دبي – خاص
‘Quild‘، العلامة التجارية لألحفة اﻟ‘quilts‘ التي تتخذ من دبي مقراً لها أن انطلقت وبدأـ أعمالها رسمياً في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشتهر كويلد ‘Quild‘ بألحفتها الممّيزة ذات الروح المبتكرة والمصنوعة يدوياً، بالإضافة إلى منتجات الكويلتينج (Quilting) المتنوعة، وتمزج بين أسلوب خياطة الألحفة التقليدية مع التصاميم المعاصرة الحديثة، وتقدم تشكيلة من القطع الفريدة والمستدامة لترضي جميع الأذواق،
تقول فريدة طلعت المؤسس للعلامة التجارية كويلد:” وهي فنانة ومصممة موهوبة منذ الصغر، نشأت في دبي ودرست في كندا. انخرطت في الفنون والحرف اليدوية والخياطة وتصميم الملابس والأزياء قبل أن تتخصص في تصميم وخياطة الأغطية بشكل أساسي.
تعيد كويلد تخيُّل حرفة خياطة الألحفة على الطراز القديم، إن أكثر ما يميّز منتجاتنا أنها مصنوعة من أقمشة وخامات طبيعية عالية الجودة مثل القطن والكتان أومزيج من الأثنين، وتضم تتشكيلة كويلد ألحفة للأطفال، وألحفة بحجم السرير، وأغطية اﻟ‘throws‘، والجاكيتات والحقائب وحقائب للشاطئ والمكياج وغيرها من الإكسسوارات المختلفة. تم تصميم كل قطعة بعناية ودقة متناهية بشكل يضمن الراحة والرفاهية والأناقة في ﺁنٍ واحد. ومن حيث الاستدامة ونتبع ترشيد استهلاك القماش لتقليل التأثير على البيئة.
- .
كيف بدأت؟
ماذا تقول فريدة عن بداياتها وما الذي ألهمها لبدء مشروع خياطة اللحف في الإمارات العربية المتحدة؟
بدأ حبي وشغفي باللحف في دبي عام 2017 حيث صممت ونفذت أول لحاف بنفسي دون أي خبرة مُسبقة، ومن ثَم وبعد انتقالي إلى كندا، تَعلمت أُسس وأصول المهنة من خلال تواصلي مع مجموعات اﻟ quilting والتعاون مع محترفي تفصيل اللحف في كندا والولايات المتحدة. أعجبت باللحف لأنها توحي بالطابع البيتي الأصيل وتبعث شعوراً بالراحة والدفئ، الشئ الذي يذكرنا بالزمن الجميل وأنا أحب كل ما هو قديم وتراثي. كما أنها شئ مفيد وعملي يستخدمه الجميع في البيت وتعتبر قطعة فنية تضفي جمالاً مختلف عن المألوف..
. هل يمكنك وصف عمليتك الإبداعية وما هي الخطوات التي تتخذينها لضمان عدم تشابه عنصرين تمامًا؟
عملية تصميم أي لحاف تبدأ بالتفكير والتخطيط لكيفية إنتقاء وتوزيع الأقمشة حسب ألوانها وملمسها، ومن ثم أقرر الفكرة والروئية الفنية للقطعة، وبعد تحديد الشكل العام أقوم بقص القماش وخياطة اللحاف يدوياً بشكل متقن عن طريق عملية ال اﻟ quilting وهي عبارة عن خياطة وتمرير خيوط عبر سطح وأسفل القماش لتثبيت الطبقات جيداً وجعلها كتلة نسيج واحدة مبطنة ومتماسكة. وبعد إنتهاء التفصيل يتم وضع اللمسات الأخيرة والتأكد من الجودة وإكمال أي نواقص.
عملية خياطة اللحف عملية محكمة ودقيقة تحتاج حس فني ومهارة عالية لتصميمها وتنفيذها، كما أنها تستغرق الكثير من الوقت لإكمالها، ويعتبر كل لحاف قطعة قيّمة وفريدة من نوعها، واعتمد في عملي على عملية العصف الذهني والتفكير الخلّاق واستدعاء الأفكار قبل كل مشروع وتناول الخياطة باليد مما يضمن عدم تكرار التصاميم بل وإستحالة تشابه قطعتين.
كيف تحصلين على المادة الخام التي تستخدمينها في تصنيع منتجاتك؟
جميع منتجات كويلد مصنوعة من خامات طبيعية ذات جودة عالية مثل القطن أو الكتان أو الصوف أو مزيج من نوعين قماش معاً أو أقمشة حديثة صديقة للبيئة. أعمل علي شراء الأقمشة الخاصة ومستلزمات الخياطة من تجار التجزئة والجملة في الإمارات أو استيرادها من جميع أنحاء العالم، وأحرص على زيارة محلات وأسواق القماش والخردوات بنفسي أثناء سفرياتي إلى كندا وأمريكا وأتعاقد مع مورّدي الأقمشة بالجملة لشراء المواد الخام المطلوبة التي أحتاجها.
