تدرس المملكة العربية السعودية تعيين بنوك، من ضمنها “سيتي غروب” و”غولدمان ساكس” و”إتش إس بي سي هولدينغز”، لإدارة طرح ثانوي لأسهم شركة “أرامكو“، في صفقةٍ من شأنها جمع حوالي 20 مليار دولار، لتمثل إحدى أكبر عمليات بيع الأسهم في السنوات الأخيرة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كشف الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات، إن أكبر شركة مصدّرة للنفط في العالم تجري أيضاً محادثات مع بنوك أخرى، في سعيها لجمع نخبة من المستشارين لعملية الاكتتاب التي قد تحدث في الأسابيع القليلة المقبلة.
لكن الأشخاص أفادوا بأن قائمة المستشارين قد تتغير، مؤكدين عدم التوصل لقرار نهائي بشأن توقيت العملية أو عدد الأسهم التي ستطرحها الحكومة، كما أن الطرح بأكمله يمكن أن يُؤجَّل.
وعمل عدد من بنوك “وول ستريت” على الطرح العام الأولي لشركة “أرامكو” في 2019. ورغم أنهم حصلوا حينها على رسوم ضئيلة قياساً بالمعدلات العالمية المتعارف عليها لصفقات مماثلة، فإنهم يعودون الآن للعمل على صفقة الطرح الثانوي، أملاً في الحصول على صفقات إضافية في المملكة حيث يمضي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قُدُماً في خطة طموحة لتنويع الاقتصاد.
قد يمثل جذب مستثمرين جدد تحدياً للطرح المزمع لأسهم “أرامكو”. وكانت عدّة شركات دولية أبدت تحفظات خلال الاكتتاب العام الأولي (عام 2019) حيال تقديرات الحكومة بشأن تقييم الشركة، وتجاه عائد “أرامكو” المنخفض نسبياً مقارنةً بنظيراتها في القطاع، خلال فترة الطرح، ما جعل الصفقة حينها تعتمد بشكلٍ أساسي على مستثمرين أفراد محليين والمكاتب العائلية الثرية.
ورغم أن الشركة، البالغة قيمتها السوقية تريليوني دولار، اعتمدت آلية جديدة لزيادة توزيعات الأرباح في محاولةٍ لجذب المزيد من المستثمرين وتعزيز السيولة، إلا أنها مازالت غير مماثلة لنظيراتها. وتجاوز مكرر ربحية سهم أرامكو أمثاله لدى شركات “شل” و”بي بي” و”إكسون موبيل”، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ.
ومع ذلك، استثمر العديد من كبار مديري الأصول بالعالم في “أرامكو”، ويرجع ذلك لحدٍّ ما إلى وزنها في مؤشر الأسهم السعودية.
رسوم مديري الاكتتاب
جمعت “أرامكو” السعودية حوالي 30 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي في العالم، ودفعت رسوماً تزيد قليلاً عن 100 مليون دولار.
بالمقارنة، تقاسمت بنوك مثل “جيه بي مورغان” و”غولدمان ساكس” حوالي 60 مليون دولار كرسوم من شركة “بيلوتون إنتراكتيف” (Peloton Interactive) لمساعدتها على جمع 1.2 مليار دولار في 2019. كما دفعت مجموعة الإنترنت الصينية العملاقة “علي بابا غروب”، والتي جمعت 25 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي في 2014، حوالي 300 مليون دولار لأمناء الاكتتاب بما في ذلك رسوم الأداء.
ويُرجَّح أن يحصل المستشارون الذين يعملون على البيع المزمع لأسهم “أرامكو” على رسوم منخفضة مثلما هو شائع في المنطقة.
فاجأت “أرامكو”، التي تمتلك الحكومة السعودية حصة 90% فيها، الأسواق الشهر الماضي بتخليها عن خطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط، ما أثار تساؤلات حيال توقعات الطلب على النفط، لكن هذا القرار أفرج في المقابل عن مليارات الدولارات التي كان سيتم إنفاقها على زيادة الطاقة الإنتاجية بحيث يُمكن توظيفها في استثمارات أخرى من قِبل الشركة.
في يناير 2022، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الحكومة تدرس بيع المزيد من أسهم “أرامكو”، على أن يتم تحويل العائدات إلى الصندوق السيادي السعودي. ونشرت بلومبرغ في مايو أن هذه الخطة اكتسبت زخماً العام الماضي.