دبي 9 يوليو 2024
بقلم ستيفانو ياناكوني، المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة مابي لكيماويات البناء
تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز مشاريع البناء في قطاعات الثقافة والترفيه والخدمات اللوجستية والسياحة والضيافة، وذلك تنفيذًا لنهج تطوير شامل و متكامل يضم كافة القطاعات (إستراتيجية 360 درجة) بما يتماشى مع رؤية 2030 لتنويع مصادر الدخل غير النفطية.
بفضل مشاريع البنية التحتية والتطوير مثل العُلا ونيوم والبحر الأحمر، تعمل السعودية على تحويل المشهد العمراني للمملكة مع وضع معايير ريادية لممارسات البناء المستدامة. يشهد قطاع البناء ابتكارات رائدة لتوفير مرافق تلبي تطلعات المسافرين العالميين المهتمين بالبيئة، ما يؤذن بعهد جديد من التطوير الصديق للبيئة في المنطقة.
يعتمد هذا النموذج المتكامل للتنمية على نهج يركز على المشاريع، والذي أصبح محورًا رئيسيًا للأجندة الوطنية، حيث يحوّل المملكة من خلال مشاريع ضخمة ترسم ملامح مستقبل المنطقة. بالاستفادة من خبرتها العالمية، قدّمت مابي مساهمات كبيرة في مشاريع رائدة مثل مترو الرياض ومركز الملك عبد الله للبحوث البترولية والدراسات وغيرها. تتطلب هذه المشاريع مزيجًا خاصاً من البراعة التقنية والموارد المتنوعة والقدرات الجماعية للخبرات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك لضمان إنجاز كل مشروع ليكون مثالاً على المعايير العالية للابتكار والكفاءة التي يتطلبها النمو الديناميكي للمملكة العربية السعودية.
لعبت مابي دورًا رئيسيًا في تطوير العديد من مشاريع رؤية 2030 مثل مشروع الحفاظ على مدينة الحِجر الأثرية، وبوابة الدرعية، ونيوم لاين، ونيوم كونيكتور، ونيوم سباين، والبحر الأحمر – مشروع أمالا تريبل باي، والعُلا، وتروجينا. علاوة على ذلك، تساهم مابي أيضًا في تطوير مشاريع ترفيهية مستقبلية مثل القدية، وكذلك بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034.
وبينما يُعد النهج الذي يركز على المشاريع ضرورةً لا غنى عنها، إلا أن على الشركات أيضًا أن تدمج نهج توزيع إستراتيجي يضمن سهولة الوصول إلى مزايا الابتكار العالمي في كل أنحاء المنطقة. ويكمن جوهر هذه الإستراتيجية في التمكين – حيث يتم تزويد شركات إعادة البيع بالمعرفة والأدوات اللازمة للتألق في تمثيل المنتجات، وذلك بدعم من برامج التدريب لتعزيز فهم المنتجات و مهارات البيع.
على الشركات العالمية التي تدخل سوق المملكة أن تعطي أولوية لبناء شراكات قوية مع الشركات المحلية لتعزيز شبكات توزيعها وتعزيز وجودها في مدن جديدة داخل السوق. إنّ الالتزام بالاستثمار المستمر في البنية التحتية المحلية والموارد البشرية أمر ضروري للنجاح في هذا المشهد الديناميكي. لا تعزز هذه الإستراتيجية قدرة الإنتاج داخل المملكة فحسب، بل تتوافق أيضًا مع رؤية السعودة؛ حيث يمكن للشركات الاستفادة من المواهب السعودية الماهرة – وهي ضرورية للتوسع المستدام للأعمال.
للحفاظ على هذا التعاون، فإن التدريب المستمر – سواء كان وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت – ضروري للغاية، كما أن بناء العلاقات مع الجامعات يساعد على ضمان تدفق مستمر للمواهب. على إستراتيجيات المشتريات أن تفضل المواد الخام المحلية، كما أن التعاون مع سلاسل التوريد المحلية وشركات النقل هو المفتاح لتعزيز الخدمات اللوجستية الأولية و النهائية. بالإضافة إلى ذلك، من خلال رعاية الفعاليات المحلية والمشاركة في منتديات الصناعة والمعارض والمؤتمرات، تُظهر الشركات التزامها بالمسؤوليات الاجتماعية وتبني شبكات حيوية لانتشار العلامة التجارية في المملكة.
يتعين على الشركات ترسيخ مكانتها ككيانات موثوقة ومتقدمة تقنيًا وتركز على الحلول ملتزمة بالجودة والمسؤولية البيئية، وبالتالي تصبح الشريك المفضّل للمقاولين المحليين والاستشاريين.
في مابي، نلتزم بالاستفادة من المواهب المحلية لتوسيع عملياتنا في المملكة والمنطقة. مع مكاتبنا الحالية في تبوك والرياض، ومع قُرب افتتاح مصنع إنتاج في تبوك، توظف مابي فريقًا مكونًا من 50 متخصصًا، ومع الاستحواذ الأخير على شركة بيتومات، نهدف إلى زيادة توسيع فريق مابي في المملكة ليصل إلى 300 موظف. نحن ملتزمون بتعزيز تأثيرنا الإيجابي على مستقبل المملكة.
علاوة على ذلك، فإن تنفيذ إستراتيجية متعددة الأوجه أمر ضروري لدمج الخبرة العالمية والتميز المحلي لتحقيق نمو شامل ومستدام. تتوافق هذه الإستراتيجية تمامًا مع مبادئ مابي للارتقاء بالإنتاج المحلي، ما يعزز الممارسات المستدامة. يلتزم نهج مابي بالاستدامة البيئية بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. سنطرح أول منتجاتنا الصديقة للبيئة في السوق السعودي من خلال “خط مابي صفر”، حيث نقدّم للمقاولين والاستشاريين مجموعة من المنتجات التي تحقق تعويضًا كاملاً عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون طوال دورة حياتها، ترجمةً لالتزام المملكة العربية السعودية نحو الاستدامة.
ومن خلال تبنّي مثل هذه الاستثمارات المتكاملة مع أصحاب العلاقة المحليين في مجال البناء والأعمال، فإننا لا نبني المنشآت و البنى التحتية فحسب، بل نضع الأساس لنمو مستدام في سوق المملكة المزدهرة. إن هذا النهج التطلعي والتعاوني هو الذي سيمكّن الشركات من وضع نفسها كقائدة في الصناعة ولعب دور فعال في نمو المملكة.