باريس، 6 يونيو 2024
شكل معرض رؤية الخليج 2024 الذي استضافته وزارة الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية في باريس، فرنسا، حدثًا مفصليًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي. وقد شهدت نسخة المعرض لهذا العام مشاركة غير مسبوقة بحضور أكثر من 1200 شخص، منهم أكثر من 500 من كبار الشخصيات وصنّاع القرار من دول مجلس التعاون الخليجي، ليجسّد التزامًا راسخًا بتطوير آفاق التعاون الاقتصادي الثنائي إلى آفاق أرحب.
وقد تخللت الفعالية سلسلة من النقاشات المعمقة بدأت بكلمة ترحيبية ألقاها معالي برونو لومير، وزير الاقتصاد الفرنسي، وتلتها كلمة السيد لوران سان – مارتن، الرئيس التنفيذي لوكالة بزنس فرانس تناول فيها أهمية التعاون الاستراتيجي بالنسبة للتجارة والميزة التنافسية في فرنسا.
شهد المعرض مشاركة رفيعة المستوى شملت بعض كبار الشخصيات أمثال:
- معالي الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة، البحرين
- معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن، عمان
- معالي الوزير جان إيف لو دريان، رئيس وكالة التنمية الفرنسية (أفالولا) المسؤولة في تطوير منطقة العلا السعودية والترويج لها
- معالي الوزير كريستوف كاستانر، رئيس مجلس الرقابة في ميناء مارسيليا، وهو الهيئة العامة الرئيسية في ميناء مارسيليا-فوس
- سموّ الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، مستشارة رئيس مجموعة عبد الله العثيم للاستثمار
ساهمت مشاركات هذه الشخصيات رفيعة المستوى في تعميق النقاشات حول الاستراتيجيات التجارية والاقتصادية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، وأكدت على أهمية جدول أعمال المعرض وطرحت وجهات النظر الحكومية على مستوى رفيع.
وشهد المعرض حضور أكثر من 40 من كبار الشخصيات، من بين سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى فرنسا، ودبلوماسيين فرنسيين، وممثلين عن السلطات السعودية والقطرية والكويتية والبحرينية والعمانية والإماراتية، فضلًا عن نخبة من كبار المدراء التنفيذيين من هذه الدول، مما يؤكد على عمق العلاقات الثنائية رفيعة المستوى بين فرنسا ودول الخليج.
كما شهد أيضاً توقيع اتفاقيات هامة بين الهيئة العامة للموانئ في السعودية، “موانئ”، وميناء مارسيليا-فوس، لتعزيز التعاون البحري بين البلدين. تأتي هذه الاتفاقيات في إطار سعي “موانئ” لتوطيد علاقاتها مع الموانئ العالمية الرئيسية، ودعم طموحات المملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزاً لوجستياً عالمياً رئيسياً. وتُعتبر هذه الاتفاقيات خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا عبر الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، IMEC.
وتم أيضاً توقيع اتفاقية هامة بين “صادرات البحرين” وغرفة التجارة الفرنسية، تهدف إلى تعزيز الصادرات البحرينية إلى فرنسا وتسهيل التجارة بين البلدين.
عقب حفل التوقيع، انطلق المشاركون في المعرض للمشاركة في سلسلة من الموائد المستديرة التي عقدت على مدار يومين. وشهدت هذه الجلسات نقاشات حية وتفاعلية تناولت مختلف جوانب العلاقات التجارية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي.
فقد أثرى السيد سليمان المزروع، الرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، النقاشات بشرح رؤية 2030 وتناول محاورها الأساسية، أي الطاقة، والتوريد، والتكنلوجيا، والاستثمار. وأكد السيد المزروع على أهمية هذه المحاور في تعزيز العلاقات التجارية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، وشدد على دورها في تحقيق أهداف رؤية 2030.
