دبي- حسن عبد الرحمن
يشهد قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية نمواً كبيراً مع باقي القطاعات والأنشطة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، وتحتل خدمات المدفوعات المالية حيزاً مهماً من هذا النمو.
بعد أن قطعت المملكة شوطاً كبيراً في عملية التحول الرقمي.
في هذا الحديث مع الرئيس التنفيذي لشركة نامي عبد المحسن السديري، نلقي الضوء على دور شركة نامي وطموحها لتطوير سوق المدفوعات الرقمي، وإسهامها المستدام في هذا النمو انسجاماً مع رؤية المملكة 2030
فيما يلي نص الحديث
كيف تطورت نامي خلال السنوات الماضية لتكون واحدة من شركات التقنية في المملكة العربية السعودية؟
نحن اليوم في زمنٍ تنمو به مختلف القطاعات بوتيرة سريعة وفعّالة.. وفي قطاع التقنية المالية على وجه الخصوص تضاعف حجم النمو بشكل ملحوظ ومتقدم وذلك من منطلق تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ وقد نرى تقارير وإحصائيات أصدرها البنك السعودي المركزي قد سلّطت الضوء بشكل أكبر بهذا الشأن ..
لمواكبة التطور في هذا المجال، فنحن دائمًا ما نحرص على تقديم حلول ومنتجات تتلاءم مع المرحلة الزمنية، مبنية على الاتصال والتواصل مع عملاءنا و تلبية احتياجاتهم من خلال فهمنا العميق لتحديّاتهم .
و بفضل من الله أولاً ثم بفضل فريق نامي المكون من أكثر من 250 موظف بخبرات عالية و مواهب مميزه، عملنا خلال العام الماضي على أكثر من 800 مليون معاملة بإجمالي وصل إلى 7.5 مليار ريال سعودي، و القادم سيكون أكبر بالتأكيد!
لذلك يمكننا القول؛ أن نامي مُمّكن تقني.
دخلت نامي شراكات مع مختلف القطاعات؛ و كان لهذه ا لشراكات دوراً مهماً في تحقيق هذا الأثرٌ وخلق مفهوم جديد لسوق المدفوعات؛ فمن خلال الربط التقني مع “نامي” وشركاءها من البنوك والتجار وروّاد العمل الحر والعديد من مقدمي نقاط البيع، قدّمت نامي حزمة من الخدمات اللازمة لإدارة ودعم نقاط البيع على مدار اليوم لأكثر من 23 مدينة حول المملكة.
ما هي الخدمات الرئيسية التي تقدمها نامي وما هي الصناعات التي تلبي احتياجاتها؟
خدمة الـPOS؛ جهاز البيع الذكي الذي يقبل جميع أنواع العمليات بإعدادات سهلة وتقارير لحظية
و من خلال هذه الخدمة، تمكنا من تأمين حصة سوقية تبلغ 13٪
كما أن لدى نامي جهود مبتكرة للنهوض بقطاع التقنية المالية والريادة به؛ بناءً على دراسة معايير عديدة تتضمن واقع الاحتياج وحجمه وسلوكيات المستخدمين، حيث تغطي نامي رغبات واحتياجات عملائها عبر حلول وخدمات تنوي نامي التوسّع بها مستبقلاً وسيتم إطلاقها خلال العام الجاري، ومن أبرزها:
-
- نامي SoftPos: خدمة مجانية تمكّن من الربط التقني بأنظمة الدفع
- نامي 360 درجة: نظام سحابي ومركزي يدعم المطاعم ومحلات التجزئة.
- نامي Go: نظام الدفع عبر الانترنت بشكل آمن.
أين تقف المملكة العربية السعودية اليوم في وكيف تجدون دورها في تطور التكنولوجيا المالية العالمي؟
حققت شركات التقنية المالية المحلية منجزات عالمية عديدة تضاف لمسيرة الإنجازات الوطنية التي حصدتها المملكة العربية السعودية، كما تقوم المملكة ببناء اقتصاد قوي يتطلع إلى المستقبل بطموح كبير من خلال تمكين مؤسسات القطاع المالي وتطوير سوق مالية متقدمة ودعم الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية.
ففي عام 2018 أطلق برنامج فنتك السعودية بهدف تطوير القطاع المالي ومن أجل التركيز على زيادة قوة وفاعلية المؤسسات المالية السعودية، وتطوير السوق المالية، وتحويلها إلى سوق عالمية.
ومن اسهاماته لتحقيق ذلك يستثمر البرنامج في التقنيات التي تعمل على تحسين التجربة المصرفية، ويساعد على تسهيل الخدمات والحصول على أفضل المنتجات والخدمات المالية.
كما أطلق برنامج الأكاديمية المالية لتدريب وتطوير القادة الماليين في المستقبل، حيث تأتي تلك البرامج تأكيدًا لمسيرة المملكة الريادية تقنيًا وماليًا.
تملكون خبرة واسعة في قطاع التكنولوجيا المالية، ولديكم رؤية حول كيفية نمو هذا القطاع، كيف نتحدث عن ذلك، وماهي رؤيتكم المستقبلية لتطورهذا القطاع وماهي طموحاتكم في هذا المجال؟
ساهمت توجهات القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية ورؤيتها الطموحة في تنشيط حركة القطاع المالي والتقنية المالية على وجه الخصوص، حيث عملت الجهات التنظيمية لهذا القطاع على تمكين وتسهيل دخول الشركات في قطاع التقنية المالية، وتقديم كامل الدعم والتسهيلات اللازمة وفق حوكمة منضبطة ومتينة.
