدنى من القمم السابقة وهو الأمر الذي يستوفي المتطلبات الأساسية للاتجاه الهبوطي. ومن المنتظر أن يؤدي الزخم الهبوطي لتشجيع البائعين على دفع الأسعار نحو مستوى 45.50 دولار. أما عن السيناريو البديل، فالارتداد الفني والصعود نحو مستوى 46.50 دولار يمكن أن يجذ الدببة لشن جولات جديدة من البيع مع وضع مستوى 45.50 دولار باعتباره المستوى المستهدف الأول.
السلع تحت المجهر – الذهب
لم يكن للرفع الوشيك لأسعار الفائدة الأمريكية مساء اليوم تأثيرًا كبيرًا على الذهب حيث ارتفعت الأسعار نحو مستوى 1270 دولار خلال بداية التعاملات. وعلى الرغم من أن المعدن الذي لا يدر أي عائد ما يزال مساره مرهونًا بتوقعات أسعار الفائدة الأمريكية، ولكن أسعار الذهب قد حظيت بالدعم بفضل التكهنات بأن رفع سعر الفائدة في يونيو سيعقبه تبني موقف يصب في اتجاه تيسير السياسة النقدية. وفي ظل أن النفور من المخاطرة الناجم عن تطورات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والغموض السياسي في الولايات المتحدة من المرجح أن يؤدي لزيادة الإقبال على أصول الملاذ الآمن على المدى المتوسط والطويل، يمكن أن يتلقى ثيران الذهب القدر الكافي من التشجيع للمحافظة على بقاء السعر فوق مستوى 1260 دولار. ومن المنظور الفني، ستظل التوقعات الصعودية للذهب على الرسم البياني اليومي سارية طالما ظلت الأسعار فوق مستوى 1260 دولار.