منذ إطلاق كاديلاك تحت رعاية الميكانيكي المبدع هنري ليلاند، بدأت العلامة برسم المعايير التي تحدد صناعة السيارات وهو دور تستمر بتوليه حتى اليوم. وكان إصرارها على الابتكار واتباع منهجية دقيقة، هو ما قاد كاديلاك لبناء حضورها وفوزها بالتقدير كعلامة تستعرض الابتكار التكنولوجي.
بعد ست سنوات من تأسيس كاديلاك، وضع ليلاند أسس الإنتاج ذو النطاق الواسع في قطاع صناعة السيارات من خلال إمكانية تبديل قطع الغيار باستخدام مقاييس موحّدة وقدرات تحمل صارمة ودقيقة. فكانت كاديلاك علامة السيارات الأميركية الأولى التي تفوز بجائزة ’ ديوار تروفي‘من نادي السيارات الملكي اللندني. وكان هذا الفوز بمثابة الحافز الذي قاد العلامة لتبني شعار “المعيار العالمي”.
وبعد عامين، أطلقت كاديلاك’ الطراز ثيرتي‘- أول سيارة بدون ذراع التشغيل اليدوية- والأولى التي يتم إنتاجها بمشغل ذاتي إلكتروني، ونظام إشعال، وإضاءة. هذا الابتكار ضمن لكاديلاك جائزة ’ ديوار تروفي‘مرة أخرى، وشكل نقطة انطلاق لسيارة أكثر أماناً واعتمادية، فضلاً عن فتح الباب أمام المرأة لقيادة السيارة. والآن، تعتبر هذه التكنولوجيا التيار الرئيسي التي تعتمده جميع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي.
ثم أطلقت كاديلاك ابتكار آخر فريد، ولا يزال فعّالاً حتى يومنا هذا. وهو سيارة ذات محرك ثماني الاسطوانات (V8) مع تبريد بالمياه، والذي غدا علامة فارقة تنفرد بها كاديلاك.
وفي أول عقدين لها، رسخت كاديلاك الأسس التي تميزها كعلامة سيارات فاخرة بفضل سياراتها القوية، والمتقنة. وفي منتصف عشرينات القرن الماضي، كان اللون السائد للسيارات هو الداكن والرمادي، فتولّت كاديلاك الريادة باستخدام الطلاء المصقول لتقدم لعملائها قائمة خيارات مكوّنة من أكثر من 500 لون مختلف. وفي 1926، عيّنت كاديلاك هارلي جيه. إيرل، أول مصمم سيارات أميركي. وبعد ذلك بعام واحد، صمم إيرل طراز الكوبيه المكشوفة ’ لا سال‘، أول سيارة تبدعها أيدي مصمم، وليس مهندس.
وفي الثلاثينات، أصبح منهج كاديلاك في الابتكار يمزج الإبداع الميكانيكي بلمسات التصميم الفريدة. وقدّمت العلامة أول محرّك V6 (16 أسطوانة) في سيارة ركاب، والتي أصبحت إحدى السيارات المميزة في تاريخها. وتلتها نسخة بمحرك V-12. وبحلول منتصف العقد، أنتجت كاديلاك أكثر من 68 تصميم للهيكل، لتلبية متطلبات عملاء عالم الفخامة.
وفي مرحلة ما بعد الحرب، أطلق مصمم كاديلاك هارلي جيه. إيرل، تصميم الجناح الخلفي أو ’ الزعنفة الخلفية ‘المستوحاة من تصاميم الطائرات الحربية. ووصل تصميم ’ زعانف ‘كاديلاك إلى ذروته في نهاية الستينات، وأصبح كل قياس لها بمثابة دلالة على أحد الفترات الزمنية لتصاميمها.
وفي الخمسينات، اعتنقت كاديلاك فترة الازدهار التي تلت الحرب بتوسع، بريادتها كأول علامة تقدم نظام التوجيه الكهربائي في كامل طرازاتها، واتبعت ذلك بمجموعة من الابتكارات المتطورة في مجال السلامة.