فقطاع التقنية المالية هو أحد أهم القطاعات التي أسهمت وبشكل مباشر في تسريع التحول الرقمي بالمملكة، ونحن نطمح في تطوير استراتيجيات مستدامة طويلة المدى ذات أهداف وغايات واضحة تتوافق مع رؤية 2030
، مما يضمن بقاء نامي كمساهم نشط في التنمية
ونواكب هذا التطور الحاصل في السوق من خلال التحوّل الداخلي على مستوى الكفاءات والمواهب في نامي؛ لعكس وخلق تجربة عميل مختلفة.
كما أننا نطمح في دخول خدماتنا الجديدة التي نعمل عليها، مثل الخدمات السحابية وبوابات الدفع، والعديد من الخدمات التي تدعم مواصلة إنجازات نامي.
ما هي التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية؟
من أهم التحديات اليوم في سوق المدفوعات؛ تقديم خدمات مختلفة عن جميع المنافسين، واستقطاب الكفاءات والمواهب التي تعمل بطريقة مبتكره لخلق خدمات و منتجات تلبي احتياج ورغبات العميل..
وعلى صعيد الشركاء فأن اهم ما نتطلع له بناء شراكات مستقرة ومستمرة لتكون مستدامة وطويلة المدى
بالإضافة أن غالبًا تختلف التحديات بحسب مراحل الشركة التقنية، على سبيل المثال لو كانت الشركة في مراحل ماقبل الإطلاق غالبًا ما تنصّب التحديات نحو الغموض حول السوق ولوائحه، أما في مرحلة الإطلاق سيكون أكبر تحدي من وجهة نظري هو استقطاب الكفاءات وخلق شبكة تواصل تدعم هذه المرحلة، أما في مرحلة النمو عادةً ماتكون أغلب التحديات في اقتناص الفرص.
تستخدم نامي الابتكار لتقديم خدمات ومنتجات تغني تجربتها وتأثيرها كيف تنظرون إلى ذلك؟
تبني نامي خدماتها وحلولها وفقًا لاحتياجات العملاء وتماشيًا مع السوق و.. حيث تبتكر في التقنية لتقدم منتجات مختلفة تصنع للعميل تجربة مالية فريدة!
كيف تلاحظون إقبال المجتمع السعودي على التقنيات المالية الحديثة في الحياة اليومية كبديل للأساليب المعتادة قديما وكيف يؤثر ذلك على تسريع وتيرة النمو اللاقتصادي ودعم رؤية المملكة 2030 ؟
لاقت نامي إقبالًا من أفراد المجتمع بما أسهم في أن تكون نامي وجهة موثوقة للمدفوعات.. وإقبال المجتمع اتجاه مفهوم جديد في الدفع قد يشكل تحدياً، لكن عندما ترى توجهات قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الطموحة في تنشيط حركة القطاع المالي ودعمه، سيساعد ذلك بشكل اكبر على تّبني حلول الدفع الألكتروني .
ولا يخفى علينا أن للتحول الرقمي دورًا جوهريًا في تعزيز إقبال أفراد المجتمع للمدفوعات الرقمية.
ما هي الأسباب التي دفعتكم لإطلاق الهوية الجديدة واختيار اسم “نامي” وتغيير الاسم التجاري؟
نامي اليوم في مرحلة جديدة افتتحت صفحاتها مع إطلاق الهوية الجديدة؛ حيث تعكس الهوية مرحلة النمو المتسارع والتنوّع في تقديم الخدمات المالية رقميًا، لتصبح نامي رائدة في قطاع التقنية المالية.
أما بالنسبة لأسم نامي، مثل ما ذكرت في تصريحات سابقة؛ الاسم مستوحى من النمو ويّعبر عن دورنا كشريك وظّف التقنية المالية في تنمية وتسريع الأعمال لتمكين مدفوعات الشريك تقنيًا.
حصلتم على أول ترخيص لتقديم الإيصال الرقمي كيف كانت تجربتكم في هذا المجال ؟
حوكمة التجربة وأتمتتها ساهمت في صنع تجربة عميل مميزة ومبتكرة؛ حيث استهدفت الخدمة إلى الاستغناء عن الإيصالات الورقية واستبدالها بإيصال رقمي يصل إلى التاجر و عملائه بمجرد إتمام عملية الدفع.
ومن فوائد هذه الخدمة أتمتة العمليات المالية وتمكين رقمنة العمليات مما يسهم في استدامة الموارد ورفع الكفاءة وخفض التكاليف.
من واقع خبرتكم كيف ترون مستقبل الاعتماد على الدفع الإلكتروني في المملكة؟
لم يعد الدفع باستخدام الطرق التقليدية كـ البطاقات المصرفية وبطاقات الائتمان كافياً وليس ضرورياً وجود العميل في موقع الشراء، بل لابد من تبني طرق حديثة لوسائل الدفع المُمكِنة للتجارة الإلكترونية ، وتمكين العميل من الدفع مقابل السلعة أو الخدمة الكترونيًا بكل أمان وفاعلية وسرعة.
حيث أتي تقدّم المملكة في عمليات الدفع في إطار الرؤية الإستراتيجية للبنك المركزي السعودي، التي انطلقت مــن مستهدفات برنامــج تطويــر القطــاع المالي، أحد برامج رؤية المملكة 2030؛ الهادفة إلى تعزيز الدفع الإلكتروني، وتقليل التعامل النقدي.