دبي – خاص
مجموعة من الشخصيات الريادية الإماراتية أطلقت شركات ناشئة مختلفة النشاط خلال الفترة الماضية ونجحت في اثبات وجودها في بيئة شديدة التنافسية . ويأتي النجاح الذي حققته هذه الشركات منسجماً مع تطور البيئة الداعمة للأفكار الريادية في الإمارات مع وجود العدديد من المؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية التي تحتضن الأفكار الإبداعية للرواد الجدد. كما لابد من الإشارة إلى تطور منظومة الدعم والشراكة من قبل هيئات حكومية مثل صندوق خليفة ومؤسسة محمد بن راشد لدعم الشركات الصغيرة
مجلة Entrepreneur العربية التقت مع ثلاثة من أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، للتعرف على مشاريعهم وتسليط الضوء على الدعم الذي قدمته لهم المؤسسة للمساهمة في نجاح مسيرتهم الريادية.
وكان في مقدمتهم السيدة نجاح فلاح المنتفق، مؤسِسة متجر كوكو جليلة COCO JALILA، التي تأسست رسمياً في العيد الوطني الإماراتي من عام 2012، بدعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع، لتصبح اليوم علامة تجارية رائدة في عالم الشوكولاته.
بدأت كوكو جليلة كمشروع شخصي قائم على الشغف في عام 2010، لتتطور بعد ذلك وتصبح من العلامات التجارية الرائدة والمرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تشتهر بمذاق الشوكولاته المميز والحلويات التي تجمع بين التقاليد والابتكار والشغف.
كما أصبحت العلامة التجارية المفضلة لدى العديد من الشركات الرائدة في مجال الطيران والفنادق والضيافة، والوجهات الفاخرة مثل جلسات كبار الشخصيات والعديد من دور الأزياء والمتاجر الفاخرة، حيث تعد كوكو جليلة العلامة التجارية المفضلة للماركات المميزة التي يبحث عملاؤها عن أفضل وأرقى معايير الخدمة والجودة.
وتوضح السيدة نجاح أن مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة قد عززت من مصداقية العلامة ومنحتها المنصة التي تحتاج إليها الشركة للتواصل مع الجهات المعنية والانتشار في السوق. كما تقوم المؤسسة بمنح شهادة تعاون، وهو أمر في غاية الأهمية ساعد على التعريف بكوكو جليلة وتمكينها من التواصل مع المشاريع المحلية الصغيرة والمتوسطة الأخرى، فضلاً عن إمكانية التسجيل لدى أقسام المشتريات، بما يتيح للشركة استلام الدعوات الخاصة بالمناقصات وتمكينها من تقديم العطاءات، وهو أمر أساسي لمساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة على اتخاذ الخطوات الأولى والمهمة عند قيامها بتأسيس قاعدتها في قطاع أعمالها.
كما تمّ تمويل كوكو جليلة من خلال الجمع بين التمويل الذاتي والاستثمار الأولي من صندوق خليفة. فقد تمكن مؤسسو الشركة من بدء العمل بالاعتماد على مواردهم الخاصة، مما يدل على التزامهم وإيمانهم بالمشروع. كما كان للدعم والتمويل المالي الذي حصلت عليه الشركة من صندوق خليفة دور كبير في توفير رأس المال اللازم للبدء بالعمل. وإلى جانب الدعم المالي المطلوب لبدء العمليات الأولية، منحتنا هذه الشراكة الاستراتيجية الخبرات والتوجيهات القيّمة للتعامل مع واقع الأعمال التنافسي. وقد أثبتت طريقة الجمع بين التمويل الذاتي والاستثمار الخارجي نجاحها في إطلاق كوكو جليلة.
واختتمت السيدة نجاح حديثها بتوجيه الشكر إلى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حرصت على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز تطويرها ونموها واستدامتها. ومع ذلك، فمن المهم إدراك أنه ما تزال هناك تحديات تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة، ولا سيما فيما يتعلق بالرسوم والتكاليف المرتبطة ببدء الأعمال التجارية وإدارتها.
