دبي21 مارس 2024
تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2023، من صد أكثر من 50 ألف هجمة سيبرانية يومياً، وفقاً لمجلس الأمن السيبراني الإماراتي. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام نفسه، نجحت دولة الإمارات في منع أكثر من 71 مليون محاولة هجوم بشكلٍ إجمالي.
تُظهر هذه النتائج، التي تم تسليط الضوء عليها في تقرير صادر عن شركة “فروست أند سوليفان” للاستشارات والتحليل، النمو الهائل لمشهد الأمن السيبراني في المنطقة، كما أنها تعد بمثابة تذكير واقعي تجاه التهديدات المتزايدة المرافقة لهذا المشهد.
ومع استمرار نمو صناعة الأمن السيبراني في دول مجلس التعاون الخليجي – مع تقديرات “فروست أند سوليفان” أن قيمتها ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030 لتصل إلى 13.4 مليار دولار أمريكي – تواصل دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقليل اعتمادها على صادرات النفط لتختار بدلاً من ذلك الأدوات والتقنيات الرقمية.
أدى هذا التحول في الأجندة الاقتصادية إلى جعل الشركات عرضة بشكل متزايد لتصاعد التهديدات السيبرانية، حيث يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي الإقليمي إلى زيادة التأثير على القطاعات الرئيسية.
وتم إصدار التقرير التفصيلي، الذي حمل عنوان “الأمن السيبراني في الشرق الأوسط: استكشاف إمكانات سوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط”، قبل انعقاد معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024″، الذي يعد أكبر حدث للأمن السيبراني وأكثرها تأثيراً في المنطقة، والذي يعود إلى مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 23 إلى 25 أبريل القادم. ويهدف المؤتمر، بالتعاون مع “فروست أند سوليفان”، إلى تحديد التحديات والفرص التي تواجه الصناعة التي تتسع رقعتها في المنطقة.
الشرق الأوسط يستعد لتصاعد التهديدات السيبرانية
كان هناك ارتفاع كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، على وجه التحديد، في اعتماد التكنولوجيا ضمن قطاعات التمويل والرعاية الصحية والتصنيع، وهذا ما يعزز الحاجة إلى الأمن السيبراني والأطر التنظيمية القوية.
تمثل التحديات الحالية مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، القضايا التي ترتبط بالوعي العام وقلة أعداد المتخصصين الماهرين، فضلاً عن حالة عدم الوضوح لدى الشركات فيما يتعلق بمكافحة الهجمات السيبرانية بشكل استباقي.
واستجابة لأوجه القصور هذه على مستوى الصناعة، ومع استمرار المنطقة في اعتماد التبني التكنولوجي العالمي، تتخذ دول الشرق الأوسط خطوات قابلة للقياس لتعزيز وضع الأمن السيبراني فيها.
إن إنشاء أقسام ومراكز ابتكار خاصة بالفضاء السيبراني، وزيادة الوعي من خلال حملات التوعية وبرامج التدريب، وتشجيع ريادة الأعمال من خلال مؤتمرات الأمن السيبراني، هي بعض الطرق المعتمدة في المنطقة لتجهيز الجيل القادم وسد فجوة المهارات الحالية.
وفي الواقع، ووفقاً لمؤشر الأمن السيبراني العالمي للاتحاد الدولي للاتصالات 2020 الذي أبرزه التقرير، احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية، تلتها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الخامسة، من بين 194 دولة مشاركة، ما يشير إلى أن كلتا الدولتين اتخذتا تدابير واسعة النطاق فيما يتعلق بالأطر التنظيمية.
ونتيجةً لذلك، أصبحت الدولتان وجهتين مفضلتين للأكاديميين والشركات والأبحاث والابتكار، حيث أطلقت حكومة الإمارات العربية المتحدة أول مركز وطني للابتكار ضمن مبادرة “النبض السيبراني” لرفع مستوى المتخصصين في مؤسسة “أبوظبي بوليتكنك”.
دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ خطوات واثقة نحو بناء موقف مرن إلكترونياً
أنشأت المملكة العربية السعودية الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، كما أنشأت الإمارات العربية المتحدة الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، أما في البحرين، فقد تم استحداث المركز الوطني للأمن السيبراني، بهدف الإشراف على جهود الصناعة المستمرة.
