دبي – خاص
بقلم : نبيل بن سوسيه*
في عصر تصدّرت به التكنولوجيا والابتكار طليعة الآليات الممكّنة من التصدي للتحديات العالمية، يمثل نشر أنظمة الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض نقلة نوعية في جهود الإغاثة الإنسانية، حيث تعمل هذه الشبكات المتطورة على تعزيز قدرات الاتصال، وهو أمر بالغ الأهمية أثناء الاستجابة للكوارث وتوزيع المساعدات، خاصة في المناطق النائية والمشحونة بالصراعات.
وتلتزم دولة الإمارات بتقديم المساعدة على المدى الطويل للمحتاجين. لهذا، تستمر الإمارات بتوسيع دعمها للدول المجاورة والنامية، حيث قامت بتوجيه مساعدات مالية كبيرة، بدءاً من توصيل المساعدات الغذائية إلى مخيمات اللاجئين وصولاً إلى تمويل المشاريع التعليمية ومشاريع الرعاية الصحية.
وتتضمن الحملات التي تم إطلاقها مؤخراً مبادرة “إرث زايد الإنساني”، التي خصصت 20 مليار درهم للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر ضعفاً في العالم.
وتهدف دولة الإمارات إلى تمكين المجتمعات من إحداث التغيير الإيجابي، وإرساء قواعد راسخة ومؤثرة لموروث دائم من التعاطف والتواصل حول العالم.
وتمتد روح التواصل والدعم العالمي لتشمل التطورات التكنولوجية، والتي تُعتبر حجر الزاوية لتمكين المجتمعات في كل مكان من الوصول إلى الإنترنت.
ومن المتوقع أن ينمو سوق التحول الرقمي العالمي من 2.71 تريليون دولار 2024 إلى 12.35 تريليون دولار بحلول العام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 20.9% خلال الفترة المتوقعة.
وعلى سبيل المثال ، ومع أن 45% من سكان أفريقيا يعيشون على مسافة تزيد عن 10 كيلومترات من أي بنية تحتية لشبكات الألياف الضوئية، توفر الاتصالات عبر الأقمار الصناعية تغطية موثوقة وآمنة لهم للاستفادة من فرص التحول الرقمي. وفقاً للتقرير السنوي لصناعة الفضاء الأفريقية ، تُدرّ الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ما يقرب من 6.5 مليار دولار سنوياً في أفريقياً.
أما في القطاع الإنساني، فتساهم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بشكل كبير في جهود الإغاثة في المناطق التي لا تتوفر فيها خدمة اتصالات لاسلكية موثوقة – بدءاً من عدّة الاتصال المحمولة للمستجيبين الأوائل ومراقبة الطائرات بدون طيار إلى تنسيق توزيع المواد الغذائية وبرامج التعلم الإلكتروني. تعمل التقنيات الرقمية على تسهيل عمليات المساعدة بشكل غير مسبوق.
وتساهم حلول الاتصال عبر أنظمة الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض في الوصول إلى خدمات المساعدة حتى في المناطق النائية. ويمكّن توفير هذه الأنظمة الجديدة من تعزيز جهود الإغاثة الإنسانية بشكل هائل وذلك من خلال توفير اتصالات متطورة لجمع البيانات في الوقت الفعلي ودعم الرعاية الصحية وتحسين الخدمات اللوجستية.
و توفر شبكات أنظمة الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض وقت نقل منخفض للمعلومات يصل إلى 40 مللي ثانية مقابل 180 مللي ثانية على أنظمة الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المتوسط و 600 مللي ثانية على شبكات المدار الجغرافي الثابت .
وتعمل السرعة العالية لشبكات أنظمة الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض، جنباً إلى جنب مع وقت النقل القصير، على تحسين خدمة البريد الإلكتروني ودعم مؤتمرات الفيديو وتمكين التبادل السريع للبيانات.
ولا يتوقف الأمر هنا، فالأمن السيبراني يُعتبر أحد المتطلبات الأساسية لاتصالات الإغاثة الإنسانية وتقضي أنظمة الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض على العديد من مخاطر التشويش والمداخلات الضارة، إلا أنه يجب التصدّي لبعض التهديدات على الأرض.
ويمكن أن يتزايد نطاق عمليات المساعدة التي يمكن الوصول إليها بشكل كبير من العيادات المتنقلة إلى خدمات المدارس الإلكترونية ومراكز الاستشارة القانونية إلى فرص توجيه الخبراء عن بعد .إن حلول الاتصال القائمة على أنظمة الأقمار الاصطناعية قادرة على سد هذه الفجوة الرقمية وفتح الفرص للتنمية والتطوير في المجتمعات الفقيرة والنائية.
*المدير التجاري لمجموعة “آي إي سي تيليكوم”