دبي – خاص
تحتل السياحة مكاناً بارزاً في عوامل اجتذاب الزوار إلى دبي وتعمل الإمارة على ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للمسافرين من رجال الأعمال، وهو توجه مدعوم بتوفر معطيات قوية. حيث تعد بيئة الأعمال المزدهرة في دبي، والتي تضم أكثر من 30 منطقة حرة وتوفر مجموعة واسعة من الخدمات للشركات، عامل جذب كبير لأصحاب الأعمال والشركات.
: مجلة entrepreneur التقت سوكي لين، المدير الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وآسيا والمحيط الهادئ لدى شركة Nativex
وكان هذا الحديث عن السوق الصينية النشطة في مجال السياحة إلى منطقة الخليج وتحديداً إلى دبي
تقول سوكي لين:”
كما أن الموقع الإستراتيجي لدبي بالإضافة إلى بنيتها التحتية الحديثة، بما في ذلك المطار الأكثر ازدحاماً في العالم، يجعل منها مركزاً دولياً للشركات ورواد الأعمال. بالإضافة إلى ما سبق تتميز الإمارة بتنوع القوى العاملة فيها، حيث تضم أكثر من 200 جنسية على أراضيها.
وقد عزز إطلاق معرض إكسبو 2020 في أكتوبر 2021 من جاذبية دبي بشكل أكبر، حيث استضاف أكثر من 24 مليون زائر، وكا عدد كبير منهم من المسافرين بغرض الأعمال، وأسفر عن تعزيز النشاط الاقتصادي بمليارات الدولارات.
وأظهرت توجهات السفر بعد جائحة كوفيد 19 رغبة قوية لدى المسافرىن من رجال الأعمال في زيارة دبي. حيث كان 2021 Dubai Business Traveler، قد كشف أن 99٪ من المشاركين فيه كانوا قد أعربوا عن رغبتهم بالسفر إلى دبي.
تعد المرونة عامل جذب مهم أيضاً، حيث يخشى 9 من كل 10 مسافرين من رجال الأعمال أن تؤثر قيود السفر على تطلعاتهم المهنية والشخصية. ونتيجة لذلك، فقد عززت بيئة دبي الملائمة للأعمال، ومزاياها الاستراتيجية، وقدرتها على التكيف مع معايير السفر المتغيرة، من أهميتها بالنسبة للمسافرين من رجال الأعمال الباحثين عن النمو والفرص.
بالنظر إلى بيانات الإنفاق الإيجابية خلال العام الصيني الجديد 2024، كيف يمكن للشركات الاستفادة من هذا الاتجاه لتعزيز عروضها للمسافرين الصينيين؟
يمكن للشركات تحسين عروضها للمسافرين الصينيين بالاستناد إلى بيانات الإنفاق الإيجابية خلال العام الصيني الجديد 2024. ويكشف بحثنا في Nativex أن المسافرين الصينيين كانوا قد أنفقوا وسطياً 20٪ أكثر على النفقات المتعلقة بالسفر خلال العطلة بالمقارنة بالعام السابق، مما يوفر رؤى لتخصيص العروض لجذب هؤلاء المسافرين.
اليوم يلجأ المسافرون الصينيون بشكل متزايد إلى المنصات الرقمية عبر الهاتف المحمول للتخطيط والحجز للسفر، حيث شهدت حجوزات السفر عبر الهاتف المحمول زيادة بنسبة 30% على أساس سنوي خلال فترة رأس السنة الصينية الجديدة. مما يسلط الضوء على أهمية تكييف استراتيجيات التسويق، بما في ذلك تشغيل حملات إعلانية مستهدفة على منصات التواصل الاجتماعي الصينية.
يمكن للشركات أيضاً عرض معالم الوجهات السياحية من خلال البث عبر الإنترنت، بما في ذلك الفعاليات المباشرة أو الجولات الافتراضية خلال رأس السنة الصينية، مما يوفر رؤى لأبرز المعالم الثقافية التي تجعل الوجهات أكثر جاذبية. كما يؤدي التعاون مع المشاهير أو المؤثرين الصينيين إلى تعزيز جهود التسويق من خلال دعم تجارب السفر. ويساعد البيع المباشر للباقات السياحية على منصات التواصل الاجتماعي في تسهيل الحجز للمستهلكين الصينيين، وذلك من خلال الاستفادة من حضورهم النشط على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن يكون تقديم عروض ترويجية أو خصومات خاصة مصممة خصيصاً لموضوع رأس السنة الصينية فعالاً للغاية، حيث أن 75٪ من المسافرين الصينيين أكثر عرضة للشراء مع عرض خاص بالعطلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقديم خدمات مخصصة مثل دعم اللغة الصينية وخيارات المأكولات المألوفة وطرق الدفع عبر الهاتف المحمول مثل Alipay وWeChat Pay يمكن أن يعزز تجربة السفر الشاملة ويشجع على تكرار الزيارات. ومن خلال الاستفادة من بيانات الإنفاق الإيجابية وفهم الخصائص الفريدة للسفر خلال رأس السنة الصينية، يمكن للشركات جذب المسافرين الصينيين وتلبية احتياجاتهم بشكل فعال، مما يحقق النمو والنجاح في السوق.
