دبي – خاص
القليل من الساعات تمتلك القدرة على إلهام الآخرين، وساعات أوميغا سبيدماستر لطالما كانت مصدر الإلهام للعديد من التصاميم، حيث نجد ضمن إصداراتها ساعات تمّ ارتداؤها عند الصعود إلى القمر لأول مرة على الإطلاق، وبفضل ذلك فقد تمكنت هذه الإصدارات الرائعة أن تجسد البراعة والإبداع والحرفية العالية لتصبح رمزاً يدل عليها خاصة وأنها قد تمكنت من مرافقة رواد الفضاء في رحلاتهم. وخلال احتفالات الذكرى الستين لإطلاق مجموعة سيبدماستر، فإننا نعود بالزمن إلى الوراء بصحبة نخبة رواد الفضاء وسفير العلامة جورج كلوني إلى الأيام الأولى لانطلاق برنامج أبولو ونوضّح القدرات التي مكّنت سبيدماستر من تحقيق هذه الإنجازات الرائعة.
على مر السنوات قدّم نجم هوليوود جورج كلوني عدداً من الأعمال في دور رائد فضاء، والقليلون فقد يعلمون مدى تعلقه باستكشاف الفضاء. لقد نشأ كلوني خلال فترة الستينات، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات فقط عندما وطأت قدما نيل أرمسترونج وباز ألدرين سطح القمر. وعلى غرار معظم الأطفال في جيله، فإنّ رواد الفضاء كانوا بمثابة أبطال أسطوريين بالنسبة له، وكان حلمه التمكن من السفر إلى الفضاء.
ويسترجع كلوني تلك الفترة من عمره ويقول: “تعد فترة الطفولة من أكثر المراحل إثارة للإهتمام بالنسبة للأفراد، لقد حفظنا أسماء رواد الفضاء عن ظهر قلب، كما أننا تناولنا الطعام الذي تناولوه، وخلال إحدى العطلات، قمنا بقيادة السيارة نحو موطن أرمسترونج فقط لأننا رغبنا بأن نكون في نفس المكان الذي يتواجد فيه. لقد كنّا نرى رواد الفضاء بمثابة أبطال.”
وبالنسبة لكلوني، فإنّ ذلك التحدي قد كان مستحيلاً في آنذاك، إلا أنه شكّل مستوىً جديد من التفاؤل وانعكس على كل شيء يدول حوله.
ويقول: “انتقلنا خلال 60 سنة فقط من اختراع السيارات إلى الهبوط على سطح القمر، وقد كان ذلك بالنسبة لنا قمة التفاؤل، والحد الأقصى في التفكير التقدمي، وجعلنا نشعر بأنه يمكن تحقيق أي شيء.”
وعند هبوط مركبة أبولو 11 على القمر في 20 يوليو 1969، فإنه قد تمّ الرد على تحدي كينيدي على أكمل صورة. وآنذاك كان كلوني الذي لم يزل في نعومة أظفاره يشاهد القمر بصحبة والده من الفناء الخلفي لمنزله، وحينها شعر بصلة خاصة مع هؤلاء الأبطال اللذين وضعوا أول خطوات على سطح عالم جديد، ومثل رواد الفضاء فقد كان والد كلوني يرتدي ساعة أوميغا.
وفي الحقيقة فإنّ كلوني لايزال يحتفظ بهذه الساعة حتى اليوم، حيث أن والده عندما علم بأن ابنه يعمل مع أوميغا، فإنه لم يتردد في تقديم تلك الساعة هدية له.
ويقول كلوني في ذلك الصدد: “قام والدي بإحضار الساعة من العلية، بعد احتفاظه بها لما يناهز العشرون عاماً، وقام بتشغيلها فعملت فوراً، لقد كانت لحظة خاصة بالنسبة لي، فقد نشأت وأنا أشاهده يرتديها على معصمه دائماً.”
وعند إطلاقها فقد حققت ساعة سبيدماستر شعبية واسعة بين سائقي السباق المحترفين، حيث أنّ هيكلها القاسي وفر صلابة متناهية تصمد أمام التردادات والاهتزازات الشديدة وفي نفس الوقت تحفظ دقة الوقت، وبفضل مقياس المسافات على القرص فإن السائقين تمكنوا من حساب الزمن خلال الدورات بكل سهولة أكثر من أي وقت مضى. فقد كانت هذه الساعة هي الأولى التي تحتوي على هذه المواصفات المتفوقة خلال ذلك الوقت، وأضفت التطور على التصميم والاستمرارية والقدرة الوظيفية العالية لساعات المعصم.
وفي العام 1964، بدأت ناسا بالبحث عن ساعة يستخدمها روادها خلال بعثات الفضاء، وقاموا باختيار ساعات من عدة علامات تجارية وأخضعوها لنفس سلسلة الاختبارات للتحقق من كافة الأجزاء فيها، وساعة واحدة فقط تمكنت من اجتياز كافة الظروف الصعبة من الحرارة الشديدة والاهتزازات والصدمات القاسية وظروف الفضاء التي لا ترحم وهي ساعة سبيدماستر الأيقونية.
واليوم بعد 60 عاماً، لا تزال سبيدماستر هي الساعة المصدقة لكافة بعثات الفضاء وقطعة دائمة ضمن أجهزة محطة الفضاء العالمية. وكبرهان على التفكير التقدمي في التصميم الأساسي، فإنّ ساعة مونواتش المصنوعة حديثاً مماثلة لإصدارة ساعة أوميغا التي أطلقتها في مرحلة ما قبل استكشاف الفضاء.
وبالنسبة لكلوني، سبيدماستر ساعة كلاسيكية مثل النبيذ المعتق، ويوضح ذلك: “بعض الأشياء تبقى كلاسيكية وسترغب دائماً في بقائها كما هي، وتنزعج جداً عن تغييرها، نحن نرغب في التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية، ولكن في نفس الوقت فإنه لا بد أن تبقى بعض الأشياء كلاسيكية كما هي، وعندما يطرأ عليها أي تغيير فإن ذلك سيحطم فؤادك.”
ودليل آخر على جودة تصميم سبيدماستر هو تصميمها المتميز كأداة ملاحة للمستكشفين، حيث استخدمها رالف بلايستيد في العام 1968 لتحديد المواقع بدقة للقطب الشمالي لأول مرة، وكذلك في العام 1985 استخدم ونغ هاو مان سبيدماستر لتساعده على استكشاف ورسم خريطة مصدر نهر اليانغستي العظيم.
وعند النظر إلى تلك الفترة الخصبة بالاكتشافات، فإنه من الواضح بأن تحدي كينيدي كان ضرورياً لتحقيق تلك الانجازات. وبالنسبة لكلوني فإننا بحاجة اليوم إلى المزيد من التحديات لتقودنا نحو مرحلة جديدة من التفاؤل والتقدم التقني.