دبي – خاص
بقلم حيدر عزيز، المدير التنفيذي لشركة “فاست داتا” في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا
أصبح للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثيراً واضحاً وملموساً على قطاعات الأعمال المختلفة، ويمكننا أن نلاحظ كيف ولدَت هذه التقنية المبتكرة العديد من النقاشات والحوارات التي دارت حول قدرة تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث تغييرات ثورية في عالمنا. ويمكن أن يعزى الانتشار الحتمي للذكاء الاصطناعي التوليدي إلى قدرته الفريدة على إنشاء المحتوى وتجميع البيانات وأتمتة المهام المعقدة، إلى جانب المجموعة الواسعة من الفرص والتطبيقات التي يمكن أن تقدمها هذه التكنولوجيا المبتكرة
وفي الوقت الذي نعمل فيه على استكشاف هذه التقنية المبتكرة، بات من الواضح أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أكثر من مجرد اتجاه عابر، وأنه أحدث تحولاً كبيراً في كيفية فهمنا واستخدامنا للبيانات. حيث تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على إحداث تحولات كبيرة وسريعة في العديد من قطاعات الأعمال، بما في ذلك إنشاء المحتوى الإبداعي وتبسيط العمليات المعقدة. ويمثل هذا المرحلة الرابعة في الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها حالياً، والتي تتميز بظهور وتكامل التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والآلات الذكية، والروبوتات، والبلوكتشين، والواقع الافتراضي، لنكون شاهدين على التطورات الكبيرة التي ستساهم تلك التقنيات بإدخالها على حياتنا اليومية لتغييرها بشكل كامل.
التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة البيانات
يتعين على المؤسسات التي تتطلع لتحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أن تواجه التحديات المتمثلة في تخزين كميات هائلة من البيانات والوصول إليها وإدارتها ونقلها وتحليلها وتأمينها بكفاءة وفعالية من حيث التكلفة. وبالرغم من تطور منصات البيانات الحالية وقدرتها على الحد بشكل كبير من تعقيدات نشر البنية التحتية لتطبيقات ذكاء الأعمال وإعداد التقارير، إلا أن هذه المنصات غالباً ما تكون غير كافية عندما يتعلق الأمر بدعم تطبيقات التعلم العميق.
إن الحاجة لتغذية تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بكميات كبيرة من البيانات تمثل تحدياً رئيسياً، إذ تحتاج هذه التطبيقات إلى إمكانات تخزين كبيرة كما تتطلب أيضاً وصولاً سريعاً وسلساً إلى البيانات. وتواجه البنية التحتية التقليدية للبيانات تحديات كبيرة لمواكبة متطلبات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام الاستفادة من إمكاناتها الكاملة.
الحاجة إلى منصة بيانات مبتكرة
من أجل تحقيق الإمكانيات الحقيقية للذكاء الاصطناعي، هناك حاجة ماسة لوجود منصات لحوسبة البيانات تعمل بالذكاء الاصطناعي.
يجب أن تشمل هذه المنصة العديد من الميزات الرئيسية مثل:
- الوصول المباشر إلى مصادر المعلومات في العالم الواقعي: تعد القدرة على الاستفادة المباشرة من مصادر المعلومات والبيانات الواسعة والمتنوعة المتاحة في العالم الواقعي أمراً بالغ الأهمية، إذ يضمن هذا الوصول المباشر قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستفادة من معلومات العالم الواقعي للحصول على فهم أكثر دقة وتفصيلاً.
- التخزين الفعال للبيانات غير المنظمة: يجب أن تمتاز المنصة بالقدرة على تخزين وتنظيم وفهم كميات هائلة من البيانات الطبيعية غير المنظمة، وبطريقة يمكن الوصول إليها بسهولة. حيث تثري البيانات المتنوعة وغير المنظمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتجعلها تتطور، ما يجعل مسألة التخزين الفعال شرطاً أساسياً لنجاح تنفيذها، وتحقيق القيمة والإمكانات الكاملة منها.
- التحويل الذكي للبيانات: يجب أن تمتلك المنصة الذكاء اللازم لتحويل البيانات الأولية غير المنظمة إلى فهم شامل لخصائصها الأساسية. يتضمن ذلك معالجة البيانات وتفسيرها بطريقة تمكن الآلات من استخلاص رؤى ذات معنى ومغزى حقيقي.
- تكامل المعرفة العالمية: ينبغي للمنصة الفعالة أن تمكن المؤسسات من البناء على معرفتها العالمية والاستفادة منها، بما في ذلك الاستعلام عن المعلومات من مصادر مختلفة لتوليد فهم شامل يتجاوز حدود مجموعات البيانات الفردية.
في عصر الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، يعتمد تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي على امتلاك البنية التحتية المناسبة للبيانات لدعم متطلبات وأعباء العمل الحاسوبية الكثيفة، إذ لا يتعلق الأمر فقط بالوصول السريع إلى كميات كبيرة من البيانات؛ بل من المهم في الوقت ذاته توفير هيكلية مناسبة لهذه البيانات، مما يمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من الازدهار.
ونلتزم في شركة “فاست داتا” باستكشاف الإمكانات الإضافية للذكاء الاصطناعي التوليدي، وريادة جهود تطوير الجيل التالي من البنية التحتية التي تجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي حقيقة. وهذا ما سيفرض علينا التعمق في مستقبل الذكاء الاصطناعي ومعرفة قدرة منصات البيانات المبتكرة على تشكيل الحلول للمؤسسات، وتمكينها من تحقيق أداء متميز من خلال إدارة بيانات بسيطة بشكل جذري لتعزيز الإنتاجية، وقد حان الوقت لاعتماد القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي التوليدي وبناء مستقبل مزدهر نحتفي فيه بظهور مجالات وابتكارات جديدة بمساعدة تلك تقنيات الحديثة.