دبي – حاص
بقلم سابينا ميرزا أحمدوفا، الرئيس التنفيذي لشركة Mappable
كونها العمود الفقري لكل شركة ومؤسسة، يُنظر إلى كفاءة سلسلة التوريد كضرورة لوجستية لا يُمكن التساهل بها لتحقيق الازدهار واكتساب ميزة تنافسية في قطاعات التجارة الإلكترونية والتجزئة. تشمل سلسلة التوريد عدداً من الخطوات الحيوية لتحقيق النجاح التشغيلي، بدءاً من تحديد مصادر البضائع، تصنيعها وتخزينها إلى توصيلها للعملاء. ومع ما تشهده هذه الصناعات من تطور سريع ونمو كبير، من المتوقع أن يصل إجمالي إيرادات التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 50 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، بينما تشير التوقعات إلى أنّ مبيعات التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها ستصل إلى حوالي 114 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.
تنشأ التحديات في سلسلة التوريد غالباً من جهات وعناصر مختلفة، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة وبالتالي زيادة التكاليف وتقليل الربحية. لذلك، فإنّ تحسين سلسلة التوريد يُعتبر خطوة ضرورية للارتقاء بالإنتاجية وتقليل النفقات وتحقيق رضا العملاء.
يعزّز تحسين سلسلة التوريد من التخطيط الاستراتيجي لتحقيق أعلى مستوى من الأداء، مما يضمن وصول المنتجات والطلبات إلى العملاء بسرعة وفعالية وبتكلفة أقل مع زيادة أرباح الشركة إلى أقصى حد. يتطلب هذا توازناً دقيقاً بين مسارات مختلفة – بدءاً من عملية التصنيع إلى إدارة المخزون والنقل وتلبية الطلبات وخدمة العملاء، مما يؤثر بشكل مباشر على النتائج المالية وتجارب العملاء. عند تقليل أوقات الشحن والتكاليف التشغيلية، تتمكّن الشركات من تحسين خدماتها والارتقاء بها بشكل كبير، وبالتالي زيادة الإيرادات وتعزيز ولاء العملاء.
تعد حلول رسم الخرائط المتقدمة ومعلومات الموقع عناصر محورية لتمكين الشركات من تحقيق هذه الأهداف وتحسين خدماتها. تشير التوقعات إلى استمرار نمو سوق أنظمة المعلومات الجغرافية في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.1% بحلول عام 2028، وهو ما يفوق بشكل كبير المعدل العالمي البالغ 12.6%. لهذا، يجب على الشركات في المنطقة التكيف مع التحديات بمختلف أشكالها، بدءاً من التضاريس الجغرافية إلى البنية التحتية الفريدة. وعندما يتعلق بقطاع الخدمات اللوجستية، فلا غنى عن أدوات رسم الخرائط لتعزيز الدقة التشغيلية والمرونة وسرعة التنقل. تسمح الخرائط التفاعلية وبرمجة مجموعة من إحداثيات خطوط الطول والعرض إلى عنوان يمكن قراءته، وهو ما يُعرف بالترميز الجغرافي، وخوارزميات التوجيه للشركات بإبراز مواقعها على الخرائط، وتحديد مناطق التوصيل، وتبسيط التحقق من العناوين، وتمكّنها من حساب تكاليف التوصيل بدقة، وتطوير طرق مثالية للنقل. تسخّر هذه التقنيات البيانات للتنبؤ بأوقات التنقل وحركة المرور، مع أخذ تقلّبات الطقس وتأثيرها بعين الاعتبار، مما يضمن استراتيجية القرارات اللوجستية وقابليتها للتكيف. من خلال دمج حلول رسم الخرائط المتقدمة، تتمكّن الشركات من تحويل عمليات سلسلة التوريد الخاصة بها إلى تجارب قوية ومبسّطة تركز على العملاء وتلبي متطلبات السوق الحديثة، بل وتتجاوزها.
كما تساعد حلول رسم الخرائط شركات التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة في بناء دورة فعالة للطلبات والتوصيل، بدءاً من الإدخال السريع لعنوان العميل على موقع الويب وحتى تخطيط الطرق المثالية لموظفي التوصيل.
زيادة تحويل عمليات الدفع وإكمال الطلبات أونلاين
تُظهر الخرائط التفاعلية القابلة للتخصيص موقع المتاجر ونقاط الالتقاط مع إخفاء مواقع الشركات الأخرى أو مواقع منافسيك حتى لضمان تركيز العملاء وعدم تشتيت انتباههم. يتم تحميل الخريطة بسرعة على جميع المتصفحات وتطبيقات الهواتف المحمولة على المنصات المختلفة مع إمكانية تخصيصها – سواء بعلامتك التجارية أو تصميم شركتك – لتتناسب مع تصميم موقع الويب أو التطبيق الخاص بك أو بشركتك.
