برنامج مركز منصّة “تيك توك” للمبدعين –مقال رأي
بقلم: كندة إبراهيم، المديرة العامة الإقليمية للعمليات في شركة تيك توك لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وباكستان وجنوب آسيا
اعتمد روّاد الأعمال تاريخيّاً على قطّاعات مُختارة، وحاليّاً تدفع الشركات الصغيرة عجلة تحوّل اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يقود روّاد الأعمال الآن المنظومة الاقتصاديّة في المنطقة نحو قطّاعات أُخرى تُحدّد التجارة المحليّة والعالميّة. وأصبحت موجة ريادة الأعمال، التي تتسم بالمرونة والابتكار، حجر الزاوية لحيويّة الاقتصاد في المنطقة. يُبشّر هذا التحوّل بحلول عصرٍ جديد من النمو الاقتصادي، كما يدلُّ أيضاً على حدوث تغيير في ديناميكيّة الأعمال التقليديّة في الشرق الأوسط.
لم تلجأ العديد من النساء إلى منصّات صُنع المحتوى، مثل منصّة “تيك توك”، كوسيلة للتميّز ولفت الأنظار فحسب، بل لجأن إليها كأداة فعّالة لزيادة المبيعات ونجاح أعمالهنّ. وبالنسبة لرائدات الأعمال تُعتبر هذه المنصّات ضرورية لرفع مستوى الوعي بهن ولتحقيق النجاح الملموس لأعمالهن.
تُمكّن منصّات صُنع المحتوى الشركات الصغيرة من التواصل بشكل أكثر أصالة مع جماهيرها
أصبحت منصّات صُنع المحتوى ضروريّة للشركات الصغيرة، وخاصّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ توفّر هذه المنصّات وسيلة بتكلفة فعّالة للوصول إلى جمهور واسع، وهو أمر بالغ الأهميّة في منطقة تستخدم الانترنت والهواتف المحمولة بشكل كبير. تُتيح منصّات مثل منصّة “تيك توك” للشركات التواصل مع العملاء على نطاق واسع من خلال التفاعل المباشر، مما يُعزّز بدوره المجتمع وولائه للعلامة التجاريّة. ويُعدّ هذا الوصول الرقمي قيّماً للغاية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل تغلّبه على القيود الجغرافيّة وقدرته على ربط الشركات المحليّة بالسوق العالميّة.
يُعزّز توافق منصّات صُنع المحتوى مع الروايات الثقافية أهميّتها، كما توفّر هذه المنصّات أيضاً مساحة للشركات لمشاركة قصصها وهويّة علاماتها التجاريّة بطريقة تربطهم بجمهورهم المحلّي، إن إنهم يُقدّرون سرد القصص الذي يعتمد على إظهار المبادئ المحليّة. وتعتبر هذه المرحلة الرقميّة أمراً لا يُقدّر بثمن لرائدات الأعمال، إذ تُتيح لهن المجال للتواصل مع الأفراد الذين يشاركوهنّ تفكيرهنّ، والوصول إلى الأسواق الأوسع وبناء شبكاتٍ داعمة لهنّ. تكمن ميزة منصّات صُنع المحتوى بقدرتها على تمكين روّاد الأعمال من عرض هويّة علامتهم التجارية الفريدة وتحدّي الأعراف المجتمعيّة وتأسيس أنفسهم كشخصيّات مؤثرة في صناعاتهم ومجالاتهم، وينطبق هذا بشكل خاص على النساء ورائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تُعدّ منصّات صُنع المحتوى أكثر من مجرّد أدوات تسويقيّة بالنسبة لنا، فهي بوابة للتمكين ووسيلة لإلهام جيل جديد من النساء في مجال الأعمال التجاريّة.
تستخدم رائدات الأعمال منصّات صُنع المحتوى بشكل مُبتكر للتفاعل الهادف مع جمهورهنّ.
قادت النساء العديد من الطرق المُبتكرة لاستخدام منصّات صُنع المحتوى لعرض أعمالهنّ. على سبيل المثال، تُعدُّ طبيعة منصّة “تيك توك” القائمة على مقاطع فيديو قصيرة وتفاعليّة مثاليّةً لعرض المنتجات والخدمات بطريقة إبداعيّة، مما يُساعد روّاد الأعمال على تسويق عروضهم ومنتجاتهم وسرد قصّة علامتهم التجاريّة أيضاً. يستطيع روّاد الأعمال التأكّد من أن محتواهم يحصل على فرصة متساوية لاكتشافه والوصول إلى جمهور عالميّ عندما يستخدمون نظام التوصيّات الفريد لمنصّة “تيك توك” بشكل فعّال، إذ يُقدّم هذا النظام المحتوى لكلّ مُستخدمٍ بناءً على ما قد يكون من ضمن اهتماماته الشخصيّة. كما يؤدّي استخدام روّاد الأعمال للأوسمة الرائجة والمشاركة في التحديّات على المنصّة إلى لفت الأنظار إليهم، مما يحّول المشاهدين إلى عُملاءٍ مُحتملين.
