- ينمو سوق السياحة الرياضية العالمي بنسبة 17.5٪ سنويًا.
- يُقدّر حجم قطاع الرياضة في الشرق الأوسط بنحو 600 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بنموه بنسبة 8.7٪ بحلول عام 2026.
- من المتوقع أن يتضاعف حجم سوق الرياضة في المملكة العربية السعودية ثلاث مرات ليصل إلى 22.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، مما يوفر نحو 39 ألف فرصة عمل ويضيف 13.3 مليار دولار أمريكي إلى ناتجها المحلي الإجمالي.
الرياض16 اكتوبر 2025
رسخت دول مجلس التعاون الخليجي مكانتها كمنصة عالمية لاستضافة الفعاليات الرياضية، وباتت جاهزة لاقتناص حصة من السوق العالمي للسياحة الرياضية البالغ قيمته 2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.
كشف تقرير جديد صادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط بعنوان “انطلاقة مجلس التعاون الخليجي نحو تحويل الطموح الرياضي إلى أثر سياحي طويل الأمد” عن سبل تمكين المنطقة من تحويل نجاحها في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية إلى محرك طويل الأمد للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز حضورها العالمي. وأوضحت الدراسة أن دول مجلس التعاون الخليجي، رغم نجاحها في ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية لاستضافة البطولات العالمية، إلا أن المرحلة التالية من النمو تتمثل في تطوير وجهات قائمة على التجربة، وتجارب تفاعلية للمشجعين، ومنظومة إقليمية متكاملة تعزز استقطاب الزوار على مدار العام.
على الصعيد العالمي، تمثل السياحة الرياضية حالياً نحو 10% من إجمالي الإنفاق السياحي، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ 17.5%. وفي الشرق الأوسط، يساهم القطاع الرياضي الأوسع بنحو 600 مليار دولار أمريكي، مع نمو يقارب 9% سنوياً. وبين عامي 2023 و2025، استضافت المنطقة سلسلة من البطولات الدولية، ومنافسات الرياضات الإلكترونية، وأنشطة الصحة واللياقة البدنية بدعم من استثمارات حكومية كبيرة. وأسهمت الفعاليات البارزة مثل كأس العالم لكرة القدم، وسباقات الفورمولا 1، في تعزيز مكانة المنطقة على الساحة العالمية. ومن المتوقع أن يتضاعف حجم سوق الرياضة في المملكة العربية السعودية ثلاث مرات ليصل إلى 22.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، ما سيوفر نحو 39 ألف فرصة عمل ويضيف 13.3 مليار دولار أمريكي إلى ناتجها المحلي الإجمالي.
ويوضح التقرير أن الموجة المقبلة من الفرص تكمن في تطوير وجهات قائمة على التجربة، وتجارب تفاعلية للمشجعين، ومنظومة إقليمية متكاملة تشجع الزوار على العودة على مدار العام. ويشير بحث بي دبليو سي إلى أن المنطقة تستحوذ حالياً على ما بين 5% و7% فقط من الإنفاق العالمي على السياحة الرياضية، مما يترك مجالاً واسعاً للنمو.
إن ثلاث أولويات سترسم ملامح المرحلة القادمة:
- تصميم وجهات رياضية قائمة على التجربة تجمع بين الرياضة والتسوق والترفيه والثقافة، بهدف جذب إقامة أطول وزيادة إنفاق الزوار.
- تعزيز تفاعل المشجعين عبر الابتكار الرقمي وسرد القصص، حيث تتيح المهرجانات الممتدة على عدة أيام والمنصات الرقمية والتكامل الثقافي، تحويل الزوار إلى مشاركين نشطين وسياح دائمين.
- بناء منظومة خليجية متكاملة للسياحة الرياضية تربط الأحداث والوجهات والمواهب عبر الحدود، من خلال تسهيل السفر وتوحيد الجهود التسويقية.
قال بيتر داير، مستشار تنفيذي رئيسي لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط:
“لقد أظهر مجلس التعاون الخليجي بالفعل قدرته على استضافة أكبر الفعاليات العالمية. وتتمثل الخطوة التالية بتحويل هذا النجاح إلى أثر مستدام، من خلال بناء وجهات تجذب الجماهير على مدار العام عبر تجارب أغنى، وتفاعل رقمي أكثر ذكاءً، وروابط إقليمية أقوى. هذا ما سيُشكِّل الفصل القادم من قصة السياحة الرياضية العالمية”.
وأضاف جوناثان وورزلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة The Bench، الجهة المنظمة لقمة مستقبل الضيافة: “أصبحت السياحة الرياضية ركيزة أساسية لاستراتيجية الوجهات ومحركًا رئيسيًا للاستثمار في مجال الضيافة. فمن خلال قمة مستقبل الضيافة، كانت لنا فرصة تسهيل هذه الحوارات بين المستثمرين والمطورين والجهات الحكومية، وكنا أول الشاهدين على أثرها. ويتجاوز هذا الأثر مجرد شغور الغرف الفندقية، فهو يدعم تطوير البنية التحتية، ويعزز الوعي بالعلامة التجارية، ويولّد طلبًا مستمرًا على مدار العام، وهي فرص يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي أن تستفيد منها.”
كما يدعو التقرير إلى زيادة الاستثمار في الرياضة النسائية، والأنشطة الرياضية الترفيهية، وتطوير القوى العاملة، إلى جانب تعزيز الاستفادة من المرافق القائمة لتوسيع نطاق التأثير لما بعد الأحداث الكبرى. ونظراً لأن أكثر من 60% من سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 35 عاماً، تؤكد الدراسة أهمية الابتكار الرقمي ومشاركة الشباب في تشكيل مستقبل السياحة الرياضية.
ومن خلال الانتقال من استضافة الفعاليات إلى بناء التجارب، تُظهر البيانات أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على ترسيخ مكانتها كإحدى أكثر مناطق السياحة الرياضية ديناميكية وترابطاً واستدامة في العالم، حيث يجد المشجعون والرياضيون والمسافرون أسباباً تدفعهم ليس فقط للزيارة، بل للعودة مجدداً.