ومن جانبه ، قدم السيد مشعل بن عميرة، الرئيس التنفيذي لمجموعة العثيم للاستثمار، تحليلًا معمقًا لواقع قطاع البيع بالتجزئة والترفيه في المملكة العربية السعودية، وشارك الحضور رؤيته حول متطلبات تحقيق الريادة في السوق السعودي.
كما شمل معرض رؤية الخليج لهذا العام العديد من المواضيع الهامة، التي عكست التطورات المتسارعة في العلاقات بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، أبرزها تنصيب فرنسا كأكثر وجهة تنافسية في أوروبا، من خلال خطة الاستثمار فرنسا 2030 و الإعلان عن إنشاء مختبر فرنسا في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
إضافة إلى هذه الإنجازات الوطنية، استحوذت أيضًا مبادرات إقليمية عدة على اهتمام الحاضرين، من خلال مشاركة Rising SUD، وكالة التنمية الاقتصادية التي تمثل جنوب فرنسا، واستعراضها لما تزخر به هذه المنطقة من إمكانيات ديناميكية للتعاون مع النظراء في منطقة مجلس التعاون خلال معرض رؤية الخليج 2024. وقد أبرزت الوكالة الجاذبية التاريخية التي تتمتع بها منطقة جنوب فرنسا بالنسبة للمستثمرين في دول مجلس التعاون، فضلًا عن مناظرها الطبيعية الخلابة، وفعالياتها الدولية الشهيرة، مثل مهرجان كان السينمائي، إلى جانب مكانتها كمركز اقتصادي أساسي. كما تتمتع المنطقة بمنظومات قطاعية متينة منها تلك القائمة على الذكاء الاصطناعي ومراكز الابتكار، فضلًا عن الاستثمارات الضخمة في المبادرات الخضراء، ما يؤكد على أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للاستثمارات والشراكات الناشئة من منطقة مجلس التعاون الخليجي.
وقد علّق السيد لوران سان- مارتن، الرئيس التنفيذي لوكالة بيزنس فرانس قائلًا: “في عالم تكثر فيه الأزمات على أنواعها، وفي خضم التوترات الحادة في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، اخترنا في وكالة بيزنس فرانس إلى جانب شركائنا من منطقة الخليج، أن نعمل على مدّ جسور التعاون. انطلاقًا من خبراتنا المشتركة، والتبادل الثقافي، والفرص الاستثمارية المتبادلة، يسعى معرض رؤية الخليج إلى التأسيس لمستقبل مزدهر حيث نكون قادرين على التصدي لكل التقلبات، نحن وشركاؤنا الاستثنائيون من الخليج، والذي تربطهم بفرنسا دومًا أفضل العلاقات الثنائية. آمل أن نتمكن على المستوى الفردي والجماعي من تلبية توقعات شركائنا الخليجيين ومتطلباتهم. ولكتن معاييرهم المرتفعة حافزًا لنا. على الرغم من حدة المنافسة، دعونا نرتقي إلى مستوى التحدي”.
يذكر أن دعم الشركاء الأساسيين لعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا النجاح، حيث ساهموا بشكل كبير في تعزيز آفاق التعاون وتطوير مجالات جديدة للعمل المشترك، مثل بنك أبو ظبي الأول، وهو أكبر بنك في الإمارات العربية المتحدة يقدم الحلول المالية الشاملة؛ وثاليوم للاستشارات، الشركة المتخصصة في الخدمات الاستشارية الاستراتيجية؛ وشركة ساديتا القابضة، المنخرطة في الاستثمار في قطاعات متنوعة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي ومركز راير للدراسات العلمية، المركز المناصر للتنمية الثقافية والاقتصادية.
انطلقت فكرة تنظيم معرض رؤية الخليج 2024 من الرغبة بتسهيل إطلاق المشاريع الجديدة والعمل على إبرام عقود إضافية. ومن خلال الجمع بين أصحاب المصلحة من المنطقتين، بات المعرض منصة للتشبيك وتبادل المعارف ونسج الشراكات الجديدة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعاون إلى مزيد من التدفقات الاستثمارية والمشاريع الابتكارية ومبادرات الأعمال المفيدة للطرفين.