ويُعدّ نجاح روّاد الأعمال هؤلاء على منصّة “تيك توك” مؤشّراً واضحاً على قدرتهم على التكيّف مع الأنماط الرقميّة الرائجة وفهم ديناميكيّات السوق. تُتيح لهم المنصّة كسر حواجز الأعمال التقليديّة والاستفادة من أسواق جديدة والتواصل مع جمهور متنوّع ومهم لأعمالهم. لا يقتصر تأثير منصّة “تيك توك” على ريادة الأعمال النسائيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جذب الاهتمام لأعمالهمّ فحسب، بل يتعلّق أيضاً بالتمكين الاقتصادي. كما يُمكن للنساء تحويل شغفهنّ إلى مصدر دخل مُستدام من خلال الشراكات والتعاون مع العلامات التجاريّة ومميّزات تحقيق الدخل التّي توفّرها المنصّة أيضاً. تُشكّل هذه الاستقلاليّة الماليّة تحوّلاً وتوفّر مساراً للنساء للابتكار ووضع معايير جديدة في منظومة الأعمال الرقميّة.
وعلى صعيدٍ آخر، تعمل هذه المنصّات أيضاً على تمكين روّاد الأعمال، والنساء منهم على وجه الخصوص، ومنحهم الموارد اللازمة للوصول إلى جمهورهم بشكل فعّال. إن الإصدار الثاني من برنامج مركز منصّة “تيك توك” للمبدعين يهدف إلى تسليط الضوء على الشركات التي تقودها النساء وتعزيز البيئة التي تُشجّع نموّهن على سبيل المثال. ويُمثّل هذا البرنامج مثالاً قويّاً على الدور المتطوّر باستمرار لمنصّات صُنع المحتوى في رعاية المواهب التجاريّة، خصّيصاً بين النساء، في منطقة ديناميكيّة ومتنوّعة ثقافيّاً.
ويؤكّد نجاح مثل هذه المبادرات على اتجاه تحويليّ أوسع نطاقاً: فقد أصبحت منصّات مثل منصّة “تيك توك” حافزاً أساسيّاً لنجاح ريادة الأعمال، وخاصّة بالنسبة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن هذه السُبل الرقميّة ليست مجرّد أدوات عمل، بل أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من تشكيل منظومة أعمال شاملة ومنصفة وحيويّة بفضل توفيرها منصّات للفت الانتباه والتواصل وتنمية المهارات. ويُعدُّ هذا التمكين الرقمي مفصليّ في دفع عجلة الابتكار وتعزيز النمو الاقتصادي وتحدّي الأعراف التقليديّة، مما يُمهّد الطريق لمُستقبلٍ أكثر تنوّعاً وديناميكيّة في عالم الأعمال
كندة إبراهيم – المدير العام الإقليمي لشؤون العمليات والتسويق لدى منصة تيك توك في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وباكستان وجنوب آسيا
تشغل كندة إبراهيم منصب المدير العام الإقليمي لشؤون العمليات والتسويق لدى منصة تيك توك في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وباكستان وجنوب آسيا. وأظهرت قدرة استثنائية على وضع استراتيجيات متقدمة بشأن محتوى المنصة في أسواق المنطقة، من أجل الحفاظ على انسجام مجتمع تيك توك وضمان سلامة المستخدمين، وخلق مساحة آمنة لمشاركة آرائهم ومحتواهم المفضل من أجل توفير تجربة فريدة وممتعة.
كما تتولى مسؤولية بناء وتطوير الفرق المسؤولة عن إدارة ورعاية مجتمع تيك توك، بالإضافة إلى ذلك تتعاون مع فرق الأعمال لوضع مبادرات النمو الاستراتيجي، وتنسيق الجهود لتوسيع نطاق ووصول تيك توك في هذه المناطق.
تمتلك كندة أكثر من 17 عامًا من الخبرة العالمية في مجال التسويق الرقمي وصناعة المحتوى والتحليل، اكتسبتها من خلال مسيرتها المهنية في الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية. وقبل انضمامها إلى تيك توك، شغلت منصب مدير الشراكات الإعلامية لموقع“X” – تويترTwitter سابقًا – في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. وقادت بنجاح الفريق المسؤول عن تسريع جهود تويتر لتوفير المحتوى في قطاعات الأخبار والسياسة والرياضة والتلفزيون والترفيه.
كما عملت سابقًا في في شركة مايكروسوفت، حيث شغلت منصب رئيس تحرير ومسؤول المحتوى باللغة الإنجليزية في شبكة MSN Arabia. ، وقبل ذلك، قادت قسم عمليات الإعلام في Yahoo Maktoob، وتضمنت مسيرتها أدواراً مهمة في وضع استراتيجيات البيانات والاستراتيجيات الرقمية لعددٍ من الشركات والمؤسسات، منها EMAP الشرق الأوسط، ومجموعة Yellow Pages، وبنك كندا الوطني.
حصلت كندة إبراهيم على شهادة الماجستير في التسويق والمالية من جامعة كونكورديا في كندا، بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب من الجامعة الأميركية في بيروت