وفي هذا السياق، قالت بارميندر كور، المدير ورئيس قسم الاستشارات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا لدى “فروست أند سوليفان”: “يعتبر الامتثال والتنظيم من أقوى العوامل التي تضاعف نمو الأمن السيبراني. وقد أدى انتشار التكنولوجيا إلى زيادة كبيرة في تعرض المؤسسات للمخاطر السيبرانية المعقدة، في حين أن الطفرة في التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الرقمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط أدت إلى زيادة الحاجة إلى الأمن. وباعتبارها مركزاً بالغ الأهمية لصناعة النفط والغاز – فضلاً عن العديد من المؤسسات المالية الكبيرة والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية – أصبحت المنطقة بسرعة المزود المفضل لمنتجات وخدمات الأمن السيبراني من الجيل التالي في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يتطلب بدوره اتباع نهج صارم لحلول الأمن السيبراني التي تحمي كل من المعاملات المالية والبيانات الشخصية”.
ومع استمرار منطقة الشرق الأوسط في تطوير بنية تحتية واقتصاد قويين للأمن السيبراني، فإنها تظل واحدة من أكثر المناطق العالمية الواعدة لنمو الصناعة، ولا شك أن التزامها بالتنظيم والتدريب على الأمن السيبراني وأمن سلاسل التوريد يميزها كرائدة في الصناعة مع رؤية طموحة لدمج التقنيات وتلبية احتياجات العملاء المتطورة.
يُعد معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024″، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي ويستضيفه مجلس الأمن السيبراني في الإمارات العربية المتحدة، بمثابة شهادة على إعطاء دولة الإمارات العربية المتحدة الأولوية للتعاون والابتكار وتنمية المواهب.
وعلق بشار بشايرة، المدير العام لشركة “كلاود فلير”، الشركة الرائدة في مجال الأمن السيبراني والمشاركة في فعاليات معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال” للمرة الثالثة: “يعد معرض ومؤتمر جيسيك الحدث الأبرز للأمن السيبراني في المنطقة. إنه المكان المثالي للقاء العملاء والشركاء الحاليين والمستقبليين والمشاركة في محادثات جديدة حول الأمن السيبراني مع الشركاء المتخصصين في المجال ذاته”.
وأضاف بشايرة: “نحن في منطقة ديناميكية للغاية ومتعطشة للابتكار ونشهد زيادة في الوعي والقيادة في مجال الأمن السيبراني في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والبحرين وقطر وعمان. ستحتاج المؤسسات إلى تسريع تحولاتها الرقمية والمشاركة في جهود التحديث من خلال اعتماد التقنيات التي تمكنها من مواجهة الهجمات الإلكترونية المتطورة بشكل متزايد”.
كما ستحضر سباير سوليوشنز، الشريك الفخري لمعرض ومؤتمر جيسيك منذ انطلاقته الأولى، الحدث المرتقب من خلال تواجدها ضمن أكبر أجنحة المعرض، حيث تحدث كينيث ديسوزا، مدير التسويق في شركة سباير سوليوشنز، حول ظروف الصناعة الحالية قائلاً: “إن سوق الأمن السيبراني في دول مجلس التعاون الخليجي مهيأ للنمو، مع تطور مجالات مثل الوصول بالهوية وإنترنت الأشياء والأمن السحابي، التي كانت مجرد نقاط للنقاش سابقاً، لتتحول إلى مجالات التحدي الرئيسية بالنسبة للمؤسسات في جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف ديسوزا: “إن العديد من دول الشرق الأوسط، وأبرزها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تأتي في طليعة الدول التي تسعى إلى تحقيق أهدافها في مجال الأمن السيبراني. وبفضل المبادرات الحكومية والوعي الهائل نحو ضرورة تسريع التوسع الرقمي الأكثر أماناً، تستثمر منظمات المنطقة بكثافة في تدابير الأمن السيبراني بهدف إنشاء أطر عمل فعالة وقابلة للقياس ومستدامة”.
أكبر حدث للأمن السيبراني والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط
يستعد معرض ومؤتمر “جيسيك جلوبال 2024″، الرائد في مجال الأمن السيبراني، لاستقبال أكثر من 20 ألف زائر، و750 من أبرز الشركات العارضة في العالم، وفي مقدمتها “هواوي” و”هانيويل” و”دو” و”مايكروسوفت” و”غوغل كلاود سكيورتي” و”كاسبرسكي”، إلى جانب كل من “كلاود فلير” و”كواليس” و”بانتيرا”، إضافة إلى أكثر من 350 متحدثاً متخصصاً في مجال أمن المعلومات، و1000 مخترق أخلاقي من أكثر من 130 دولة يجتمعون جميعاً في النسخة 13 من الحدث السنوي الأبرز للأمن السيبراني على مستوى المنطقة والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام.