دبي 4 يوليو 2024
يجب على شركات النفط والغاز تحديث سلاسل التوريد لتلبية الاحتياجات المتطورة في هذا القطاع
طارق هنيدي – نائب رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا – فيديكس
تعتبر صناعة النفط والغاز القلب النابض لقطاع الطاقة الحيوي، حيث تستحوذ أنشطة توليد الطاقة الحرارية على ما نسبته 77% تقريباً من مزيج الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقف القطاع حالياً عند مفترق طرق، كما أنه يواجه حاجة ملحّة لتحديث عملياته، ويتوقع منه التكيّف مع العالم الرقمي الديناميكي. وتتطلب سلاسل توريد النفط والغاز الآن قدراً أكبر من المرونة وإدخال التحسينات بالاعتماد على الابتكارات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات وتقنية البلوك تشين. وتتطلب هذه التحدّيات توظيف الحلول اللوجستية المبتكرة واستراتيجيات التفكير المتقدمة.
تحسين سلسلة التوريد
يعدّ شحن المواد الخام والآلات في الوقت المناسب من الأنشطة الضرورية في صناعة الطاقة، بهدف الحفاظ على استمرارية عملياتها التشغيلية، وتفادي وقوع الظروف التي قد تؤدي إلى التوقف عن العمل. ولضمان قدر أكبر من المرونة عبر سلسلة التوريد، إلى جانب تلبية متطلبات الصناعة من حيث السرعة والجدارة والدقة، ينبغي على شركات النفط والغاز اعتماد حلول لوجستية قادرة على التعامل مع المتطلبات عالية التخصص عبر المناطق الجغرافية للعديد من الأطراف المعنية.
وعلى سبيل المثال، تحتاج شركات النفط والغاز إلى حلول شحن مرنة لنقل الآلات الكبيرة والثقيلة أو المواد الكيميائية الحساسة. وتتضمن هذه الحلول الاستفادة من الشبكات متعددة الوسائط التي توفر التوازن المنشود بين السرعة والكفاءة وضمان الوصول إلى الوجهات المحددة. وتحتاج شركات النفط والغاز إلى إدارة ودعم عمليات الشحن بطرق موثوقة من أجل التغلب على الاضطرابات التي قد تصيب سلسلة التوريد أو لمراقبة الشحنات المهمة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال آليات التتبع اللحظية أولاً بأول، والشاحنات المزودة بنظام تحديد المواقع العالمي، ومراقبة الشبكة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع (24/7)، والتي تتيح جميعها متابعة أفضل لنقل البضائع.
التحوّل الرقمي
يمثل التقدّم التكنولوجي واعتماد الرؤى المستندة إلى البيانات وتوسيع نطاق الربط فرصة كبيرة لشركات النفط والغاز التي يمكنها اكتساب ميزة تنافسية وتوفير الملايين من الدولارات في تكاليف التشغيل، وتعزيز ذكاء وفعالية قاعدة أصولها الواسعة من خلال مبادرات التحول الرقمي.
ومن جهة أخرى، تعتبر إنترنت الأشياء الصناعية جانباً من الفرص الرقمية الواسعة، ومن المتوقع أن تضيف هذه التقنيات قيمة قدرها 15 تريليون دولار أمريكي إلى الاقتصاد العالمي بحلول العام 2030. ويمكن لمؤسسات النفط والغاز تحسين عملياتها، وتقليل التكاليف، والتنبؤ بالاضطرابات والتكيف بشكل استباقي، وذلك عن طريق دمج التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليلات التنبؤية، لتضمن من خلال ذلك سلسلة توريد أقوى وأكثر مرونة.
وعلاوة على ذلك، يمكن لشركات النفط والغاز الاستفادة من الحلول اللوجستية الذكية للشحنات التي تحتاج إلى آليات تتبع أكثر تقدماً، سواء كان ذلك لزيادة الأمان أو لضمان الجودة أو لتعزيز الشفافية. وعن طريق استخدام حلول التتبع اللحظية القريبة من أجهزة الاستشعار، مثل FedEx SenseAwareSM، يستطيع العملاء استقبال التنبيهات الاستباقية حول مواقع شحناتها ودرجة الحرارة والعوامل البيئية الأخرى، الأمر الذي يسمح لهم بالتدخل والتحكم بشحناتهم قبل وصولها إلى وجهاتها النهائية.
ويمكن لشركات النفط والغاز اعتماد نهج تدريجي ومرن للتحول الرقمي. وبدلاً من تنفيذ البرامج الواسعة التي تستغرق وقتاً طويلاً، ينبغي عليها تقييم مدى النضج الرقمي عبر خطوط أعمال معينة، وتجريب تقنيات جديدة، بما يتماشى مع الأولويات التنظيمية، وتوسيع نطاق المبادرات التي تساعدها على تحقيق أكبر قيمة.
وتعمل التقنيات المبتكرة على رسم المعالم المستقبلية لهذا القطاع. وحتى يتم اعتمادها على نطاق واسع، يجب أن توفّر التقنيات تطبيقات واضحة عند استخدامها على أرض الواقع، وأن تكون قابلة للتطوير على المدى الطويل. ويعد الذكاء الاصطناعي واحداً من النماذج الرئيسية للتكنولوجيا المستقبلية الثورية التي تكشف عن آفاقها في الوقت الحاضر، مما يتيح التحول في جميع المجالات، وخاصة في صناعة النفط والغاز. ويستعد قطاع الخدمات اللوجستية على وجه الخصوص لدفع عجلة هذا التطور إلى الأمام.