استناداً إلى الزيادة السنوية المذهلة في عدد السياح على مستوى العالم وتوقعات خروج 130 مليون سائح صيني في عام 2024، ما هي أفضل الاختيارات للسياح الصينيين في الشرق الأوسط؟
حسب سوكي فقد تحولت منطقة الشرق الأوسط، إلى وجهة سياحية شهيرة للسائحين الصينيين، لنأخذ على سبيل المثال دبي، كانت الإمارة قدح طبقت سياسات الإعفاء من التأشيرة واستراتيجية ” China Ready” الأمر الذي سيسهم في جذب 4 ملايين زائر صيني بحلول عام 2030. وبالمثل، قدمت المملكة العربية السعودية برنامج تأشيرة ترانزيت لمدة 96 ساعة، والذي جذب أكثر من 100 ألف سائح صيني منذ إطلاقه في عام 2019.
كذلك، تسعى تركيا أيضاً إلى استهداف السياح الصينيين وتنفيذ استراتيجيات لجذبهم. يتضمن ذلك تبسيط إجراءات التأشيرة، مثل تقديم خيارات التأشيرة الإلكترونية لتشجيع السفر. بالإضافة إلى ذلك، تعمل تركيا على الترويج لتراثها الثقافي ومعالمها السياحية للمسافرين الصينيين من خلال الحملات التسويقية والتبادلات الثقافية والفعاليات الترويجية.
يقود الشرق الأوسط الانتعاش العالمي في سوق السياحة الوافدة من الصين، ومن المتوقع أن تستعيد أعداد السياح الصينيين بالكامل. ويتجلى هذا في معرض سوق السفر العربي 2024 الحالي، حيث استقبل المعرض عدد مضاعف من حضور العارضين والمهنيين في مجال السفر الصينيين مقارنةً مع الدورات التي كانت قبل الجائحة.
يتوقع أن يكون جيل زد الفئة الرائدة في استهلاك السفر الخارجي. ما هي الأساليب المبتكرة التي يمكن للمسوقين في مجال السفر استخدامها للتفاعل مع هذا الجيل الذي يتقن التكنولوجيا ويحظى باهتمامه؟
وفي رأيها يمكن لقطاع السفر تبني العديد من الاستراتيجيات المبتكرة للتفاعل الايجابي مع جيل زد والاستحواذ على اهتمامه. وتشمل هذه الاستراتيجيات الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وتقديم تجارب مصممة خصيصاً تتوافق مع قيمهم المتعلقة بالمصداقية والتفرد، والتركيز على الاستدامة والسياحة البيئية والسياحة التطوعية.
إن الشراكة مع منصات التجارة الإلكترونية مثل Pingduoduo لبيع باقات السفر بأسعار معقولة يمكن أن تجذب المسافرين من الجيل زد المهتمين بالتكلفة. ومن خلال الاستفادة من شعبية هذه المنصات ومدى وصولها، يمكن للشركات الوصول إلى جمهور كبير من المستهلكين ذوي الحساسية للسعر وتزويدهم بخيارات سفر اقتصادية.
ونظراً إلى اعتماد جيل زد على التكنولوجيا فإن توفير عمليات حجز إلكترونية سلسة وواجهة متوافقة مع الأجهزة المحمولة أمراً ضرورياً للغاية، ويمكن أن يضيف كلاً من الفرص التعليمية وتجارب النمو الشخصي قيماً هامة تتجاوز الترفيه، مما يجعلها أكثر جاذبية بما قد تقدمه لإثراء رحلتهم. كما يمكن أن يؤدي إعطاء الأولوية للسلامة والشفافية في البروتوكولات الصحية وإجراءات الأمن إلى تعزيز الثقة مع جيل زد الذين يقدرون الشفافية. كما أن تشجيع مراجعات الأقران والملاحظات يُعزز المصداقية بشكل أكبر، حيث يعتمد الجيل زد بشكل كبير على توصيات أقرانه.
ولأن أفراد جيل زد يمضون في المتوسط 10.6 ساعة يومياً على الإنترنت، فإن الانسجام مع تردداتهم الرقمية يمكن أن يكون مفيداً للغاية. تعتبر صياغة محتوى جذاب واستخدام التكنولوجيا وخلق تجارب غامرة أموراً ضرورية لكسب اهتمام هذا الجيل المُلم بالتقنية.
ما هي العوامل المؤثرة على قطاع السياحة الصينية، بما في ذلك الاتجاهات والتفضيلات الثقافية والدور المحوري للتسويق عبر الهاتف المحمول، إلى جانب التوقعات المتعلقة بالسياحة؟
عدة عوامل تتحكم في رسم مشهد السياحة الصينية، يتصدرها التحول الرقمي والتسويق عبر الهاتف المحمول، باعتبار أن سكان الصين، الذين يشتهرون بإلمامهم الكبير بالتقنيات، يعتمدون بشكل كبير على الهواتف الذكية. الأمر الذي يفرض على العلامات التجارية تحسين تواجدها عبر الإنترنت الموجه للأجهزة المحمولة من أجل أن تضمن الوصول الفعال إلى المسافرين الصينيين.
تبرز أيضاً التفضيلات والتوجهات الثقافية كعوامل مؤثرة، حيث تسافر العائلات الصينية عادةً مع بعضها، مما يتطلب تجارب مصممة خصيصاً للمجموعات العائلية متعددة الأجيال.
لدى السياح الصينيين دوافع مختلفة للسفر، بما في ذلك الرفاهية والفخامة والطعام والصحة والعافية والمغامرة والطبيعة. ولذلك، سيكون التكيّف مع تقنيات الهاتف المحمول، وفهم تفاصيل الفروق الثقافية، واعتماد الوجهات السياحية الناشئة أمراً بالغ الأهمية للنجاح في المشهد السياحي الصيني الديناميكي.