تعمل واجهة برمجة تطبيقات البحث عن المواقع على ترشيح المتاجر والمستودعات ونقاط الالتقاط بسهولة حسب نقاط العلام والمواقع ذات الصلة، مما يؤدي إلى تسهيل عملية التفاعل مع التطبيق أو الموقع الإلكتروني الخاص بشركتك، وزيادة معدلات التحويل وتعزيز احتمالية تكرار التعامل مع العملاء.
مثلاً تسمح ميزة الإكمال التلقائي للعنوان والترميز الجغرافي بإدخال العنوان بسهولة وسرعة من قبل العملاء عند الدفع مما يزيد من عدد الطلبات المكتملة، بالإضافة إلى المساعدة على تقليل معدّل أخطاء التوصيل، خاصة مع ميزة إظهار موقع التسليم على الخريطة في وقت واحد، حيث يبرز دور واجهة التطبيقات “Neurogeocoder” API وواجهة التطبيقات “Geosuggest” API، والتي تقوم بترجمة أحجام العناوين الكبيرة بسرعة إلى إحداثيات والعكس.
مساعدة متخصصي الخدمات اللوجستية
وفقاً لتقارير “Pitney Bowes Business Insights”، ترتبط 80% من بيانات أي شركة بموقعها. تعزز أدوات الترميز الجغرافي وأدوات رسم الخرائط المتقدمة من قدرة موظفي الشركة على إدخال البيانات بسرعة وبشكل صحيح على موقع الشركة الإلكتروني، بالإضافة إلى إدارة التطبيق وإدارة علاقات العملاء، مما يضمن عمليات سلسة، سريعة وخالية من الأخطاء. بفضل هذه الأدوات، لن يحتاج الفريق اللوجستي إلى التحقق مرة أخرى من مواعيد التوصيل قبل إرسال الطلبات للعملاء، حيث يتم تخطيط جميع المسارات بدقة مسبقاً عندما تأخذ واجهة برمجة التطبيقات توقعات حركة المرور في الاعتبار. كما يمكّن ذلك الشركات من تحسين استخدام أسطول مركبات التوصيل وتقليل وقت التوقف عن العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم تحديد مناطق التسليم بمساعدة الشركات على تحديد تكاليف التوصيل إلى مناطق محددة وتحديد أفضل طريقة للتوصيل بسرعة – سواء بالدراجة الهوائية أو السيارة أو سيراً على الأقدام – مما يجعل عمليات التوصيل سريعة وفعالة قدر الإمكان.
توصيل الطلبات للعملاء
تؤثر خدمة التوصيل الجيدة مباشرة على ولاء العملاء ومعدل تكرار الطلب، وهو ما يعززه الحدّ من احتمالية تأخير توصيل الطلبات والتأكد من تنفيذ عمليات توصيل أكثر شفافية للعملاء.
يساعد دمج واجهات برمجة التطبيقات APIs الجغرافية المكانية والاتجاهات في توصيل المزيد من الطلبات في الوقت المحدد، فهي ترسم الطريق خطوة بخطوة لموظفي التوصيل، بما في ذلك تحديد ترتيب نقطة التوصيل وموقع مدخل المبنى. سيساعد ذلك شركات النقل على التنقل بشكل أسرع في المناطق غير المألوفة والعثور على العناوين دون الحاجة لإجراء مكالمات غير ضرورية مع الجهة التشغيلية.
ومن ناحية أخرى، يحتاج العملاء إلى رؤية موقع طلبهم مباشرة ومعرفة وقت التوصيل مما يضيف المزيد من الشفافية إلى عملية التوصيل ويمكّن العملاء من تخطيط روتينهم اليومي بثقة وطمأنينة. تساهم واجهات برمجة التطبيقات APIs من موفري الحلول الرائدين مثل “Mappable” بتمكين الشركات من إظهار عملية توصيل كل طلب مباشرة على الخريطة والتنبؤ بدقة بوقت التوصيل. بالإضافة إلى زيادة رضا العملاء، سيؤدي ذلك إلى تقليل العبء على مركز الاتصال.
في الإمارات العربية المتحدة، تستمر نظم المعلومات الجغرافية في التطور بطرق جديدة وواعدة للتجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة وغيرها. هذا هو الوقت المثالي للقوى الفاعلة في الصناعة للاستثمار في أدوات رسم الخرائط المتقدمة لتحقيق تحسين سلسلة التوريد واكتساب ميزة تنافسية.