وفي حديثنا مع محمد خالد، مؤسس شركة برايوفاي، يتحدث خالد عن طبيعة نشاط الشركة المتمثل في رقمنة العمليات اليدوية وأتمتتها متى ما سنحت الفرصة بذلك، موضحاً بأن أتمتة الأنظمة تتطلب حلولاً عديدة، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأدوات التي تساعد على توفير قيمة مضافة لعملائنا. وتمتلك برايوفاي أحد أفضل الحلول في مجال إدارة العمليات التجارية والذي يساعد على ربط الأطراف المعنية ببعضها لإنجاز المهام دون أخطاء وبفاعلية أكبر.
وأوضح محمد: “حظينا بدعم لا يقدر بثمن من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث زودونا بجميع السبل والأدوات اللازمة لتحقيق النجاح، بدءاً من دعمنا في مجال التمويل، ومنحنا فرص مزاولة الأعمال وتوفير منصة للظهور الإعلامي وتحقيق الانتشار ، ووصولاً إلى الدعم في مجال البنية التحتية لإحراز مزيد من التقدم والتطور”.
وحول شكل التمويل الذي حازت عليه الشركة، أشار محمد : “استند تمويل الشركة إلى مصدرين؛ الأول كان من قبلي بصفتي رائد أعمال ومؤسساً للشركة، والمصدر الآخر استند على مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقمنا بالاجتماع مع المؤسسة، وعرضنا عليهم المشروع موثقاً بالأرقام ومدعوماً بدراسة جدوى كاملة، حيث أجبنا على استفساراتهم واستعرضنا مدى خبرتنا بمنظومة الأعمال في الدولة وأُسس إنشاء الشركات. وحظينا بالدعم الشامل من المؤسسة، سواء على صعيد التمويل أو الإرشاد والتوجيه في مختلف الأصعدة لتمكيننا من الانطلاق والتوسع، فضلاً عن الترويج للشركة”.
وحول رأيه بقوانين تأسيس الشركات الحالية ودورها في تسهيل إطلاق الشركات الناشئة، أفاد خالد: “نثق كلياً بأن دولة الإمارات العربية المتحدة توفر بيئة مواتية لمزاولة الأعمال وتأسيس الشركات، ولا سيما في ظل الدعم الشامل من القيادة الرشيدة، ومن مختلف الأطراف المعنية، وفي مقدمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وحتى القطاع الخاص، ما يضمن تحقيق النجاح والانطلاق بقوة في السوق. ويشجع ذلك رواد الأعمال على إطلاق الشركات والمشاريع الجديدة، بمجرد امتلاكهم زمام المبادرة والمثابرة”.
أما السيد اسماعيل الشريف، مؤسِس اراوند ذا بلوك للاستثمار ش.ذ.م.م، التي تأسست 2019 وهي شركة متخصصة في إدارة الضيافة مقرها دبي ، وتشتهر بإبداع مفاهيم الأطعمة والمشروبات المحلية التي تقدم تجربة طهي مختلفة وعالية الجودة. تدير ATB علامات تجارية متعددة في الدولة وتتطلع نحو وجودها في السوق العالمية.
ويقدم مطعم “أراوند ذا بلوك” تجارب المأكولات والمشروبات التي تناسب جميع الأذواق وسط أجواء فريدة، إلى جانب مزاولة أنشطة إدارة المطاعم.
ويشير اسماعيل إلى أن الشركة قد تلقت العديد من أشكال الدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفي مقدمتها رخصة تجارية لمزاولة الأعمال مدتها خمس سنوات، ودون دفع أي تكاليف، فضلاً عن التسهيلات في عدد من الدوائر الحكومية، مما ساهم في إنجاز تسجيل الشركة بسرعة، ومهد لنا الطريق للمضي قدماً في المشروع، وتحويله من مجرد فكرة إلى واقع. كما تقدم المؤسسة المساعدة على التواصل مع المستثمرين والموردين العالميين لعقد الشراكات، الأمر الذي يدعم توسيع نطاق أعمالنا مستقبلاً وتحقيق مزيد من النجاح. وقد تم تمويل الشركة بشكل خاص عن طريق الشركاء الرئيسيين للشركة.
وتُعد قوانين تأسيس الشركات خطوة مهمة نحو تشجيع ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي. ولذلك، من الضروري مراجعتها بصورة مستمرة بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية، والنظر في تكاليف التأسيس المرتبطة بهذه الجهات، بما يسهم في مواصلة خلق بيئة داعمة ومحفزة لرواد الأعمال الجدد وتقديم أكبر قدر من الدعم للشركات الناشئة.