الشارقة، 5فبراير 2024
ناقش مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024 أهمية تبني الشركات الناشئة تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديداً “شات جي بي تي“، والاستراتيجيات المستدامة لضمان التوسّع نحو العالميّة، وذلك خلال خطابات وجلسات مُلهمة استضافت سيّدات أعمال وخبراء تكنولوجيا، من بينهم عبد الله أبو شيخ، مؤسس شركة “أسترا تيك” والرئيس التنفيذي لمنصة “بوتيم” ومريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيّدات أعمال الشارقة، حيث شاركوا الحضور خلاصة خبراتهم وتجاربهم التي قادتهم إلى تحقيق النجاح.
ففي خطابه بعنوان “حيث يمكن للتكنولوجيا أن تفشل: تطوّر تشات جي بي تي”؛ أكد عبد الله أبو شيخ، أنّ تقنيات “شات جي بي تي” تشهد في الوقت الراهن تحولاً ثورياً في آلية البحث ومعالجة اللغة وأثر هذا التحول على التواصل عبر الإنترنت، مشيراً إلى توقعه بأنّ 99% من المنصات المرتبطة بذلك لن تستمر بالعمل وفقاً لآلية النقر، إنّما ستصل إلى مرحلة العمل بالأوامر المباشرة، وهو ما يُسهم في تعزيز سهولة استخدامها وجعلها في متناول فئة أوسع، وبالتالي تجاوز أي حدود اللغة أو الثقافات المختلفة.
تطورات هائلة تلوح في الأفق
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ “أسترا تيك” أنّ الذكاء الاصطناعي وتحديداً تكنولوجيا “شات جي بي تي” لاتزال تُعتبر في مراحلها المبكّرة، وأنّ السنوات القليلة المقبلة ستشهد مزيداً من التطورات الهائلة، والتي ستُلقي بظلالها الإيجابية على طبيعة وسرعة تناول وتداول البيانات عبر الإنترنت، والارتقاء بالأجهزة المستخدمة في هذا الإطار، وهو ما بدأ يظهر بالفعل سواء على صعيد الأجهزة المحمولة المتطوّرة والقائمة على الذكاء الاصطناعي، أو الشاشات وأشكالها وأساليب عملها.
وقال: “المؤسسات الكبيرة تتجه بشكل متسارع نحو استخدام وتوظيف الآلة في أعمالها، وكذلك سيكون الحال للشركات الصغيرة حتى تحظى بالمنافسة والاستمراريّة، وستزداد الفرص المتوفرة في هذا المجال، لكن السؤال هنا يكمن في مدى تأثير ذلك على الوظائف؟ وبالتأكيد لا يُمكن الاستغناء عن الموارد البشرية، ومع ذلك فإن الأمر متفاوت ولا بدّ من تعزيز المهارات البشرية لمواكبة التغيرات”.
التفكير على مستوى عالمي
وفي جلسة “قوّة التوسّع الدولي والتفكير على مستوى عالمي في مشروعك الخاص”؛ قدّمت كلٌ من مريم بن الشيخ، مديرة مجلس أعمال سيّدات الشارقة، وجينيفر بلاوس، مؤسسة شركة فيميل فيوجن، وناتاشا هاثيرال شاو، مؤسسة وكالة تيش تاش للعلاقات العامة، العديد من التوجيهات والنصائح وشاركن تجاربهن في التوسع نحو العالمية، وتحديداً للشركات الناشئة ورواد الاعمال، حيث أشرن الى أن الاستثمار في الأسواق المختلفة، والوصول إلى جمهور أوسع والبحث عن فرص جديدة؛ تُعتبر محفّزات أمام رائدات الأعمال لتوسيع حضور شركاتهنّ أو منتجاتهنّ، مع التأكيد على أنّ الأمر بحاجة إلى ركائز أساسية لنجاح هذه الخطوة، في مقدمتها دراسة وفهم السوق المستهدف، ومعرفة الخلفية الثقافية للجمهور، والسعي نحو بناء شراكات تعاون رسمية أو من خلال نظام العمل الحر.
وقالت مريم بن الشيخ: “نسعى في مجلس سيدات أعمال الشارقة باستمرار إلى خلق بيئة مناسبة للنساء خصوصاً هنا في الشارقة حيث نترجم رؤية سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة، المتمثلة بخلق فرص المتساوية لجميع السيدات. واليوم لدينا عضوات يعملن في العديد من قارات دول العالم، بما في ذلك البرازيل ومصر وفلسطين وغيرها. ونعمل على تنظيم بعثات تجارية خارجية للاطلاع على آلية تأثير العالمية، وندعو دائما رائدات الأعمال إلى التواصل معنا والانخراط في أنشطتنا”.
فريق عمل متكامل ومبادر
وأضافت: “ندعم الشركات الناشئة للدخول إلى الأسواق العالمية والاطلاع على الفرص المختلفة، ولدينا العديد من المنظمات التي تساعد الأعمال على الوصول إلى مختلف الأسواق، ومن المهم أن يكون لدى رائدة الأعمال فريق عمل متكامل وقوي ومبادر، وطالما أنّ الشركة لديها استراتيجية للتوسع فستصل إلى أهدافها، لكن الأهمّ هو ماذا بعد الوصول؟ وهنا يبرز دور المواكبة والتكيف والمرونة”.
بدورها قالت جينيفير بلاوس: “لم تكن لدي في البداية أي نية للتوسع الدولي، ولكن مع الوقت ونظراً للعالمية التي تتمتع بها دولة الإمارات حيث نعمل؛ اتخذنا القرار ومع ذلك فدائماً نصيحتي تتمثل بعدم التشجيع على فتح الكثير من المكاتب والفروع في بداية الأمر، لانّ ذلك يترتب عليه تكاليف عالية، لكن يمكن التعاون وبناء شراكات عمل حر، والأهم دراسة متأنية للسوق. لدينا اليوم سفراء على الأرض في الأماكن التي نتوسّع فيها، يؤسسون علاقاتنا مع أصحاب المصلحة، لذا من المهم أن نُحيط أنفسنا بأشخاص رائعين للحفاظ على النجاح”.
من جهتها قالت ناتاشا هاثيرال شاو: “انطلقت في مسيرتي المهنيّة بتفكير ينحصر فقط على العمل الحر، كي أحظى بالكثير من الوقت لنفسي، ولكن بعد نموّ العمل وإدراك أهمية التوسع، بدأت بتأسيس شركتي، واليوم وصلت إلى 3 فروع حول العالم ونخطط للرابع قريباً، كانت البداية في الإمارات والآن نتواجد في دول الخليج الأخرى ونتعاون كذلك مع موظفات عمل حر. ما أودّ التركيز عليه هو أنّ التوسع جاء نتيجة استجابة لطلبات وحاجيات العمل. ونصيحتي لرائدات الأعمال أن لا تخشين أبداً من كلمة عالمي، ولا بد من التركيز على كل دولة تصلها أعمالكن على فهم الثقافة والاحتياجات المحلية”.