هل يمكنك مشاركة مثال لطلب تصميم مخصص من أحد العملاء وكيف جلبت رؤيته إلى الحياة؟
يتقدم العميل بالطلب ويأتي في صورة طلبية أون لاين أو من خلال رسالة على انستغرام، فأبدأ بالتفكير في التصميم والأخذ في الإعتبار نوعية القماش والخامات والحجم والسماكة والوزن والشكل النهائي، وأبدأ بتنفيذ اللحاف وأحيانا أقوم بتطريز أسماء أو تواريخ ميلاد على كل لحاف وذلك حسب الطلب.
ويأتي بعد ذلك تغليف الطلب بحرص والتجهيز لشحنه وتوصيله لعنوان العميل مباشرة، ولا يتوقف الطلب هناك فحسب بل وأحرص على المتابعة مع العملاء بعد التوصيل للتأكد من رضاهم والإجابه على أية أسئلة أو إستفسارات إضافية إن وجدت.
أحياناً تأتيني طلبات مخصصة، فمثلاً جائني طلب من أم أرادت أن يتم تفصيل لحاف مصنوع من ملابس طفلتها، فقمت بقص الملابس الصغيرة بشكل يُبرز أفضل جزء فيها ومن ثم خياطتها مع بعض على شكل patchwork، وكانت سعيدة به جداً حيث كان بمثابة تذكار ذو مكانة خاصة لها ولبنتها. كما تأتيني طلبات مخصصة ثلاثية الأبعاد، أوطلبات تحتوى على تطريز كلمات معيّنة بالخيوط الملوّنة، وغيرها بتصاميم شاعرية ناعمة وأخرى جريئة صاخبة.
هل يمكنك توضيح المواد الصديقة للبيئة وممارسات الإنتاج لديك؟
مؤخراً بدأت بالعمل على لحف صديقة للبيئة تتسم بالاستدامة فمنها ما هو مصنوع من أقمشة خفيفة مثل القطن الطبيعي والكتان ومزيج من الأقمشة الذكية الحديثة الصديقة للبيئة، وأخرى من الصوف الثقيل فيمكن للحف أن تكون مناسبة للشتاء كما للصيف.
ومن الممارسات المستدامة المتبعة لدينا قص الأقمشة بشكل ذكي ومدروس يقلل من هدر القماش بقدر المستطاع، كما يتم اختيار الأقمشة الأمثل لكل نوع من أنواع اللحف بما يضمن كفاءتها وإطالة دورة الحياة لكل منتج. كما نقوم باستخدام الفائض من القماش لتصنيع منتجات وأكسسوارات ومفروشات صغيرة للبيت، مما يسفر عن أشكال جديدة وخلاقه تتسم بالعفوية والفردية.
ما هي خططك لمستقبل هل هناك أي منتجات أو مبادرات جديدة في الأفق؟
نعمل حالياً على إطلاق موقع الكتروني جديد مصمم لعرض منتجاتنا بوضوح لكي يختار العملاء المنتج الأنسب لهم بكل سهولة. وبما أن فصل الخريف على الأبواب ستقوم بإطلاق تشكيلة لحف جديدة مستوحاه من خريف كندا الساحر بألوان البرتقالي المحروق والأحمر الغامق مع لمسات من الأصفر الخردلي ليحاكي أشجار كندا أثناء فصل الخريف.
وكأحد أول مؤسسي فن وصناعة اللحف في الإمارات، أنوي تنظيم معرض للحف في الإمارات ليكون بمثابة منصة مشتركة للتعاون بين محترفي ومصنعي اللحف في الدولة وتجار الأقمشة وفتح مجال التعاون والنقاش المشترك. كما نقوم أيضاً بالتجهيز لتفصيل لحف مميزة للإحتفال بالعيد الوطني للإمارات في ديسمبر القادم. كل ذلك مع مواصلة المجهودات وتلبية طلبات العملاء بدون أي انقطاع.
من هي الفئات المستهدفة؟ من هي الفئات التي تطلب منتجاتك؟
نسعى لجذب فئات وشرائح شتى من السوق والمجتمع فمن أهم عملائنا شريحة الأمهات والسيدات الحوامل اللاتي يبحثن عن اللحف الصغيرة للأطفال والمواليد الجدد، إضافه الى الباحثين عن اللحف بتصاميم عصرية فائقة الحداثة. ويقصدنا أيضاً مهندسي الديكور والتصميم الداخلي والستايلست وشركات التسويق العقاري لإقتناء اللحف والقطع المميزة والنادرة لاستخدامها كأغطيه للأسرة أو الكنب وكمفروشات للبيت وبدائل الوحات الفنية في البيت.