واستمرت كاديلاك بإطلاق ابتكاراتها التكنولوجية والتصميمية طوال الستينات، خاصة في مجال راحة الركاب فأطقت الفرامل القابلة للتعديل ذاتياً. وفي 1963، قدمت أحزمة الأمان في المقاعد الأمامية، التي أصبحت معياراً قياسياً بموجب القانون في العام التالي. وفي 1964، قدمت المصابيح الأمامية بالتحكم الأوتوماتيكي، وأول نظام تدفئة بميزة التنظيم الحراري، فضلاً عن نظام التهوئة، والتبريد. وعلى مدى السنوات القليلة التالية، قدمت كاديلاك نظام التوجيه الكهربائي متعدد النسب، وتدفئة إلكترونية للمقاعد، ثم الراديو.
وشهدت منتصف السبعينات الإعلان عن ابتكار الوسادات الهوائية، لدعم سلامة الركاب، إضافة إلى المحوّلات الوسيطة المسؤولة عن تخفيض مستوى الانبعاثات. بعد ذلك، في 1975، أصبحت كاديلاك أول صانع سيارات يقدم محركات بالحقن الإلكتروني للوقود، تلاها إطلاق طراز “سيفايل” 1978 الذي افتتح عصر السيارات المدعومة بالكمبيوتر، حيث تضمنت معالجات صغيرة في شاشة العرض الرقمية.
وبعد أن تمكنت من وضع بصمتها على مدى ثمان عقود كرمز للفخامة والتميّز، واجهت كاديلاك ديناميكية الثمانينات بإطلاق الطراز “سيفايل إليجانت”، وقدمت في التسعينات العديد من الابتكارات والمزايا الأولى من نوعها، من أهمها المحرك V8 نورث ستار في 1992 الذي تضمن 16 ميزة جديدة وحائزة على براءة اختراع. واختتمت كاديلاك التسعينات بما يعتبر أحد رموز ثقافة البوب المعاصرة، كاديلاك إسكاليد، ثم تقديم مفهوم ’ الفن والعلم‘ في طراز CTS.
وكان نظام التحكم المغناطيسي بالقيادة في الطراز DTS، العلامة الفارقة لابتكار كاديلاك في التسعينات فضلاً عن أول استخدام لتقنية LED في الإضاءة الخارجية في المصابيح الخلفية للطراز نفسه. وهي الابتكارات التي أصبحت اليوم المنهج المهيمن في صناعة السيارات، بعد 20 عاماً من إطلاقها قبل كاديلاك.
واحتفلت العلامة بالذكرى المئوية لتأسيسها، وبدأت العقد الجديد بالطراز النموذجي ’ سيين‘ الحائز على العديد من الجوائز، تلاها في 2003 الإصدار الجريء من CTS، طراز السيدان من كاديلاك، السيارة التي أسست نهضة التصميم في كاديلاك. وتطور العقد بالعديد من الإبداعات الرائدة كإطلاق سلسلة طرازات V ذات الأداء الرياضي الفائق، والتي تستهدف الطلب المتنامي على طرازات السيدان والكوبيه (HALO)، إضافة إلى فئات هجينة وكهربائية مثل إسكاليد الهجينة، وELR الكهربائية.
وفي السنوات التالية، أطلقت كاديلاك سلسلة فريدة من الطرازات الجديدة؛ ATS، وATS كوبيه، وCTS، وإسكاليد الجديدة كلياً، وXTS التي تم تصميمها بمنظور القرن الواحد والعشرين، لتدمج مجموعة من أفضل الحلول المبتكرة في مجال الأداء، والتصميم، والسلامة، والاتصال. ولتشكل بنية عالم السيارات في المستقبل.
وابتداءً من 2015، قدمت كاديلاك أنظمة جديدة وغير مسبوقة في مجال تكنولجيا تجنب الحوادث مثل نظام تثبيت السرعة المدعوم بالرادار، ونظام المحافظة على المسار، لتفتح الطريق تجاه عصر القيادة شبه الذاتية. وبالإضافة إلى ذلك، ستقدم كاديلاك خلال 2017، نظام التواصل بين السيارات بشكل تجريبي في بعض من الطرازات والأسواق، في إطار تحقيق المزيد من التطور وتخطي الحدود في مجال تكنولوجيا السلامة، وذلك بهدف تمكين السائق ودعمه عند الحاجة.