بقلم: أليكس اندراكس
المؤسس والمدير العام لشركة اندراكس
يندرج التجديد بصفته فناً ضمن عملية متواصلة عنوانها المحافظة على الجدوى والأثر، سواء أكانت الجهة المجدِّدة فرداً أو علامةً تجارية أو شركة، حيث يبدأ أساساً من فرضية مفادها أن التغيير هو أمرٌ لا مفر منه، وتمكن ملاحظته في كل مكان من حولنا وفي مختلف مناحي حياتنا الشخصية والمهنية.
ذلك هو المبدأ الذي اتبعتُه على مدى أربعين سنة من حياتي التي شهدت العديد من التنقلات في مسيرتي المهنية الطويلة، بدءاً من تولي المناصب التنفيذية العليا في قطاع السلع الاستهلاكية وقطاع العقارات، ووصولاً إلى تأسيسي لشركة اندراكس في عام 2010، وهي شركة ناشئة متخصصة في مجال الاستشارات الإدارية والخدمات الإبداعية.
وطوال هذه الرحلة، تزامنت هذه التنقلات المهنية المتجددة مع تحولاتٍ مقابلةٍ على المستوى الشخصي والنفسي والعقلي، وعلى مستوى أسلوب الإدارة ومهارات التواصل وإدارة العلاقات، لغاية الوصول إلى الصيغة المثالية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
وكما يشير العنوان، فإن إيجاد نهج خاص في ” إدارة التغيير” أو “التجديد” هو فن في حد ذاته، ففهم أسباب التجديد هو أمرٌ ضروري من أجل تحديد ما الذي يجب تغييره وتحديد المحاور والعناصر اللازمة لدفع هذا التغيير، وبالتالي اعتماد مجموعة من الأساليب والآليات الكفيلة بتحديد كيفية نقل التغيير إلى الواقع الشخصي والمهني. وتتطلب هذه العملية الدقيقة دراسة متأنية وإتقاناً عالياً لضمان تحقيق أقصى قدر من التأثير والنجاح في نهاية المطاف.
قبل أكثر من عشر سنوات، سألني أحد الصحفيين المتخصصين بشؤون المال والأعمال حول أكبر تحدٍ واجهته حين تركت منصبي التنفيذي الرفيع وانتقلتُ لتأسيس شركتي الخاصة “اندراكس”، وكان جوابي من دون تردد “السر يكمن في إدارة الذات”، بدلاً من استعراض التحديات الاعتيادية التي تواجه الشركات الناشئة كصعوبات تأمين رأس المال الأولي وتطوير الأعمال، والتحديات المرتبطة برأس المال العامل والتوظيف أو التحديات الإدارية الأخرى.
ولا بد إذاً من المحافظة على ذلك التوازن الدقيق الذي يجعلك تحافظ على شعورك بالإيمان بموهبتك وإمكاناتك من دون الوقوع في فخ المبالغة في الثقة، إذ لدي اعتقاد راسخ بأن الأشخاص العظماء الذين أثبتوا نجاحهم في مختلف المجالات بما فيها العلوم والفنون والثقافة والرياضة وعالم المال ارتكزوا على ثقتهم العالية بأنفسهم حتى استطاعوا تسخير أقصى طاقاتهم وإبداعاتهم لتحقيق ذلك المستوى من النجاح والتميز، ولولا ذلك ما كان لهم أن ينجحوا، فالشغف هو ما يدفع الناس للمضي قدماً في طموحاتهم وهو الذي يوجههم حول كيفية القيام بذلك، ويساعدهم في فهم المعاني الحقيقة لحياتهم.
التجديد ليس مسألة سهلة على الإطلاق، إلا أن التوقف عن القيام بما اعتدنا على القيام به والتوجه لاستكشاف آفاق جديدة في جوانب الحياة وأبعادها المختلفة هو تحدٍ يستحق التجربة ويستحق الوقت والجهد.
نصيحتي للجميع، من أفراد أو علامات تجارية أو شركات: خوضوا رحلة التجديد هذه، واستمتعوا بها. ولتكونوا فضوليين لاكتشاف الجوانب الأخرى من شخصياتكم، واستكشفوا بحق ذروة ما يمكنكم أن تكونوا عليه أو تحققوه.