كيف تم تمويل المشروع وه تبحثين عن تمويل؟
تم تمويل المشروع في البداية من مالي الخاص فقمت بتحديد ميزانية خاصة له، وشيئاً فشيئاً بدأ المشروع بالربح وبدأت استخدم العائدات وضخ جزء من المكسب في رأس المال والصرف منه لضمان استمرارية المشروع بشكل منتظم. كما أسعى للتواصل مع المستثمرين لتمويل أكبر وأكثر جدية يسمح للمشروع بالنمو والتطور.
كيف تحققين عوائد وارباح من عملك وكيف تسوقين المنتج؟
لضمان ربحية المشروع وتحقيق عوائد جيدة، أحرص على إبقاء التكاليف في أنسب الحدود الممكنة ودراسة سياسة التسعير والتفاوض مع متاجر القماش بالجملة. ويتم التسويق من خلال قنوات وأساليب عدة منها عرض المنتجات بشكل مباشر في موقع كبير وناجح مثل فضلاً عن مجهودات التسويق والعلاقات العامة والإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاركة في المعارض وفعاليات اﻟ المختلفة.
كيف يمكنك الاستمرار في تطوير مهاراتك ومواكبة أحدث الاتجاهات في صناعات خياطة اللحف والأزياء؟
أنا أعتبر نفسي تلميذة في مدرسة الحياة باستمرار فأسعى للتعلم المتواصل وصقل مهاراتي في الخياطة بشكل يومي فأشاهد الفيديوهات والتوتوريالز على يوتيوب وأسافر كل سنة إلى كندا والولايات المتحدة للمشاركة في معارض وفعاليات خاصة بمجال الخياطة، والتواصل مع فناني اللحف ومتابعة حساباتهم على انستغرام. بالإضافة إلى مواصلة تفصيل وتصميم اللحف بطرق مختلفة والمشاركة بنشاط في عالم التجارة الإلكترونية والعمل مع تجار التجزئة لتأمين الشراكات وضمان تلبية منتجاتنا لأعلى المعايير.
كيف ترين تطور صناعات خياطة اللحف والأزياء، وكيف يمكنك البقاء في الصدارة ؟
أهم ما يميّز صناعة خياطة اللحف هو أنه مجال دائم التغيير والتطوّر فهو نشأ أصلاً من الحاجة إلى الإبتكار وحسن التدبير وإدارة الموارد المتاحة بمهارة. كما يمكن مزجه بغيره من أنواع الخياطة والتطريز ونحو ذلك. ونحن نرى كبرى بيوت الأزياء تتبنى أسلوب خياطة اﻟ quilting في الكثير من تصاميمها، كما نرى توجه الكثير من شركات ومصنعي وموردي القماش إلى أساليب الخياطة التقليدية القديمة، فأنا أتوقع أن يتم إعتماد خياطة اﻟ quilting وصناعتها بشكل واسع وانتشارها على الساحات العالمية.
وللبقاء في صدارة السوق نسعى لمواصلة الإبتكار والتجديد وتقديم تصاميم حديثة وغير مسبوقة، وذلك مع مواصلة تصنيع المنتجات والحرص على ليس فقط مواكبة السوق ولكن أيضاً دفع عجلة التقدم والإبتكار والمساهمة في تطوير صناعة اللحف بشكل عام.
كمؤسسة، ما هي أهم التحديات التي واجهتيها، وكيف تغلبت عليها؟
كمؤسسة لشركة صغيرة من التحديات التي واجهتني هي محاولة إقناع الشركات الكبيرة بالتعاقد معنا وإبرام عقود وشراكات مع تجار الأقمشة المخضرمين، إضافة إلى محاولة تقليل التكاليف قدر المستطاع، مع صعوبات في إدارة الشركة من حيث الحسابات والتسويق والقيام بالتصميمات والمشتريات وكل شئ بمفردي مع وجود وظيفة ودوام مستمر يستهلك كل وقتي. وبما أنني في الأصل فنانة فأحياناً تأتيني فترات من الجمود في التفكير والإبتكار والإتيان بأفكار ملهمة جديدة أحاول التغلب عليها عن طريق أخذ قسط من الراحة والعودة من جديد لاستكمال المسيرة.
ما هي النصيحة التي تقدمينها لنساء الأعمال الطموحين، وخاصة أولئك الذين يتطلعون إلى بدء مشروع تجاري في سوق متخصصة مثل خياطة اللحف؟
أنصح زميلاتي سيدات الأعمال بالتركيز على مجال واحد ومتخصص واتقانه، وعدم الإذعان للضغط فتقومين بالتنويع وتقديم أكثر من نوع منتج ولكن بدون تركيز مما يقلل فرص النجاح. ومن أهم نصائحي أيضاً السعي المستمر وبذل المجهود وطرق الأبواب وعدم السماح لليأس من التمكن منك وإعتياد الرفض من قِبَل الشركات ونحوه، مع الإيمان بقيمة المنتج